في خضم الأحداث التي عصفت بالعالم العربي والإسلامي خلال العقد الأخير، كثر الحديث عن مواجهة المخاطر التي تقترب يوما بعد يوم من الخليج.
في خضم الأحداث التي عصفت بالعالم العربي والإسلامي خلال العقد الأخير، كثر الحديث عن مواجهة المخاطر التي كانت تقترب يوما بعد يوم بدول الخليج، وجعل البعض دور المملكة العربية السعودية ودول الخليج محور اهتمامه؛ ليروج فكرة تخلي هذه الدول عن دورها في مساندة الدول العربية.
الأحداث التي مر بها العالم العربي، وتعاملت بجرأة مع مقتضيات المرحلة، متجاوزة آراء المشككين والمثبطين لكل إجراء أو إصلاح، داخليا كان أو خارجيا، لتكون مثالاً للعزم على مواجهة المخاطر والضرب بيد من حديد على كل تهديد مهما كان مصدره
لكن بعد أن بدا الموقف الخليجي أكثر حزماً في مواجهة الأخطار، عقب تراجع أدوار دول أخرى لا سيما بعد الربيع العربي، انبرى هؤلاء للبحث عن أي نقطة ضد هذه الدول بهدف النيل من مكانتها العالمية وثباتها في مواجهة التحديات التي تواجهها وتواجه العالم العربي، فهاجموا توجهاتها الداخلية الإصلاحية وقوتها الخارجية الرادعة للمخربين شرقاً وغربا، وكالوا لها الاتهامات وصدّروا الإشاعات المغرضة.
وهنا حُقَّ أن يبرز تساؤل مهم في نوايا الذين لا يرضون بأي توجه وأي فعل يصدر عن دول بعينها، بينما يقبلون أي فعل ممن يرتضونه، كحالة نفسية تكشف المصابين بها، حيث لا ينكر أحد الدور الإيجابي الذي اضطلعت به دول الخليج خلال الأعوام الماضية بتحركها في العلن وبطريقة واضحة وصريحة، لتُبقي على تحالفاتها، وتبني علاقات جديدة مع دول العالم في سبيل الوصول إلى منطقة أكثر استقرارا وأمنا .
"إن العبور للجهة المقابلة مخاطرة، وفي البقاء وسط الطريق خطر، وفي الالتفات إلى الوراء، وفي كل ترددٍ وفي كل توقفٍ خطر في خطر".. هكذا يؤكد الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه في كتابه الشهير "هكذا تكلم زرادشت"، ولعل هذا القول ينطبق على الحالة السياسية، حيث إن التردد والبقاء في المنطقة الرمادية خطران داهمان مؤجّلا لا يُؤمَن شرهما، وهما بلا شك آتيان لا محالة، وما تأجيل التعامل معهما إلا تأجيج للمشكلة التي ستتحول إلى معضلة يستحيل حلها، ولنا في التاريخ المعاصر أكثر من مثال، حين تركت مشكلات صغيرة بلا حل لسنين طويلة، فتحولت إلى أفكار هدامة ومليشيات تحمل السلاح في عواصم العالم العربي، مهددة أمن واستقرار دول أخرى .
لقد عملت المملكة ودول الخليج على تصحيح مسار الأحداث التي مر بها العالم العربي، وتعاملت بجرأة مع مقتضيات المرحلة، متجاوزة آراء المشككين والمثبطين لكل إجراء أو إصلاح، داخليا كان أو خارجيا، لتكون مثالاً للعزم على مواجهة المخاطر والضرب بيد من حديد على كل تهديد مهما كان مصدره، حيث إن الخطر الأكبر يكمن في التغاضي عنه بلا شك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة