تجمع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات علاقات تاريخية عميقة ومتينة لم تشبها أي أزمات أو خلافات على امتدادها العريق.
تجمع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة علاقات تاريخية عميقة ومتينة لم تشبْها أي أزمات أو خلافات على امتدادها العريق.
وفي مختلف الحروب والمنعطفات التاريخية التي شهدتها الأمتان الإسلامية والعربية، ظلت مواقف البلدين مشتركة ومتجانسة في التعاطي مع مختلف القضايا، بل نستطيع القول بأن البلدين جمعهما موقف واحد على الدوام وذلك ناتج عن اشتراكهما في ذات الأهداف والرؤى السياسية والاقتصادية التي عملت على الارتقاء بدول مجلس التعاون الخليجي، وكانت سنداً وعوناً لكثير من الدول العربية والإسلامية.
وصف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، علاقات السعودية والإمارات بأنها: (التحمت لتكون علاقة العضد بعضيده).
وقال عنها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات: (إن الإمارات آمنت دائماً بأن السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأنَّ أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى، وهذا ما يؤكده التنسيق الاستراتيجي الكبير بين البلدين على المستويات كافة وفي المجالات كلها).
وأكد (أن التاريخ العربي سوف يتذكر على الدوام المواقف التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز وقراراته الحاسمة والحازمة في مواجهة محاولات التدخل في المنطقة العربية من قبل أطراف خارجية لها أطماعها فيها).
ويبدو أن هذه الأطراف التي أشار إليها الشيخ محمد بن زايد لم يرقها صفاء ومتانة هذه العلاقة بين البلدين، التي تشهد هذه الفترة أوج قوتها، خاصة في ظل الأوضاع المرتبكة والمؤامرات الخطيرة التي تشهدها المنطقة والتي تجلت في حرب اليمن ومحاولة ضرب استقرار مصر وغيرها، وانحراف بوصلة تنظيم الحمدين بشكل علني باتجاه إيران التي تهدد أمن المنطقة بعد أن كانت قطر تحاول أن تخفي هذا التوجه وتتظاهر أنها تعمل ضمن الحلف القوي لمجلس التعاون في حين أنها كانت تعمل بالخفاء لضربه وزعزعة قوته وتفكيكه.
العلاقة السعودية الإماراتية لن تزيدها هذه المؤامرات إلا تماسكاً وتلاحماً وإن كان هناك من جانب إيجابي لهذه المؤامرات والتخرصات، فهي أنها كشفت عن أقنعة الحاقدين وأظهرت دناءة الذين لا يريدون لهذه الأمة أي تلاحم قوي يجمع بين بلدانها
وقد أدى انكشاف الدور القطري في التآمر مع الحوثيين خلال حرب اليمن وطعنها للتحالف بتقديم العون للحوثيين وتسريب كثير من المعلومات لهم، وغير ذلك من الأمور التي يحتفظ بملفاتها التحالف العربي المشترك لدعم الشرعية في اليمن، إلى نفاد صبر السعودية وقرارها الطبيعي مع بقية دول التحالف بإخراج قطر من هذا التحالف ولجوء الدول الأربع لقرار المقاطعة كخطوة أولى لردع التآمر القطري الإيراني المشترك.
وفي تأكيد للموقف المشترك للمملكة والإمارات تجاه هذه المستجدات، قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة الملك سلمان في جدة في يوليو الماضي، وأكد الشيخ محمد حينها أن الإمارات والسعودية: (تقفان معاً في خندق واحد في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه دول المنطقة، لأنهما تنطلقان من ثوابت راسخة تعلي من قيم التضامن والتعاون بين الأشقاء، وتؤمنان بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يكون أقوى وأكثر تأثيراً بوحدته وتضامن دوله وشعوبه، وأن المخاطر والتحديات في البيئتين الإقليمية والدولية تحتاجان من المجلس أن يكون صفاً واحداً لصون أمن دوله والحفاظ على مكتسباتها التنموية والحضارية).
إن متانة العلاقة بين البلدين وازدياد قوتها وتماسكها حيناً بعد آخر خصوصاً في ظل هذه التحديات التي تشهدها المنطقة، وصرامة موقف البلدين في التعامل مع الخيانة القطرية والتدخل الإيراني في المنطقة جعل تحالف التآمر يستشيط غيضاً ويحاول تشويه هذه العلاقة التي شكلت سداً منيعاً تنكسر أمامه جميع المؤامرات، وكعادة تنظيم الحمدين والموالين له ومَن يسيرون موازين له، لجأوا للإعلام كسلاح يستخدمونه لضرب هذه العلاقة بعد أن عجزوا فعلياً في ضربها.
وبناء على توجيهات تنظيم الإخونج أيضاً واستشارات عزمي بشارة، قامت أذيال قطر في بعض الدول، ومنها اليمن، بالحديث عن خلاف خفي بين السعودية والإمارات، خاصة فيما يتعلق بالحرب في اليمن ودور حزب الإصلاح فيها.
حاول إخونج اليمن وإعلام الجزيرة وكل أذناب تنظيم الحمدين أن يصوروا للعالم أن المملكة العربية السعودية (التي تقود الأمة) يحركها الآخرون، مصوراً لهم حقدهم الأعمى أن السعودية قد تنطلي عليها لعبتهم القذرة هذه، لكن الرد جاءهم مزلزلا من الأمير محمد بن سلمان في آخر لقاء متلفز له، إذ نفى هذا الخلاف وقال:
إن (ما يقال عن الخلاف بشأن جماعة الإصلاح ودورهم في حرب اليمن، ما هو إلا شائعات يبثها الأعداء لخلق خلافات بين الحلفاء).
واليوم وبعد الخسارة التي تلقاها تنظيم الحمدين مؤخراً في عدن، تصاعدت وتيرة التحريض ضد الإمارات من قبل أذناب التنظيم وتناغم موقف الإخونج مع موقف الحوثيين في الإساءة لدول التحالف كلها، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، وكلما أحسوا بالعجز والفشل أمام التحالف عادوا لأسطوانتهم المشروخة عن الخلاف الذي اختلقوه في العلاقة بين البلدين.
وقد أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، زيف هذا الاختلاق حول الأزمة في عدن بقوله: إنه من الضروري التأكيد لأصحاب الفتن ولمحبي التصيّد في المياه العكرة أن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي، نبني شراكة استراتيجية تشمل أزمة اليمن وتتجاوزها.
من خلال ذلك كله نتأكد أن العلاقة السعودية الإماراتية لن تزيدها هذه المؤامرات إلا تماسكاً وتلاحماً، وإن كان هناك من جانب إيجابي لهذه المؤامرات والتخرصات فهي أنها كشفت أقنعة الحاقدين وأظهرت دناءة الذين لا يريدون لهذه الأمة أي تلاحم قوي يجمع بين بلدانها، فالتحالف الأصيل بين السعودية والإمارات هو قوة لأمتنا جمعاء وضمان لتشكيل توازنات جديدة في المنطقة تحمي هذه الأمة من العواصف التي تضربها، والتي تمثلها إيران وحلفاؤها (تنظيم الحمدين وحزب الله والحوثيين وإسرائيل).
ونظرة واحدة لهؤلاء تجعل كل عربي حر يعرف على أي أرض يقف، حفظ الله السعودية والإمارات ونصرهما ونصر بهما الأمة على كل متآمر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة