صرخة "صنعاء" تثير رعب الحوثي.. فض مظاهرة قبلية
لم تحتمل مليشيات الحوثي صرخات المحتجين الذين توافدوا من ذمار إلى صنعاء، رفضا لاعتقال مدير شركة تعهدات إنسانية لتلجأ لفض مظاهرتهم بقوة السلاح.
وكانت قبائل "ضوران آنس" في ذمار ضربت اعتصاما مفتوحا في ميدان السبعين في صنعاء قبل أيام، للضغط على مليشيات الحوثي لإطلاق سراح مدير شركة "برودجي" عدنان الحرازي المعتقل منذ 5 أشهر في سجون المليشيات بلا تهمة.
- الحوثي يواصل ملاحقة "الحقيقة".. اعتقال صحفي يمني في عمران
- مشاورات الأسرى بالأردن.. الحكومة اليمنية والحوثي في جولة جديدة
وقال أحد المشاركين في الاحتجاج لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات الحوثي فضت بقوة السلاح احتجاجا سلميا لقبائل ضوران آنس وأسرة بيت الحرازي وموظفي شركتي برودجي سيستمز وميديكس كونكت في ميدان السبعين بصنعاء".
وذكر المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "المظاهرة أثارت رعب المليشيات الحوثية والتي لجأت للدفع بقوة كبيرة من الآليات والدوريات وعليها مئات المسلحين لفض المظاهرة للقبائل في ميدان السبعين".
وأشار إلى أن "عناصر مليشيات الحوثي هاجمت المعتصمين ومزقت بالقوة لافتات كان يرفعها المحتجون وهددت بقمعهم بالرصاص ونقلهم إلى المعتقلات، الأمر الذي دفع المحتجين للمغادرة دون الاستجابة لمطالبهم".
وتعهد أبناء ووجهاء قبائل ضوران آنس بمواصلة احتجاجاتهم رغم فض اعتصامهم حتى يتم الاستجابة لمطالبهم من قبل مليشيات الحوثي، مشيرين إلى أن "المليشيات وضعت كل أجهزتها وإعلامها خصما لشركة إنسانية خاصة واستخدمت ضدها كل الجبروت والتعسفات وحكمت عليها بالإدانة والخيانة ظلما وعدوانا".
وكان المحتجون رفعوا لافتات تطالب بسرعة إطلاق سراح المختطف عدنان الحرازي من سجون المليشيات، وإعادة فتح شركتي "برودجي سيستمز" و"ميدكس كونكت" المغلقتين من قبل المليشيات، ووضع حد لمعاناة موظفيها المقدر أعدادهم بأكثر من 1000 موظف.
وتعود قصة "برودجي" إلى 11 يناير/كانون الثاني 2023 عندما تعرض مقر الشركة في صنعاء لمداهمة ونهب محتوياتها، واختطاف مديرها ومالكها الوحيد المهندس عدنان علي حسين الحرازي، و11 شخصا من الموظفين واقتيادهم إلى سجون المليشيات في صنعاء دون أي مسوغ قانوني.
وفي نفس اليوم، تعرض مقر شركة "ميديكس كونكت" لتقديم الخدمات الطبية لنفس الاقتحام وهي شركة يعتبر المهندس الحرازي مساهماً فيها، وقد تم مصادرة الأجهزة الخاصة بها.
لاحقا، لجأت مليشيات الحوثي لإطلاق سراح عدد من الموظفين وبشكل تدريجي، من بينهم مدراء أقسام وإدارات في الشركة، لكنها أبقت على مالك الشركة الحرازي، كما رفضت فتح الشركتين أو فتح حساباتهما المالية.
واعتبرت الحكومة اليمنية أن إغلاق الشركتين "جريمة نكراء" تكشف إصرار مليشيات الحوثي على الاستيلاء على المساعدات الغذائية والنقدية المقدمة من منظمات الأمم المتحدة للفئات الأشد فقرا، والكشوفات الوهمية لصالح قياداتها، وسرقة الغذاء من أفواه الجوعى، وتسخيرها لاستقطاب وحشد المقاتلين وتمويل المجهود الحربي".
وتأسست شركة "برودجي سيستمز" في صنعاء عام 2006، وتعمل كطرف ثالث في مجال مراقبة العمل الإنساني، وتقوم على تقييم ومتابعة المشاريع المتعلقة ببرنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسف ومنظمات إغاثية وأممية أخرى.