لا يختلف اثنان على ما قدمه أحمد فتحي طوال مشواره الدولي مع الفراعنة والذي بدأه في سن الـ18 عام 2002 وامتد لأكثر من 17 عاما
تسببت أزمة شارة قيادة منتخب مصر في حالة من الجدل خلال الفترة الأخيرة، بعد ما أثير عن رغبة الجهاز الفني الجديد للفراعنة بقيادة حسام البدري في منحها لمحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، بدلا من المبدأ السابق الذي كان معمولا به بأن يحملها أقدم اللاعبين.
فتحي الذي كانت المنتخبات الوطنية تتنازع عليه في بداياته ما بين الشباب والناشئين والأولمبي والأول كان ضمن عدد محدود من اللاعبين الذين بنى عليهم حسن شحاتة المدرب الأسطوري للفراعنة الجيل الذهبي لمنتخب مصر والذي تمكن من التتويج بـ3 ألقاب متتالية لكأس أمم أفريقيا أعوام 2006 و2008 و2010
ودخلت في سياق ذلك الجدل بالتبعية أطراف الأزمة، وفي مقدمتهم اللاعبون القدامى بالمنتخب المصري، الذين يأتي على رأسهم أحمد فتحي نجم الأهلي، القائد الحالي للفراعنة وأقدم لاعبيه، والذي بدأت التقارير تؤكد عدم رضاه عن ذلك الأمر ورفضه التنازل عن الشارة، بعد ما أثير عن استئذان محمد بركات مدير المنتخب له من أجل منحها للنجم الأول للفراعنة في الوقت الحالي.
وانعكس الأمر بالتبعية على الشارع الكروي المصري، ما بين مؤيد لنسف مبدأ الأقدمية مثلما تفعل الكثير من منتخبات العالم، ومنح الشارة لنجم عالمي مثل صلاح، بات ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم خلال العامين الأخيرين، بينما على الجانب الآخر رأى آخرون ضرورة التمسك بمبادئ منتخب الفراعنة عبر تاريخه، واحترام تاريخ لاعبيه الكبار، وحفظ حقهم في قيادة الفريق ما داموا في أرض الملعب.
لا يختلف اثنان على ما قدمه أحمد فتحي، طوال مشواره الدولي مع الفراعنة، والذي بدأ معه في سن الـ18 عام 2002، وامتد لأكثر من 17 عاما شهدت خوضه ما يفوق الـ130 مباراة دولية، وكان خلالها أحد العناصر التي تبنى عليها التشكيلة الأساسية للفريق.
فتحي الذي كانت المنتخبات الوطنية تتنازع عليه في بداياته، ما بين الشباب والناشئين والأولمبي والأول، كان ضمن عدد محدود من اللاعبين الذين بنى عليهم حسن شحاتة المدرب الأسطوري للفراعنة الجيل الذهبي لمنتخب مصر، والذي تمكن من التتويج بـ3 ألقاب متتالية لكأس أمم أفريقيا أعوام 2006 و2008 و2010، بل إنه كان أحد أهم أفراد ذلك الجيل نظرا لأدواره المحورية التي كان يقوم بها، وإجادته اللعب في أكثر من مركز، مما منحه لقب الجوكر.
وبعد اعتزال أغلب أفراد ذلك الجيل الذهبي حمل فتحي على عاتقه قيادة الجيل الجديد الذي كان يحمل مسؤولية إعادة هيبة الكرة المصرية بعد سنوات من التخبط، وتمكن بالفعل من استعادة بعضا من تلك الهيبة عندما قاد مع زميله الحارس الأسطوري عصام الحضري، النجوم الشباب بقيادة محمد صلاح، للوصول بسفينة الفريق إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2017، بعد 3 نسخ من الغياب، ثم الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018 بعد غياب 28 عاما.
