سلمان الهرفي "عدو" الفلسطينيين.. يد تسرق وأخرى تبطش
بجنوب أفريقيا عمل مهربا للماس، وفي تونس عذّب الفلسطينيين، وفي فرنسا حوّل السفارة وكرا للفساد والإثراء غير المشروع.
سنوات من الفساد المقنع تحت عباءة دبلوماسية فشلت في أن تمنح السفير الفلسطيني سلمان الهرفي الغطاء الكافي للإفلات من اتهامات وانتقادات حادة.
فشل في جميع الاختبارات، وقدم أداء واهنا في جميع مهامه، وأحالته ممارساته وتجاوزاته إلى هامش التاريخ، وحشرته في زاوية فصام المدافع الكاذب - علنا- بالقضية الفلسطينية، والمطبع في الخفاء مع إسرائيل.
هو نفسه الرجل الذي جعل من مقر السفارة الفلسطينية بجنوب أفريقيا غطاء لتهريب الماس، ومن مقرها بتونس مركزا للتحقيق وتعذيب الفلسطينيين، وبفرنسا وكرا للفساد والإثراء غير المشروع.
ملفات سوداء
ومن بين ما طالعته "العين الإخبارية"، قد لا يختلف الهرفي (80 عاما) كثيرا عن غيره من تجار القضية الفلسطينية، لكنه يتفوق عليهم بتنوع أنشطته تحت هذه المظلة التي يتخذها غطاء حقق من ورائها ثروة خيالية.
فما يمنح للرجل بعض التميز هو أنه بات ورقة محروقة منذ فترة طويلة، وهذا ما يفسر الاستنكار الشديد لتعيينه سفيرا لفلسطين في تونس قبل سنوات، ولتصريحاته الأخيرة بحق الإمارات والبحرين والتي تبرأت منها بلاده.
الكاتب الفلسطيني فايز رشيد، كتب في مقال له يقول إن الهرفي جعل من السفارة الفلسطينية في تونس مركزاً للتحقيق والتعذيب ضد أبناء الشعب الفلسطيني، في إشارة إلى حادثة تعذيب 4 مبعدين من ليبيا، طالبوا السفير قبل سنوات بتغطية نفقات إقامتهم حتى موعد سفرهم إلى غزة أو الجزائر.
غير أن الهرفي رفض الطلب وكلّف زبانيته بالاعتداء على الشبان الأربعة الفارين من جحيم المعارك في ليبيا، طلبا للأمان في تونس، وهو الساعي بكل قوة إلى وقف قدوم الفلسطينيين لتونس، فلم يجد وسيلة سوى البلطجة بحق أبناء شعبه.
ذكرى قيام إسرائيل
الهرفي، الذي ينتقد دولة الإمارات بسبب سعيها للسلام ونجاحها في وقف ضم إسرائيل لأراض بالضفة الغربية، سبق أن "حج" إلى جربة التونسية للمشاركة في احتفال اليهود بكنيس بالجزيرة.
احتفالات جرت بمناسبة الذكرى 62 لقيام دولة إسرائيل، ولم يكتف بذلك، وفق الكاتب الفلسطيني، وإنما شارك في الصلاة وتلاوة الترانيم اليهودية والمزامير، وهي التي تقول في ترجمتها للعربية: "سنلتقي في أورشليم والنصر لنا على الغوييم – الغرباء".
ارتدى الهرفي طاقية الأصوليين اليهود وغلاة المستوطنين أو ما يعرف بـ"الكيباه"، لكنه حين أراد إلقاء محاضرة عن القضية الفلسطينية استعرض معلومات خاطئة عنها، ما جعل مواطنين تونسيين يستنكرون ذلك بشدة.
الفساد بفرنسا
الكاتب الفلسطيني فهمي شراب، قال في أغسطس/ آب 2019، إن الهرفي هدده عقب مقال كتبه عن أدائه الدبلوماسي في جنوب أفريقيا وتونس.
وأكد شراب أن لديه حقائق مثبتة وصورا وفيديوهات تجعله يتساءل عن عشرات آلاف اليوروهات التي يبددها الهرفي شهريا في فرنسا تحت بند "الضيافة" وعلى حياته الشخصية وأسرته.
كما تساءل عن الفائدة من القيام بعرض أزياء وتنظيم حفلة غناء وفرقة موسيقية ودفع 120 ألف يورو في ليلة واحدة.
وتحدث شراب أيضا عن المحاصصات والتعيينات بالتوريث، وعن ابنة الهرفي التي تستغل سيارة السفارة الدبلوماسية الفارهة وتقوم بمهمات للسفارة مقابل مبالغ مالية فلكية.
تضاف إلى ذلك تعيينات بالمحسوبية ورشاوى في السفارة لأشخاص لا يحملون الحد الأدنى من المؤهلات لتلك الوظائف سوى سداد المقابل.
سفير بلاط
عرف الهرفي بدعمه للنظام القطري بقوة، حيث تجاهل دور الدوحة في خلق وتعميق الانقسام الفلسطيني، ليكيل المديح لتميم بن حمد، بالقول لصحيفة قطرية، إن أمير البلاد "كان وما زال سنداً قوياً للقضیة الفلسطینیة".
مديح مأجور، وبوق منتهي الصلاحية تعبث به أيادي الدوحة لاستخدامه في حربها على دول المنطقة، لترويج تجارتها بفلسطين، في مسار خبيث يدون أحد أكبر التجار بأنبل القضايا بهامش تاريخ الإنسانية.
أجندة شخصية تستثمر غطاءها الدبلوماسي لاستهداف منتقديه ورافضي ممارساته، فانفصل عن ضوابط منصبه ليتحول إلى تاجر في الماس والقضية ومعاناة شعبه وجالياته في الخارج، في سلوك يحرج القيادة الفلسطينية.
وردا على تصريحات الهرفي المسيئة بحق دولة الإمارات، شددت الخارجية الفلسطينية، في بيان، على أن ما قاله لا يعدو أن يكون سوى "تصريحات شخصية للسفير، وستعمل الوزارة على مراجعته بشأنها للتأكد منها، وتحديد الطريقة الأنسب لمعالجتها في حال ثبوتها".