محلل سعودي: لا مصالحة دون مراجعة قطر لسياستها
قال المحلل السياسي السعودي سعود الريس إنه لا مصالحة مع قطر دون مراجعة حقيقية وجادة لسياساتها، وتلبية المبادئ المشروعة لدول الرباعي.
وأشاد الريس، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، بتصريحات الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، خلال مشاركته في حوار المنامة، التي وجه فيها انتقادات لسياسات النظام القطري التي دفعت دول الرباعي العربي لمقاطعة الدوحة.
وأكد أن الأمير تركي الفيصل تحدث بلسان كل مواطن سعودي، وأعاد التذكير بواقع يعرفه الجميع وحقائق تؤكدها الأدلة بأن القيادة القطرية السابقة والحالية تعمل وفق أجندة تضر بالعمل العربي المشترك.
وحظيت الانتقادات التي وجهها الأمير تركي الفيصل، لسياسات النظام القطري بحملة تأييد واسعة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وأيد مغردون وكتاب خليجيون وعرب اتهامات الفيصل للدوحة بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مؤكدين أن الدوحة ما زالت تواصل نفس السياسات.
وأشاد المغردون بحنكة وذكاء الأمير السعودي في الرد، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وتوصيف الأمور بدقة بمسمياتها.
وجاء غياب قطر عن منتدي" حوار المنامة" في إطار العزلة الدولية التي تعيشها نتيجة سياساتها.ومنذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ، في 5 يونيو/حزيران 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم، وتنظيم الحمدين يعيش في عزلة عربية وخليجية ودولية.
مؤامرات قطر مستمرة
وفي تعليقه على تصريحات رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، قال المحلل السياسي السعودي سعود الريس :"الأمير تركي الفيصل تحدث بلسان كل مواطن سعودي، فالمواطنون السعوديون رأوا ولمسوا بأنفسهم تدخلات قطر في شؤونهم، عبر دعم وتمويل الإرهاب ومنح جنسيتها لإرهابيين نفذوا عمليات إرهابية في المملكة".
وارتبط اسم الإرهابي عبدالعزيز المقرن بقطر، بعد أن كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، في وقت سابق، عن منح الدوحة جواز سفر قطريا للمقرن، مكنه من دخول أراضي السعودية، حيث خطط لتنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية.
وتزعم المقرن تنظيم القاعدة في السعودية لمدة ثلاثة أشهر، كانت الأكثر دموية في تاريخها.
وقال الريس :"هذه شواهد واضحة وأكدتها أيضا المؤامرات التي كشفت عنها تسريبات خيمة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، فعندما يتحدث الأمير تركي الفيصل فهو يعيد التذكير بصورة حقيقية لواقع يعرفه الجميع".
وأردف :" لا مجال للمحاباة أو المجاملة عندما يتعلق الأمر بأمن واستقرار دولنا، خاصة أن السياسات نفسها لم تتبعها قطر مع سلطنة عمان، كما أوضح الأمير تركي الفيصل".
أجندة تضر بالعمل العربي
وفي الأسابيع الماضية، تم الكشف عن تسريبات جديدة تؤكد الإشراف المباشر على قناة "الجزيرة" من قبل أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم، المعروفين بـ"الحمدين"، اللذين يديران شؤون قطر حتى اليوم.
وتكشف تلك التسريبات أيضا تفاصيل كثيرة حول تآمر حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بهدف "تقسيم السعودية إلى عدة دول".
وأكد المحلل السياسي السعودي سعود الريس أن القيادة القطرية السابقة والحالية تعمل وفق أجندة تضر بالعمل العربي المشترك، فعندما يتم استهداف السعودية ومصر ودول الرباعي العربي بشكل عام، بما يمثلونه من ثقل وأهمية فهي تستهدف العالم العربي برمته.
وبين أن كل هذه الدلائل والشواهد تؤكد أن قطر لا زالت تدعم الإرهاب وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتابع:" للأسف مازالت قطر مستمرة في نفس السياسات، فالإعلام القطري، ما زال يستهدف دول الرباعي العربي ومكوناتها، ويسعى للتشكيك في إنجازاتها، وجولة قصيرة في قناة الجزيرة تؤكد هذا الأمر".
المراجعة أولا
وفي رده على سؤال حول إمكانية إتمام المصالحة، قال الريس:" قطر تدرك أنها فقدت الكثير نتيجة المقاطعة بسبب سياساتها، وإذا أرادت العودة إلى الحضن العربي والخليجي والإسلامي عليها مراجعة سياساتها مراجعة حقيقية ، وتلبية المبادئ الستة المشروعة الذي سبق أن طالب بها دول الرباعي العربي".
وأردف ما لم تقم بمراجعة حقيقية لسياساتها فحتى لو تمت مصالحة ستكون مؤقتة، ولن تقف على أرض صلبة، فلا مصالحة حقيقية دون مراجعة جادة وشاملة من قطر لسياساساتها.
يذكر أن المبادىء الستة تم الاتفاق عليها في اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة في 5 يوليو/تموز 2017، ودعوا قطر للالتزام بها، وتنص على الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة، وإيقاف أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف.
كما تدعو قطر أيضا إلى الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014 في إطار مجلس التعاون الخليجي، والالتزام بمخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو 2017.
ومن بين المبادئ الستة أيضا : الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو دعم الكيانات الخارجة عن القانون، والإقرار بمسؤولية دول المجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.