وجاء المكسيكي خافيير أجيري المدرب السابق لمنتخب مصر ليستبعد "الجوكر" من تشكيلته التي خاضت أمم أفريقيا 2019، وهو ما انعكس سلبا على الفراعنة في البطولة، حيث بات جليا أن الفريق كان يفتقد إلى قائد محنك، سواء داخل الملعب أو خارجه، وكانت ذلك أحد أسباب الخروج المبكر من البطولة التي احتضنتها مصر على أرضها وكانت المرشح الأول للتتويج بها.
على الجانب الآخر فإن محمد صلاح بات أحد أهم نجوم العالم خلال السنوات الأخيرة، وكان له الدور الأكبر في قيادة سفينة الفراعنة لتحقيق العديد من الإنجازات، سواء ببلوغ نهائي أمم أفريقيا 2017، أو تحقيق الحلم الأكبر ببلوغ مونديال 2018، الذي كان صاحب الدور الأكبر فيه بأهدافه الحاسمة.
ومع تألقه المتتالي وإنجازاته المتتابعة مع فريقه ليفربول، بات صلاح واجهة مشرفة للفراعنة في الداخل والخارج، بعدما سطر لنفسه تاريخا بأحرف من نور في سجلات الكرة المصرية والأفريقية والعالمية، لتبدأ المطالبات بمنحه شارة قيادة الفراعنة خلال الفترة المقبلة.
وما بين فتحي وصلاح وما أثير عن رغبة الجهاز الفني الجديد للفراعنة؛ فإن إثارة فتنة مثل هذه في هذا التوقيت هي أشبه بالخطيئة الكبرى التي كان من الممكن أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه إذا لم يتم وأدها في مهدها وغلق ذلك الملف، كما حدث من بركات والبدري عندما خرجا في وسائل الإعلام ليعلنا أن مسألة الشارة لن يتم الحديث فيها في الوقت الحالي، وأن مبدأ الاقدمية هو المبدأ الثابت الذي سيظل معمولا به خلال الفترة المقبلة.
وحسنا فعل الجهاز الفني بذلك الأمر، لأن تبعات تلك الأزمة كانت ستؤدي لحدوث انقسام بين اللاعبين في وقت أحوج ما يكون فيه الفريق إلى التكاتف والتعاون من أجل بدء مرحلة جديدة مع بداية التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2021، وكأس العالم 2022.
وحتى إذا كانت فكرة منح الشارة لصلاح قد جاءت في معرض معالجة خطأ غير مقصود حدث في حقه، عندما حرم من الحصول على صوتي مدرب الفراعنة وقائد الفريق في التصويت الخاص بجائزة أفضل لاعبي العام المقدمة من الفيفا، بعدما حدث خطأ في إرسال التصويت ليتم تجاهله وحرمان نجم ليفربول من صوتين مهمين في سباقه مع نجوم العالم، وهو ما استدعى غضب صلاح وقيامه بحذف اسم منتخب مصر من صفحته الشخصية على "تويتر".
حتى إذا تم طرح الفكرة في معرض معالجة الخطأ السابق، فإن ذلك الحل لو طبق كان سيصبح أشبه بـ"الخطيئة الكبرى"، فتجاهل تاريخ لاعب مثل أحمد فتحي مع الفراعنة وتجريده من حقه سيؤدي إلى فتنة بين اللاعبين ستمتد آثارها إلى الجماهير.
أزمة الشارة تدخل في نطاق الأزمات المجانية، التي لم يكن لها داعي من الأساس، مع تسليم الجميع بوجود مبدأ ومعيار للأمر، وعدم منحها لصلاح لن ينقصه في شيء، واللاعب نفسه كان أكثر حكمة تجاه الأمر، بعدما رفض الحصول عليها (وفقا لما تداولته تقارير)، وتخطي زملائه الأقدم منه وعلى رأسهم فتحي وأحمد المحمدي وعبد الله السعيد وأحمد حجازي ومحمد النني وغيرهم، مؤكدا احترامه للجميع، لينهي الأزمة مبدئيا، قبل أن يتم غلقها رسميا بتصريحات بركات والبدري.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة