ساركوزي.. أشباح الماضي ومخاوف المستقبل
لم يستطع ساركوزي، خلال انتخابات الرئاسة الفرنسية في مايو 2012، الصمود أمام أولاند، الأمر الذي فتح عليه نيران الاتهامات والدعاوى القضائية بالرشوة تارة والتربح تارة أخرى.
لم يستطع الرئيس الفرنسي السابق مجري الأصل نيكولا ساركوزي، خلال انتخابات الرئاسة الفرنسية في مايو 2012، الصمود أمام الرئيس الحالي فرانسوا أولاند، الأمر الذي فتح عليه نيران الاتهامات والدعاوى القضائية بالرشوة تارة والتربح تارة أخرى.
لم يلبث ساركوزي حتى عاد للحياة السياسية بعد عامين ليترأس حزب الجمهوريين، ويحاول غسل يديه من آثام الماضي، خاض خلالها عدة معارك، حتى وصل إلى الترشح ضمن 7 مرشحين للحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسية، ربما يشعر ساركوزي «وجه فرنسا المحترق» الآن بالبؤس والحيرة الشديدين، فمن ماضٍ أسودٍ يلاحقه إلى مستقبل مظلم ينتظره.
بعد شهرين فقط من خسارته أمام أولاند في 2012، داهمت الشرطة الفرنسية مكاتبه إثر بلاغ باتهامه في تمويل حملته الانتخابية الأولى بشكل غير شرعي، حيث أفادت التحقيقات أن الممول الرئيسي للحملة هي وريثة مجموعة لوريال العالمية المليارديرة الفرنسية "ليليان بيتنكور".
إقرأ أيضا
- انتخابات فرنسا.. بين "يأس" ساركوزي و"بزوغ" جوبيه و"سطوة" لوبان
- أموال القذافي تهدد مجددا حلم ساركوزي بالعودة إلى الإليزيه
La Cause du people»».. أو قضية الشعب؛ كتاب لـ "باتريك بويسون" المستشار الإعلامي السابق لساركوزي، تناول فيه الفضائح والخفايا التي أطاحت به.
وتفنن بويسون في رسم صورة بالغة السوء لصديقه القديم، أظهر فيها الجوانب الشخصية بالغة الخصوصية لحياته وتأثير زوجته المطربة وعارضة الأزياء "كارلا بروني" على قراراته، ومعاملته السيئة لمن هم دونه من المسؤولين وعشرات من القضايا الساخنة التي جعلت من الكتاب، أكبر كوابيس ساركوزي منذ دخوله عالم السياسة.
حتى أثناء تجهيزه لحملته الانتخابية الثانية عام 2012، لم تسلم حياة ساركوزي السياسية من الفساد، فقد تمت إحالته للنيابة العامة للتحقيق بشأن تلاعبه في حسابات الحملة.
ورغم تأسيسه حزب "الجمهوريين الجديد" على أنقاض حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، وترؤسه لمجلس إدارته، ومحاولته مغازلة أنصار الحزب عن طريق إصدار حزمة من التعديلات، إلا أنه لم ينجح في الهرب من ماضيه المشين.
وبالتزامن مع ترشحه للانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسية، فتحت عليه النيران مرة أخرى، فقد بادر موقع "ميديا بار" المختص في فضح فساد الأنظمة والمسئولين، بنشر وثائق كانت على مدونة يمتلكها الوزير الليبي السابق "شكري غانم" الذي توفي غرقًا في نهر الدانوب، حيث تؤكد تلقيه الملايين من النظام الليبي عام 2007 بقيادة معمر القذافي.
إقرأ أيضا
- أول مناظرة تمهيدية بفرنسا.. انتقادات لساركوزي وتبادل للاتهامات
- ساركوزي في مرمي نيران مرشحي اليمين في ثاني مناظرة تمهيدية
"طلاق اثنين، يقطنان شارع 55 جادة سانت أونوريه"؛ عنوان القصر الجمهوري..خبر نقلته إذاعة أوروبا عن "فرانسوا لوبيل" رئيس بلدية الدائرة الثامنة بالعاصمة باريس، نزل كالصاعة على مسمع المواطن الفرنسي، لأول مرة يشهد طلاق رئيس حالي لزوجته وزواجه من أخرى لا تليق بساكن الإيليزيه، خلال فترة رئاسية وحيدة قضاها ساركوزي ما بين "جاك شيراك" و"فرانسوا أولاند"، كان له الحظ الأوفر من فضائح الفساد المالي والإداري.
الآن وأيام تفصلنا عن الانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسية، 7 وجوه من الحزب الجمهوري من ضمنهم ساركوزي لـ آلان جوبيه رئيس خارجيته السابق ورئيس حكومة شيراك الحظ الأوفر في الفوز، يدخلون في معركة حامية الوطيس مع الساسي الشاب "إيمانويل ماكرون" من الوسط، وكاهنة اليمين المتطرف العتيدة "جان ماري لوبان"، التي زادت فرص فوزها بعد حسم ترامب معركة البيت الأبيض وسحقه "هيلاري كلينتون" وسياساتها القديمة.
فهل تبقى لدى الناخب الفرنسي أية رغبة في «ساركوزي».. المحسوب على السياسة التحالفية بين فرنسا والولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط ولاعبيه الرئيسيين، والمحسوب أيضًا على وجوه فرنسا القديمة التي لم تتغير منذ تسعينيات القرن المنصرم، بتوجهاتها الإصلاحية داخليًا وشبه الاستعمارية خارجيًا.. الإجابة سوف تحسمها الأيام القليلة القادمة ببدء الانتخابات التمهيدية20- 22 نوفمبر الجاري.