سارة الأميري.. إماراتية تلهم نساء العالم
تعد سارة الأميري نموذجا ملهما، ليس للمرأة الإماراتية فحسب، بل للمرأة العربية ولنساء العالم أجمع، اللائي يحتفين، الإثنين، بيومهن العالمي.
هي سيدة قال عنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "لا شيء مستحيلا أمامها"، ولذلك اختارتها مجلة "تايم" الأمريكية، قبل أيام، ضمن قائمة "أكثر 100 شخصية مؤثرة صاعدة في العالم" لعام 2021، وذلك بعد 3 أشهر من اختيارها في قائمة الـBBC لأكثر 100 امرأة تأثيراً وإلهاماً في العالم في 2020.
إنها سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة الإمارات للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والتي قادت مهمة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى كوكب المريخ بكفاءة واقتدار، وقدمت واجهة مشرفةً للمرأة في مجال العلوم والتكنولوجيا على مستوى العالم، الأمر الذي أحدث تغييراً إيجابياً في النظرة العالمية للمرأة العربية والمسلمة.
نموذج ملهم
وفيما تعقد احتفالية يوم المرأة العالمي هذا العام يوم 8 مارس/آذار تحت شعار ’’المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد - 19‘‘، تعد سارة نموذجا ملهما لنساء العالم، ليس على صعيد الإنجازات التي حققتها فحسب، بل كنموذج ناجح أيضا لمواجهة التحديات الناتجة عن تداعيات جائحة كورونا وإحالتها إلى إنجازات.
ورغم التحديات الناتجة عن الجائحة، نجحت "الأميري" في قيادة فريق علمي لتحقيق الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ في 9 فبراير/ شباط الماضي، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
رغم أن عمرها لا يتجاوز 34 عاما، إلا أن ما حققته من إنجازات لبلادها ولأمتها العربية والإسلامية، يجعلها مصدر فخر لبناء حواء في العالم أجمع.
سيرة مضيئة
سارة الأميري من مواليد عام 1987، حصلت على ماجستير في هندسة الحاسوب عام 2014 من "الجامعة الأمريكية في الشارقة"، وبكالوريوس في هندسة الحاسوب عام 2008 من الجامعة ذاتها.
بدأت حياتها العملية في "مركز محمد بن راشد للفضاء" كمهندسة برمجيات في مشروعي القمر الصناعي "دبي سات-1" و"دبي سات-2"، كما عملت أيضا ضمن الفريق الذي حدد برنامج تطوير القمر الصناعي خليفة سات.
ونظرا لما تمتلكه من قدرات وطموحات، ورغبة جادة وصادقة في تطوير ونهضة بلادها، مدعومة برؤية قيادة حكيمة تتيح للنساء والشباب تولي المناصب القيادية، بدأت رحلة ترقي سريعة داخل مركز محمد بن راشد للفضاء، مع تركها بصمات واضحة في كل منصب تشغله.
وما بين عامي 2011 و2014 شغلت منصب رئيس قسم البحث والتطوير في المركز، وخلال تلك الفترة أسست إدارة المعرفة والأبحاث الاستراتيجية الخاصة بالمركز وقامت بوضع آليات ضمان كفاءة وظائف المنتجات.
وما بين عامي 2014 و2016 شغلت منصب مدير برنامج الأنظمة الجوية في "مركز محمد بن راشد للفضاء"، وخلال تلك الفترة تم تكليفها بعملية تطوير برنامج الأنظمة الجوية المتقدمة وتأهيل قياداته، وبالفعل ارتقت بجهود تطوير نموذج أولي لطائرة مسيرة عالية الارتفاع.
ونتج عن المشروع رحلة ناجحة لمركبة غير المأهولة لمدة 24 ساعة، لتسجل أعلى ارتفاع لأي طائرة فوق المجال الجوي لدولة الإمارات.
وفي 2016 تولت منصب نائب مدير وقائد الفريق العلمي "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" في "مركز محمد بن راشد للفضاء"، وشملت مهامها تأسيس وتطوير قطاع علوم الفضاء في المركز.
وفي العام نفسه، تم تكليف الأميري برئاسة مجلس علماء الإمارات، والهادف إلى خلق بيئة محفزة للبحث العلمي وتهيئة جيل من العلماء والباحثين الإماراتيين لخلق قاعدة وطنية من علماء وخبراء متخصصين.
سارة وزيرة بمهام كبيرة
وبعد النجاحات المتتالية لسارة داخل المركز، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي انضمامها للحكومة، ضمن تعديل وزاري في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وذلك في منصب وزيرة دولة لشؤون العلوم المتقدمة بالإمارات.
وأكد أن مهمتها البحث والتطوير وصناعة الكفاءات العلمية، وأشاد بإنجازاتها قائلا: "نريد مئات النماذج مثل سارة لمستقبل الإمارات".
