مسؤول مصري بارز لـ"العين الإخبارية": طفرة كبيرة بعلاقاتنا مع السودان
رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية يقول إن العلاقات بين مصر والسودان استراتيجية وتاريخية متعددة الروابط
توقع السفير صلاح حليمة، رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن تشهد المرحلة المقبلة ؤ تشمل كافة مجالات التعاون.
وقال السفير المصري في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن "أجواء إيجابية سائدة حالياً يمكن من خلالها خلق فرص تعاون على الصعيد الأمني والاقتصادي على نحو يراعي مصالح البلدين".
وتحرص مصر منذ بداية الأحداث في السودان على دعم خيارات الشعب السوداني، واستعدادها لتقديم كافة أوجه المساندة الممكنة للسودان خلال الفترة المقبلة. مع تأكيد رفضها على عدم التدخل في شؤونه.
ومع تسمية رئيس وزراء جديد في الخرطوم، دعت الحكومة المصرية، الدكتور عبدالله حمدوك لزيارة القاهرة، لبحث مجالات التعاون المشترك وتفعيل تعاون في مجالات جديدة تعود بالنفع على البلدين".
وقال رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية إن العلاقات بين مصر والسودان، هي "علاقات استراتيجية وتاريخية متعددة الروابط، والحفاظ عليها بمثابة الحفاظ على الأمن القومي لكليهما والأمن القومي العربي ككل"، منوها بأن هناك "عوامل من بينها الموقع والتاريخ تفرض التعاون عليهما في جميع الظروف".
ونوه حليمة بأن "القاهرة تعول على الأجواء الإيجابية السائدة حالياً للتوصل إلى حلول مرضية لكافة القضايا الثنائية، ومن بينها الحدود بين البلدين وموقف السودان من سد النهضة الإثيوبي، على نحو يراعي مصالح البلدين".
وأضاف السفير صلاح حليمة أنه "يوجد تفاهم كبير حاصل بين القاهرة والخرطوم في الملف الأمني"، مؤكدا استعداد مصر لتوسيع نطاق تعاونها الاقتصادي لدعم السودان، واستقبال آلاف السودانيين الفارين من الاضطرابات هناك.
وتابع: "لمصر دور واضح في تسوية الخلافات بين الفصائل السودانية، كل ذلك يدفع باتجاه ظهور رؤية مختلفة للعلاقات الثنائية بين البلدين، ومحاولة إيجاد حلول وسط لأي مشاكل على نحو يراعي مصالح البلدين ودون الإضرار بها".
ويشكل النزاع على مثلث حلايب وشلاتين الحدودي، والذي تسيطر عليه مصر، محور خلاف بين البلدين، كما شهدت الأعوام الأخيرة لحكم الرئيس السابق عمر البشير، توترات بسبب موقف الخرطوم من سد "النهضة" الإثيوبي، فضلا عن سماح نظام البشير بالوجود التركي في البحر الأحمر.
وترتب على تلك التوترات تجميد اتفاق "الحريات الأربع"، الموقع بين البلدين عام 2004. والذي يلغي كل القيود الخاصة بالحق في حرية الدخول والخروج والتنقل والامتلاك.
غير أن التوجه المختلف للمجلس العسكري الانتقالي في السودان بعث برسائل إيجابية لإمكانية تعزيز تلك العلاقات بشكل أوسع، بحسب السفير حليمة.
وقال رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية إن "هناك تغيرا جذريا في رؤية السودان لعلاقته الخارجية وأمنه القومي، بحيث يمكن أن تصبح العلاقات أكثر قوة مع مصر ودول الخليج في الفترة المقبلة، في ظل دعم اقتصادي وسياسي مقدم من تلك الدول للسودان لاستعادة استقراره في مرحلة ما بعد البشير".
وتابع: "هناك مكوّن مميز في العلاقات المصرية السودانية غير موجود في أي علاقات أخرى، وهو المكوّن العاطفي وعلاقة النسب بين الشعبين، وهي أمور يصعب كسرها"، متوقعا "تفاهما أكبر في المرحلة المقبلة، في ظل حرص القاهرة على تأكيد دعم خيارات الشعب السوداني".
ولفت إلى أن "مصر كان لها دور كبير في المفاوضات التي دارت بين قوى الحرية والتغيير، والقوى الثورية، كما توقع أن تلعب مصر دورا محوريا خلال الفترة القادمة في دعم السودان أمنيا واقتصاديًا وسياسيًا".
وكان رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، زار القاهرة، نهاية مايو/أيار الماضي، حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأكد "عمق الروابط الأزلية بين البلدين وسعيه لتوطيدها".
وحينها وقع السيسي والبرهان، اتفاقية تعاون أمني بين البلدين لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب.
كما شارك رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في حفل توقيع الوثيقة الدستورية أواخر أغسطس/آب الماضي.
وأدى حمدوك اليمين رئيسا لوزراء الحكومة الانتقالية الجديدة بالسودان 21 أغسطس/آب الماضي، فيما يستعد لإعلان تشكيل حكومته.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0MiA= جزيرة ام اند امز