2021.. ربع قرن على آخر لقب للسعودية في أمم آسيا
لم يكن الجيل الذهبي للسعودية في كأس آسيا 1996 الذي شارك قبلها بعامين في كأس العالم لأول مرة يتوقع أن يبقى الأخضر ربع قرن بلا لقب قاري.
وعلى مدار 25 عاماً، من 1996 إلى 2021، توقف الأخضر عن التتويج في كأس أمم آسيا، بينما لم تحقق المنتخبات العربية إلا لقبين أولهما في 2007 للعراق وثانيهما في 2019 لقطر.
ويعكس تراجع الأخضر بالتبعية تراجعاً كبيراً للمنتخبات العربية في البطولة الآسيوية، خاصة أن آخر جيل سعودي نجح في المنافسة على البطولة كان في 2007 حين صعدت السعودية للنهائي وخسرت بهدف يونس محمود أمام العراق.
ورغم فرحة العرب بالنهائي العربي التاريخي في 2007، كونه يبقى النهائي الثاني بين منتخبين عربيين في آسيا، فإن هذا خلف 3 بطولات لم يتأهل فيها منتخب عربي للنهائي إلا قطر في النسخة الأخيرة.
أزمة كبرى
حين يغيب المنتخب السعودي عن منصات التتويج في قارة آسيا فهذا يعني أن المنتخبات العربية كلها في القارة تعاني من أزمة كبرى، لأن الأخضر يظل الأنجح عربياً في البطولات الدولية.
المنتخب السعودي هو المنتخب العربي الوحيد الذي فاز باللقب 3 مرات أعاوم 1984 و1988 و1996، وخسر النهائي في 1992 و2000 و2007.
هذه الإنجازات لم يصل لها منتخب مثل الكويت، الذي لم يلعب النهائي إلا مرتين في نسختي 1976 و1980، خسر في الأولى ثم فاز في الثانية.
العراق فاز في 2007 بخامس لقب عربي، ثم حقق نظيره القطري نسخة 2019 كسادس لقب عربي.
المحصلة أن السعودية حققت نفس عدد ألقاب المنتخبات العربية الأخرى، ولعبت النهائي ست مرات، وهو رقم قياسي ليس عربياً لكن في تاريخ المسابقة، يتقاسمه الأخضر مع منتخب كوريا الجنوبية.
ويعد المنتخب السعودي كذلك ثاني أكثر المنتخبات تتويجاً باللقب الآسيوي بفارق لقب واحد خلف اليابان.
حصاد ضعيف
منذ خوض نهائي نسخة 2000 في بيروت ضد اليابان، خرج منتخب السعودية 3 مرات من الدور الأول في 2004 و2011 و2015، ومن ثمن النهائي في 2019، بالإضافة لخسارة نهائي 2007.
نتائج الأخضر السلبية في السنوات الأخيرة عكست تراجعاً شديداً في المستوى، فالمنتخب تعرض خلال تلك الفترة لمفاجآت عديدة لا تليق بتاريخ ثاني أفضل منتخب في تاريخ القارة.
في نسخة 2004 لم يحصد منتخب السعودية إلا نقطة يتيمة من 3 مباريات وكانت أمام تركمانستان، حيث خسر من أوزبكستان والعراق.
في 2011، كان الظهور الأكثر سوءاً في تاريخ الأخضر القاري، حيث خسر المنتخب مبارياته الثلاث، ولم يسجل إلا هدفاً وحيداً، وخسر بخماسية نظيفة من اليابان و1-2 في مفاجأة مدوية من سوريا، وبهدف نظيف ضد الأردن.
وفي 2015، تحسن الوضع نسبياً لكنه ظل مزرياً إجمالاً، رغم الفوز 4-1 على كوريا الشمالية في الجولة الثانية، فالبداية كانت سلبية بخسارة 0-1 من الصين والنهاية لم تختلف بخسارة 1-3 من المنتخب الأوزبكي.
2007 الاستثناء
في بطولة 2000 التي شهدت تأهل الأخضر للنهائي ضد اليابان، يمكن القول إن الخبرة لعبت دوراً كبيراً في الرحلة، فمنتخب السعودية لم يقدم أفضل أداءاته فخسر في الجولة الأولى 4-1 من اليابان وهي الخسارة التي تكررت بشكل أقل في النهائي بنتيجة 1-0 فقط.
وبعدها تعادل الأخضر سلبياً مع قطر، ثم سحق أوزبكستان بخماسية نظيفة، وكان جيل مرزوق العتيبي ومحمد الشلهوب ونواف التمياط قد تسلم الراية من جيل فؤاد أنور وسعيد العويران الذهبي، وبين الجيلين ظل النجم سامي الجابر حاضراً.
بعد مباراة ملحمية في ربع النهائي ضد الكويت فاز منتخب السعودية بهدف ذهبي لنواف التمياط بنتيجة 3-2، في لقاء تقدم فيه الأزرق 2-1 حتى الدقيقة 72.
تجاوز الأخضر كوريا الجنوبية بنتيجة 2-1 في نصف النهائي ليتأهل للنهائي وقتها ضد اليابان، ويخسر بهدف شينجو موشيزيكي بعد نصف ساعة.
في 2007 كان هناك جيل سعودي جديد يبحث عن المجد بقيادة القناص ياسر القحطاني والهداف الأهلاوي مالك معاذ.
الأداء الذي تم تقديمه في تلك النسخة كان الأفضل للسعودية منذ 1996 إلى الآن، حيث بدأ الأخضر البطولة بتعادل مع كوريا الجنوبية 1-1 ثم فاز 2-1 على إندونسيا المنظم، قبل أن يسحق البحرين برباعية نظيفة ليكشر عن أنيابه بأهداف معاذ والقحطاني وثنائية النجم تيسير الجاسم.
القحطاني وأحمد الموسى سجلا ثنائية في أوزبكستان ليقودا الأخضر للمربع الذهبي في مواجهة مثيرة ضد اليابان.
وبالفعل ثأر الأخضر من خسارة نهائي 2000 بفوز مثير 3-2 حيث سجل القحطاني هدفاً ومعاذ هدفين.
لكن بعدها، وفي لقاء متكافئ ومثير، خسر منتخب السعودية النهائي برأسية يونس محمود قبل 18 دقيقة من النهاية.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA= جزيرة ام اند امز