ونظرا لجهودها البارزة، شغلت عضوية العديد من المؤسسات منها المجلس الاستشاري لمجلة "بوبيولار ساينس العربية – العلوم للعموم"، والمجلس الاستشاري لـ"جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، و"مجلس القيادات العالمية الشابة".
وفي يوليو/ تموز 2020، تم تجديد الثقة في سارة الأميري، وتعيينها وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة.
وبصفتها وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، تقود "الأميري" جهود وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في مجال تعزيز تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي، والمساهمة في تحقيق أهداف الوزارة بتمكين التنمية الصناعية في دولة الإمارات، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وزيادة القدرة التنافسية للصناعات المحلية، وذلك بهدف إنشاء صناعات جديدة تقود التحول نحو اقتصاد متنوع مستدام قائم على المعرفة والبحث العلمي والابتكار.
وفي أغسطس/آب الماضي تولت "الأميري" منصب رئاسة وكالة الإمارات للفضاء، وضمن مهامها كرئيسة لوكالة الإمارات للفضاء، تتولى مسؤولية الإشراف على تحقيق أهداف الوكالة في ريادة قطاع الفضاء، وضمان مساهمته الفاعلة في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات.
وجنبا إلى جنب مع تلك المناصب، تشغل سارة أيضاً منصب رئيس مجلس علماء الإمارات، ورئيس مجلس الثورة الصناعية الرابعة، ورئيس مجلس أمناء أكاديمية دبي للمستقبل.
احتفاء دولي
النجاحات البارزة لسارة الأميري كان لها صدى على الصعيد العالمي، وسارعت العديد من المؤسسات لتكريمها، وتقديمها كنموذج ملهم.
أحدثها كان في 18 فبراير/ شباط الماضي، من قبل مجلة "تايم" الأمريكية التي اختارت سارة بنت يوسف الأميري، ضمن قائمة "أكثر 100 شخصية مؤثرة صاعدة في العالم" لعام 2021، وذلك لقاء دورها الريادي ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء، الذي أوصل أول مهمة فضائية عربية بين الكواكب إلى المريخ يوم 9 فبراير/شباط 2021 بنجاح بالعلامة الكاملة بعد رحلة "مسبار الأمل"، التي استمرت قرابة 7 أشهر وقطعت 493.5 مليون كيلومتر في الفضاء.
واعتبرت مجلة "تايم"، الوزيرة الشابة، بمثابة سفيرة علمية لدولة الإمارات، واصفة إياها بالعالمة والشخصية القيادية الإماراتية الواعدة التي قادت فريقا علميا متميزا ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ؛ 80% من أعضائه سيدات.
كما قالت إنها ساهمت في تحقيق نجاح دولة الإمارات الأبرز في قطاع صناعة الفضاء فيها حتى الآن، لتصبح "الأميري" نموذجا للشباب الإماراتي والعربي المبدع والإيجابي والمثابر الذي يحرص على الإتقان والإنجاز والابتكار ولا يعترف بالمستحيل.
ونقلت "تايم" عن الأميري قولها إن "نجاح مهمة مسبار الأمل شكل مؤشرا لحجم الطموحات التي تتطلع دولة الإمارات إلى تحقيقها خلال الـ50 عاما المقبلة، فيما تواصل تنويع اقتصادها والبناء على تطورها التكنولوجي المستمر".
وقالت مجلة "تايم" على موقعها الإلكتروني الخاص بقائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة صاعدة لعام 2021 تجسد بالأسماء التي تم اختيارها معاني الإيجابية والعزيمة وتحويل التحديات إلى فرص والحرص على تحقيق الإنجازات النوعية الملهمة رغم كل العقبات، بما فيها الجائحة العالمية وتداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كوفيد-19.
وفيما ضمت قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة صاعدة لعام 2021 من مجلة "تايم" 54 سيدة، جرى اختيار شخصياتها الفائزة ضمن 5 فئات رئيسية هي فئة القيادات المبتكرة؛ التي فازت بها سارة الأميري، وفئة الشخصية القيادية، وفئة الظاهرة، وفئة الناشطين، وفئة الفنانين. وغطت القائمة هذا العام طيفا واسعا من الفئات العمرية التي امتدت من سن 16 عاما حتى 51 عاما.
وسبق أن اختارت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" سارة الأميري، ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيرا وإلهاما في العالم لعام 2020، تقديرا لإنجازاتها الملهمة للشابات والسيدات في دولة الإمارات والمنطقة العربية والعالم في مجال العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار، من موقعها كوزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة وأثناء قيادتها المهمة المريخية العربية الأولى وترؤسها لوكالة الإمارات للفضاء.
وقبل ذلك كرم المنتدى الاقتصادي العالمي سارة الأميري عام 2015 ضمن قائمة 50 عالما شابا لإسهاماتها في تعزيز الاهتمام بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى دولة الإمارات وخاصة لدى النشء والشباب والطلبة والأجيال الصاعدة.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA==
جزيرة ام اند امز