"حرق" ساليزبري.. هل هو الحل الوحيد لتطهيرها من غاز الأعصاب؟
وسط مخاوف من وجود بقايا غاز الأعصاب للأبد في ساليزبري البريطانية، يبقى "الحرق" هو الطريقة الأكثر فاعلية للتخلص من آثاره بالكامل.
أبرز حادث تسمم زوجين بريطانيين بغاز الأعصاب بعد نحو 4 شهور من الاعتداء بالغاز نفسه على جاسوس روسي سابق في مدينة ساليزبري، أن عملية التعقيم التي استغرقت شهورا بتكلفة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات لم تكن كافية للتأكد من سلامة سكان المدينة، ما يجعل "الحرق" هو الطريقة الوحيدة لإزالة آثاره بالكامل وسط مخاوف من استمرار وجود بقاياه للأبد.
وحوطت السلطات البريطانية 9 مواقع قريبة من مكان الاعتداء على الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته يوليا في الـ4 من مارس/آذار الماضي ولمدة 4 شهور، وعكفت على إزالة كل المواد المشبوهة وتنظيف أي مصادر تهديد محتملة نظرا لخطورة غازات الأعصاب المصنفة ضمن الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا.
لكن الزوجين دون ستورجيس (44 عاما) وتشارلي رولي (45 عاما)، اللذين يمكثان في حالة حرجة بمستشفى ساليزبري لتلقي العلاج، قد يكونا عثرا على حقنة أو أداة استخدمت لنقل الغاز السام وقت هجوم سكريبال أثناء زيارتهما لمتنزه الملكة إليزابيث في المدينة، والذي لم يتم إغلاقه وتنظيفه بعد الاعتداء.
وقال مصدر أمني لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: إن غاز الأعصاب الذي استخدم في هجوم سكريبال ومعروف باسم نوفوتشيك "لا يتبخر من تلقاء نفسه بل يظل للأبد"، مشددا على أن "الحرق هو الطريقة الأكثر فاعلية للتخلص من آثار الغاز وتطهير المنطقة.. لكن بالطبع السلطات لا يمكنها حرق ساليزبري بأكملها".
ورغم ذلك، ذكرت الصحيفة البريطانية أن مصادر عسكرية في الجيش البريطاني رفضت الاعتراف بإخفاق السلطات في عمليات تطهير المنطقة، قائلين إن لا شيء يشير إلى فشل التطهير، مؤكدين أيضا أن المناطق التي كانت ملوثة مسبقا تعد آمنة في الوقت الحالي.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة البيئة والطعام وشئون المناطق النائية في بريطانيا تتوقع أن تتكلف عملية التطهير بعد الحادث الأخير عشرات الملايين من الدولارات ومئات من الموظفين للكشف عن أي بقايا جديدة للغاز وإزالة أي معدات أو أدوات قد تكون ملوثة ثم إعادة الاختبار مرة أخرى للتأكد من سلامة المكان.
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA== جزيرة ام اند امز