«الديكتاتور الأروع».. نجيب بوكيلة يستعد لإعادة انتخابه رئيسا للسلفادور
بنى شعبيته الواسعة بفضل نجاحه في التصدي للعصابات، إنه نجيب بوكيلة أو كما يصف نفسه بـ«الديكتاتور الأروع في العالم» و«الملك الفيلسوف».
أوصاف لطالما كانت لصيقة بالسياسي الرفيع الذي يستعد للفوز بولاية رئاسية ثانية في السلفادور، في ظل تمتعه بواحد من أعلى معدلات التأييد في أمريكا اللاتينية.
ومع انطلاق الانتخابات الرئاسية في السلفادور منحته استطلاعات الرأي المستقلة بطاقة اليانصيب مبكرا للاحتفاظ بالمنصب الرفيع، بحصوله على أكثر من 70% من دعم الناخبين، في حين تتوزع المعارضة بين عدة مرشحين.
ورغم ذلك، إلا أن شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية تقول في تقرير لها إنه رغم الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس إلا أنه يواجه انتقادات واسعة من قبل المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، بسبب انتهاكات مزعومة واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
فماذا نعرف عن المشوار السياسي لـ«الديكتاتور الأروع»؟
بدأ بوكيلة، سياسي ماهر، سباقه إلى السلطة مبكرا مع عمل وكالة إعلانات عائلته لصالح حكومة جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، وهي جماعة سابقة لحرب العصابات شاركت في الحرب الأهلية قبل أن تفوز بانتخابات الرئاسة عامي 2009 و2014.
وبعد عامين من طرده من حزبه فاز بوكيلة في انتخابات الرئاسة عام 2019، مع تعهده بتخليص البلاد من الفساد والكسب غير المشروع، وسرعان ما اكتسب الرئيس الشاب سمعة باعتباره مبتكرا، وفي عام 2021 اعتمد عملة «البيتكوين» الافتراضية كعملة قانونية في البلاد.
وخلال ولايته الأولى انخفض معدل جرائم القتل في السلفادور، وتقول الحكومة حاليا إن هناك أقل من جريمتي قتل بين كل 100 ألف شخص، وهو معدل جرائم قتل أقل من الولايات المتحدة، لكن بعض المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية شككت في شفافية هذه الأرقام.
مشوار ملغوم
كان بوكيلة واجه الأزمة الأكثر دموية في رئاسته في مارس/آذار 2022، عندما أدى اندلاع أعمال عنف العصابات إلى مقتل 62 شخصا في يوم واحد، ما دفع الرئيس إلى فرض حالة الطوارئ.
وقال تحقيق لوزارة العدل الأمريكية العام الماضي إن بوكيلة كان يتفاوض سرا على هدنة مع العصابات التي يدعي قتالها، وهو ما نفاه الرئيس.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، بدأت عملية أمنية ضخمة شارك فيها نحو 10 آلاف من قوات الجيش والشرطة، وشملت عمليات تفتيش لكل منزل.
وبموجب حالة الطوارئ جرى تعليق الضمانات الدستورية، مما سمح للشرطة بالتنصت على الهواتف دون إذن قضائي واحتجاز أي شخص دون تهمة لمدة تصل إلى 15 يوما، مما أدى لارتفاع عدد الاعتقالات ليبلغ 2% من سكان السلفادور البالغين.
وبحلول عام 2023، بنت حكومة بوكيلة مجمعا إصلاحيا مترامي الأطراف، يتسع لما يصل إلى 40 ألف سجين، أطلق عليه اسم «مركز حبس الإرهابيين» يتواجد به الآن أكثر من 75 ألف معتقل، وبعد ما يقرب من عامين لا تزال حالة الطوارئ سارية بعد تجديدها عدة مرات بموافقة الكونغرس.
كما تمكن بوكيلة أيضا من إحكام سيطرته على مؤسسات الدولة التي من المفترض أنها مستقلة عن الرئاسة، ففي يناير/كانون الثاني 2020 دخل الكونغرس محاطاً بجنود مسلحين للضغط على المشرعين للسماح بقرض طارئ لشراء أسلحة جديدة.
وبعدما حصل حزبه «الأفكار الجديدة» على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية، قام البرلمان الموالي للرئيس بإقالة قضاة المحكمة العليا والمدعي العام.
ورغم التأثير الكبير لحربه ضد العصابات على شعبيته فإن منتقديه يتهمونه بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان بشكل متهور في معركته ضد العصابات، وتفكيك الضوابط والتوازنات في البلاد، من خلال مهاجمة السلطات التشريعية والقضائية.
طريقة بوكيلة
ويخشى المدافعون عن حقوق الإنسان من أن شعبية بوكيلة قد تدفع القادة الآخرين في أمريكا اللاتينية إلى اتباع نهجه الذي بات يعرف باسم «طريقة بوكيلة».
وفرضت هندوراس حالة الطوارئ منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، فيما أعلن رئيس الإكوادور الجديد دانييل نوبوا خططا لبناء مجموعة من السجون الجديدة، وسط إجراءات صارمة لمواجهة العصابات.
ووفقا لاستطلاعات الرأي فإن معظم السكان في 13 دولة على الأقل في أمريكا اللاتينية «لن يمانعوا في وصول حكومة غير ديمقراطية إلى السلطة إذا قامت بحل المشكلات».
aXA6IDEzLjU5LjEzNC42NSA= جزيرة ام اند امز