بعد حرمانها من إف 35.. أمريكا تتوعد تركيا بعقوبات قاسية تعصف باقتصادها
إصرار أردوغان على إتمام صفقة النظام الدفاعي الروسي يضع اقتصاد بلاده في مأزق أكثر كارثية وسط تهديدات أمريكية بعقوبات قاسية.
"لقد حذرتهم على انفراد.. وها أنا أكرر التحذير هنا علنا"، بهذه العبارة رد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء الماضي، على تساؤلات لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حول رد الفعل الأمريكي إذا أصرت تركيا على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي "إس 400"، مشيرا إلى أن أنقرة ستُحرم من طائرات إف 35، كما ترك الباب مفتوحا للمزيد من العقوبات.
وفي رد على تساؤل السيناتور كريس فان هولين، حول ما إذا كانت صفقة شراء المنظومة الروسية من شأنها إخضاع تركيا لقانون "مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات"، رد بومبيو باقتضاب: "نعم"، وفقا لوكالة بلومبرج الأمريكية.
- نيويورك تايمز: خطة أردوغان لدعم الاقتصاد "مفزعة" وتساند حلفاءه فقط
- قطع أذرع أردوغان في 8 مدن رئيسية ينزع سيطرته عن 60% من اقتصاد تركيا
وقانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات هو قانون اتحادي للولايات المتحدة تم إقراره عام 2017، كرد فعل على التمدد الروسي في الخارج، بما في ذلك التوغل في أوكرانيا عام 2014 والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وبموجبه تم فرض عقوبات على الكيانات المتعاملة مع موسكو.
وبحسب موقع "بيزنس انسايدر"، حذر قادة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تركيا، من أن العقوبات ستكون "قاسية"، وهددوا باتخاذ المزيد من الإجراءات التشريعية.
وقالوا: "العقوبات ستؤثر بشدة على الاقتصاد التركي، وستخيف المستثمرين الأجانب وتمنع تدفقاتهم المباشرة، كما ستصيب قطاع صناعة الطيران ومعدات الدفاع في تركيا بالشلل".
وأوضحت "بيزنس إنسايدر" أن تركيا عضو في برنامج تطوير الطائرة إف 35، حيث تنتج ما بين 6 إلى 7٪ من مكونات الطائرة، بما في ذلك أجزاء من جسم الطائرة وأجهزة العرض في قمرة القيادة.
ويعني حرمان أنقرة من استيراد الطائرة، حرمانها أيضا من البقاء كجزء من سلسلة تصنيع إف 35.
من جهة أخرى، كانت تركيا تخطط لشراء 100 طائرة من مقاتلات إف 35 وحصلت على اثنتين بالفعل، وقد تذهب تلك الخطة أدراج الرياح إذا أصر الرئيس رجب أردوغان على المضي في مغامرته وشراء منظومة الصواريخ الروسية.
"بحلول نهاية العام لن يكون لدى تركيا سوى طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35 أو نظام دفاع صاروخي من طراز S-400 الروسي.. لكنها أبدا لن تتملك كليهما"، أكد السيناتور الجمهوري جيم ريش ورفيقه جيم إنهوف والسيناتور الديمقراطي بوب مينينديز ورفيقه جاك ريد، في مقال رأي بصحيفة نيويورك تايمز.
وتتركز المخاوف الأمريكية حول إمكانية قيام نظام إس 400 الروسي بجمع بيانات حول كيفية تشغيل الطائرة إف 35 وتقنياتها المتقدمة في التخفي والهروب من الرادار.
وكانت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي قدمت في نهاية مارس الماضي تشريعا يحظر نقل تكنولوجيا إف 35 إلى تركيا حتى تتأكد الولايات المتحدة من أن أنقرة ستتراجع عن استلام نظام الدفاع الجوي الروسي.
وكان نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس قد حذر الأسبوع الماضي من أن تركيا يجب أن تختار بين أن تكون لاعبا حاسما في منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" أو المخاطرة بأمن تلك الشراكة من خلال اتخاذ قرارات متهورة".
من جهته، نقل موقع "ديفينس نيوز" المتخصص في أخبار الصناعات العسكرية، عن الرئيس التركي، تصريحات يصر فيها على إتمام صفقة نظام الدفاع الصاروخي الروسي، بل وتبكيرها عن الموعد المحدد في يوليو المقبل.