"اجتماع الصلابي".. مساع إخوانية لإرباك المشهد عبر "مسار جديد" للأزمة الليبية
مساع مستميتة لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا لخلق مسار جديد للمرحلة المقبلة، يكونون خلاله أحد شركاء الحوار من أجل تمرير مخططاتهم أو إفساد مساعي الحل واستمرار الأوضاع القائمة.
أحدث هذه المحاولات، كانت برعاية مرشد التنظيم في ليبيا علي الصلابي، عضو ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أنشأه القيادي الإخواني الراحل يوسف القرضاوي.
وانطلق، مساء الأربعاء، اجتماع ترأسه ودعا له الصلابي مع عدد من الشخصيات السياسية الليبية أغلبهم من الإخوان أو تيارات وقادة مليشيات موالية لهم في مدينة إسطنبول، بزعم التشاور ودعم مسارات الحل والمصالحة، في حين أكدت مصادر ليبية ومطلعين أن الاجتماع يهدف لخلق مسار جديد للمرحلة المقبلة وتشكيل حكومة جديدة وتجاوز مجلس النواب الجهة الشرعية المنتخبة.
وبحسب المصادر لـ"العين الإخبارية" فإن الاجتماع حضره عبدالحكيم بلحاج مؤسس الجماعة الليبية المقاتلة، أحد أفرع تنظيم القاعدة سابقا، وعماد البناني رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا، وعبدالحميد الكزة أحد القيادات الجهوية، وعلي قدور أحد قيادات مليشيات مدينة درنة قب لتطهير الجيش الليبي لها، وعيسى عبدالمجيد القيادي في مكون التبو والمتهم بدعم عدد من المليشات العابرة للحدود، وشخصيات سياسية من الغرب والجنوب، أبرزهم أحمد معيتيق وعثمان مليقطة ومحمد المنتصر وعلي زيدان وعبدالمجيد سيف النصر وآخرون.
وأشارت إلى أن الهدف من الاجتماع تشكيل جسم بديل عن ملتقى الحوار السياسي "لجنة الـ75" الذي شكلته البعثة الأممية برئاسة الأمريكية ستيفاني ويليامز، ليكون بديلا لمجلسي النواب والدولة ويتولى مهمة تشكيل حكومة جديدة وإعداد قاعدة دستورية للانتخابات تضمن عدم ترشح الشخصيات الوطنية غير المرغوب فيها لدى الإسلاميين مثل قائد الجيش الليبي خليفة حفتر وسيف الإسلام نجل معمر القذافي.
داكار 2
وتعقيبا على الاجتماع، وصفته عضو لجنة الحوار السياسي الليبي زهراء لنقي بأنه بمثابة "داكار 2"، في إشارة إلى اجتماع القيادات الإسلامية المتطرفة مايو/أيار 2018، والذي أفسد الاستعدادات التي كانت جارية وقتها لإجراء الانتخابات.
وكتبت لنقي، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك: "داكار 2 هذه المرة يأتيكم من إسطنبول برعاية الصلابي كالعادة، لقاء يجمع جماعة النظام السابق بالمقاتلة والإخوان والمصاريت.. فماذا سيحمل لنا داكار2 من نوائب؟".
بدوره، دعا مجلس النواب الليبي مصباح دومة المشاركين بالاجتماع إلى المطالبة بالرحيل الفوري للقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وإلا فإن اجتماعهم "سيكون عمالة ووصمة عار".
انقلاب وإرباك
وحول الاجتماع وأهدافه، قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة الليبة يوسف الفارسي إن تنظيم الإخوان لن يكون إلا شوكة جديدة تُزرع في جسد الوطن، فالتنظيم الإرهابي لا يرتجى منه أي خير.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تحرك التنظيم بهذا الشكل جاء بعد إعلان القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر إعطاء السياسيين فرصا أخيرة لحل الأزمة، فسعوا للانقلاب على الإرادة الشعبية وإرباك المشهد.
وأكد أن الإخوان يدركون أن الغضب الشعبي إذا تحرك مدعوما ومؤمنا ومحميا من جيشه الوطني فسيزيح هؤلاء إلى الأبد، ولذلك يسعى تنظيم الإخوان لإيجاد خطة استباقية لوضع حل ولو ظاهري لضمان بقائهم في المشهد.
"الانقسام السياسي الحاصل لن يطول"، وفق الفارسي، الذي اعتبر أنه "لا بد من إنهائه من خلال حكومة جديدة، سواء كان ذلك عبر المجتمع الدولي بخارطة طريق جديدة أم عبر الداخل الليبي، ولذلك يحاول الإخوان إرباك المشهد وإظهار أنفسهم في صورة غير حقيقية كرعاة الحوار الليبي الليبي، والبديل المتاح للكيانات المرفوضة".
ونوه إلى أن الإخوان لو تملكوا السلطة هذه المرة فلن يغادروها إلا بالدماء، ولهذا كانت عودة كثير من قياداتهم من الخارج في الفترة الأخيرة لدراسة المستجدات من الواقع ووضع الخطة المناسبة لهم.
أخونة ليبيا
"الاجتماع هو اجتماع إخواني للبحث عن دور جديد"، وفق المحلل السياسي الليبي سالم الغزال، لافتا إلى أن التنظيم شعر بأنه سيخرج من اللعبة السياسية، كون الشعب لم يعد يتقبله بعد انفضاح مؤامراته المتتالية للاستيلاء على السلطة.
وأضاف الغزال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الإخوان يسعون للانقلاب على الشرعية بشتى الطرق عبر تشكيل حكومة جديدة ليتمكنوا من خلالها ضرب أي مسار وحوار مثلما فعلوا في انقلاب فجر ليبيا 2014.
وأشار إلى أن الصلابي يسعى لتهيئة الطريق لتولي عدد من أتباعه المناصب المهمة ليكونوا شركاء في الحوار، ومن خلالها إما تمرير مخططاتهم وإما إفساد الحوار وتحويل ليبيا إلى دولة برلمانية يمكن شراء الأصوات فيها بعكس النظام الرئاسي الذي يصعب فيه ذلك، وفق قوله.
واعتبر أن "الاجتماع لن يأتي من ورائه أي خير، وأن الحاضرين يبحثون عن مصالحهم الضيقة بعيدا عن المصالح الوطنية العليا، ويسعى التنظيم لتحويل ليبيا إلى أفغانستان جديدة، وأخونة الليبيين وأدلجة الحوار والمصالحة".
وكان الليبيون ينتظرون إجراء انتخابات وطنية رئاسية ونيابية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، إلا أن هذه الانتخابات تم تأجيلها لأجل غير مسمى، وتسعى الأمم المتحدة مع مجلس النواب وما يعرف بمجلس الدولة للوصول لاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات، خاصة مع عودة البلاد للانقسام السياسي ووجود حكومتين متوازيتين شرقا وغربا.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA=
جزيرة ام اند امز