سارة ستوري أيقونة البارالمبياد.. تاريخ مرصع بالذهب صنعته «يد واحدة»
تمثل سائقة الدراجات البريطانية سارة ستوري، واحدة من أكثر القصص إلهاما في تاريخ الرياضة، وهي أسطورة بلاد مهد كرة القدم على مستوى الألعاب البارالمبية.
وتستعد سارة ستوري، البالغة من العمر 46 عاما، للمنافسة في دورة الألعاب البارالمبية 2024 التي انطلقت يوم الأربعاء في باريس، وتستمر حتى 8 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وحققت سارة ستوري 17 ميدالية ذهبية في مسيرة أولمبية بدأت قبل 32 عاما كاملا من الآن، في دورة ألعاب برشلونة 1992.
من هي سارة ستوري؟
سارة ستوري هي سيدة إنجليزية تبلغ من العمر 46 عاماً، ولدت في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1977 في بونيتون، جنوب شرق مدينة مانشستر.
ومارست سارة ستوري رياضة السباحة في بادئ الأمر، ثم تحولت لاحقا إلى قيادة الدراجات، لكنها لن تنشط في بارالمبياد 2024 إلا في سباقين، وهما سباق الطريق وسباق الزمن.
وعانت سارة ستوري على مدار مشوارها من عديد المصاعب، وهو ما جعل وصولها اليوم إلى هذه الإنجازات معجزة في حد ذاته.
كيف بدأت الرحلة؟
ولدت ستوري بيد يسرى غير عاملة، وذلك بعد تشابك ذراعها مع الحبل السري في الرحم أثناء الحمل، ومن ثم لم تعمل اليد أو تنمو بشكل طبيعي.
وتعرضت البطلة البريطانية للتنمر خلال فترة الدراسة من زملائها في المدرسة، وواجهت أيضا مشاكل اضطراب في الأكل.
وحتى عندما انضمت في سن 10 سنوات لفريق السباحة، شدد عليها مدربها أن سنها كبير للغاية على التعلم.
وحين شاركت في سباحة البارالمبياد سنة 1992 في برشلونة/ لم يكن عمرها يتجاوز 14 عاما، لكنها نجحت في تحقيق ذهبيتين و3 فضيات وبرونزية.
وخلال منافسات دورات 1996 و2000 و2004، شاركت ستوري في لعبة السباحة ثم تحولت بداية من بكين 2008 وحتى الآن لركوب الدراجات.
وحققت سارة ستوري 16 ميدالية في لعبة السباحة و12 في ركوب الدراجات، وهي أكثر بريطانية على الإطلاق نجاحاً في دورة الألعاب البارالمبية، علما بأنها تُوجت 41 مرة بطلة للعالم، منها 6 مرات في السباحة و35 في الدراجات.
وحصلت سارة ستوري على درجتين فخريتين من جامعة مانشستر، ونالت كذلك وسام الإمبراطورية البريطانية سنة 1998 للخدمات، التي قدمتها في مجال السباحة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وحصلت ستوري في 2012 بعد المشاركة في بارالمبياد لندن، على رتبة قائدة من الإمبراطورية البريطانية للخدمات التي قدمتها في مجال ركوب الدراجات في الألعاب البارالمبية.
معاناة ما قبل 2024
عانت سارة ستوري عقب مشاركتها في بارالمبياد طوكيو 2020، التي أقيمت قبل 3 سنوات وسط ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا، من أزمة صحية خطيرة.
وغابت ستوري عن بطولة العالم في 2022 ولم تكن مشاركتها في باريس مضمونة، حيث عانت من كسر في الضلوع وثقب جزئي في الرئة وارتجاج بالمخ.
وعن تلك التجربة تقول: "كان التعافي أطول كثيراً مما ظننت، ولم أشعر بتحسن حقيقي إلا في مطلع 2024".
وعن مشاركتها في البارالمبياد في سن 46 سنة أوضحت: "الأمر ليس هيناً في هذا السن، لكني سألت نفسي هل حان لي أن أتوقف أم أني غير محظوظة؟".
ولكن ستوري تخضع لنظام تدريب صارم وشخصي وتهتم بأدق التفاصيل.
وعن هذا تتحدث سالي هيرست مراسلة "بي بي سي" والتي شاهدت ستوري عن قرب في محافل عديدة عن الطريقة التي تعمل بها، وقالت: "يجب أن يكون كل شيء مثاليًا؛ تنظر إلى إعداد دراجتها الخاصة، بينما قد يهتم راكبو الدراجات الآخرين فقط بالميكانيكا، لكنها يجب أن تتحقق من كل شيء تمامًا".