مفارقة الرضا.. لماذا كبار السن أسعد من الشباب؟
يتخيل البعض أن الغنى والشباب والجمال والوسامة والحيوية، تجعل الشخص سعيدًا، لذلك يبحث كثير من الناس عما يبقي شبابهم وحيويتهم، ويخضعون لعمليات التجميل، ويقوم بعضهم بأفعال مشروعة أو غير مشروعة لجلب المال.
لكن علميًا، يحدث العكس. يقول توبياس إيش أستاذ الطب في جامعة فيتن/هيرديك في ألمانيا، إن ظاهرة تسمى "مفارقة الرضا"، تخبرنا بعكس ما يتخيله الناس.
ويوضح إيش أنه على الرغم من الأمراض الجسدية، فإن كبار السن أكثر سعادة وأكثر شعوراً بالرضا من الشباب في منتصف العمر.
الملفت في هذه الظاهرة ليس حدوثها فقط، وإنما أن مصدر السعادة هو الشيخوخة نفسها.
يبين إيش أن نظرة الشخص للسعادة تختلف على مدار العمر، فسعادة الشباب تكون في المتعة والإثارة، عكس سعادة كبار السن التي تكون في الابتعاد عن التوتر والحياة المهنية، وتربية الأطفال، والأزمات الأسرية، والتخطيط المستقبلي للحياة.
الشباب في منتصف العمر يواجهون الكثير من التحديات، وفقًا لأستاذة علم الاجتماع، هيلكه بروكمان.
تقول بروكمان: إنهم في هذه المرحلة العمرية يكون لديهم التزامات تشغلهم طوال الوقت، لكن عند التقاعد يستطعيون اكتشاف أنفسهم وتجربة حياة جيد وجديدة.
بداية من سن الستين، يمكن تحقيق السعادة ببساطة، كما يقول إيش، وهذا بدوره يفسر شعور كبار السن الدائم بالسعادة والرضا، على الرغم من معانتهم الصحية.
ويختم إيش: "مع تقدمك في السن، تحرر نفسك من فكرة أن تكون بصحة جيدة طالما أنه لا يهدد حياتك أي شيء".
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز