"ساقية سيدي يوسف".. ملحمة تاريخية بدماء تونس والجزائر
أحيت تونس، الثلاثاء، الذكرى الـ64 لأحداث ساقية سيدي يوسف في 8 فبراير 1958 بمحافظة الكاف، حيث اختلط الدم التونسي بالجزائري.
تلك الملحمة التاريخية التي اختلط فيها دم الشعبين، نشبت جراء قصف وحشي من قبل طيران الاستعمار الفرنسي آنذاك على ساقية سيدي يوسف بمحافظة الكاف شمال غربي البلاد على الحدود الجزائرية.
وقامت حينها قوات المستعمر الفرنسي بقصف سوق أسبوعية في القرية مّا أدى إلى استشهاد 70 شخصًا من بينهم 20 طفلًا أغلبهم من تلاميذ مدرسة ابتدائية و11 امرأةً وإصابة 130 شخصًا، كما تم تدمير 130 منزلا و85 متجرا ومدرستين.
وتقع ساقية سيدي يوسف على الحدود الجزائرية التونسية على الطريق المؤدّي من مدينة سوق أهراس في الجزائر إلى مدينة الكاف بتونس.
وشكّلت المنطقة نقطة استراتيجية لوحدات جيش التحرير الوطني المتواجد على الحدود في استخدامها كقاعدة للعلاج واستقبال المصابين ما جعل فرنسا تلجأ إلى أسلوب العقاب الجماعي وذلك بضرب القرية الحدودية.
وصادف قصف السوق حضور عدد من الجزائريين إلى القرية لتسلّم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي، لتتم مداهمة القرية حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا بأسراب من الطائرات القاذفة، فاستهدف القصف المدرسة الابتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل
كما استمر نحو ساعة من الزمن لتتحوّل القرية إلى خراب.
ونظمت السلطات التونسية ، الثلاثاء، تظاهرة حضرها، كلٌ من رئيسة الحكومة نجلاء بودن والوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمان رفقة وفدين وزاريين وولاةِ الشريطين الحدوديين التونسي والجزائري.
ودعت رئيسة الحكومة نجلاء بودن في كلمة لها، إلى ضرورة بذل مزيد من الجهد لتنمية المناطق الحدودية المشتركة بين تونس والجزائر، حتى تكون جسرا للتواصل ورافدا للتعاون المشترك ومقوما للأمن والاستقرار.
وأضافت بودن، أن هذه الذكرى تحمل قيادة البلدين مسؤولية كبيرة لكتابة صفحات جديدة مشتركة وإرساء تعاون مثمر في جميع المجالات.
وأشارت إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية المشتركة بين تونس والجزائر إلى أرفع المستويات، وقدمت الشكر للجزائر التي وقفت إلى جانب تونس، وتقديمها كافة أشكال الدعم لبلادنا.
كما دعت الولاة في المناطق الحدودية إلى تكثيف التنسيق والتواصل بينهم تفعيلا لآليات التعاون القائمة واستكشاف فرص التعاون وبحث فرص بعث مشاريع مشتركة في هذه المناطق ذات الأولوية.
تدشين مدرسة
وبمناسبة الذكرى 64 لأحداث ساقية سيدي يوسف، تم تدشين مدرسة "المنجم" بحضور الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي وفتحي السلاوتي وزير التربية .
وتكفل الاتحاد بإعادة تهيئة وترميم هذه المدرسة التي شهدت سنة 1958 استشهاد 6 تلاميذ في القصف الفرنسي .
وتمت إعادة تهيئتها وتوفير كل مستلزمات العمل من أقسام مجهزة و مطعم وقاعة مراجعة ومكتبة وقاعة إعلامية .
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA==
جزيرة ام اند امز