ليس من مصلحة الخليج والعالم العربي، ودول البحر الأحمر، ودول الأوبك، والعالم الإسلامي، والدول الصناعية الكبرى، أن تتضرر السعودية.
تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة الداعمة للمملكة العربية السعودية ولقيادتها واستقرارها تتعدى المشاعر والعواطف، لكنها تعبير دقيق وصادق عن مصالح عليا ورؤية استراتيجية وطنية مصرية.
لماذا نقول ذلك؟
ليس من مصلحة الخليج، والعالم العربى، ودول البحر الأحمر، ودول الأوبك، والعالم الإسلامي، والدول الصناعية الكبرى، أن تتضرر السعودية كدولة وكدور إقليمي، وكدولة منتجة للنفط وصاحبة الدور الأهم في كمية الإنتاج والأسعار، وقبل ذلك وبعده في العملة المتداولة لتسعير وبيع النفط.
إذا اعتقدت «أنقرة» أن السعودية الضعيفة هي فرصة لقيادة جماعة الإخوان المسلمين (التنظيم الدولي) للعالم الإسلامي، فهي تتجاهل أن الخالق سبحانه وتعالى كانت له حكمة في خلقه أن يكرم الجزيرة العربية والسعودية بأن يكون الحرمان الشريفان ومهبط الوحي في أراضيها وليس في أنقرة أو إسطنبول!
من يعتقد أن السعودية الضعيفة مفيدة له، هو جاهل تماما بقواعد التوازن الاستراتيجي.
إذا اعتقدت «الدوحة» أن السعودية الضعيفة سوف تسمح لها بدور القيادة في مجلس التعاون الخليجي فهي واهمة، لأن الجميع وعلى رأسهم الإمارات لن يسمحوا أبدا بذلك، وإذا اعتقدت «أنقرة» أن السعودية الضعيفة هي فرصة لقيادة جماعة الإخوان المسلمين (التنظيم الدولي) للعالم الإسلامي، فهي تتجاهل أن الخالق سبحانه وتعالى كانت له حكمة في خلقه أن يكرم الجزيرة العربية والسعودية بأن يكون الحرمان الشريفان ومهبط الوحي في أراضيها وليس في أنقرة أو اسطنبول!
وإذا اعتقدت إيران أن السعودية الضعيفة سوف تعلن نهاية المسلمين السُّنة وصعود نظرية «الولي الفقيه» في العالم العربي، فهي تتجاهل حقائق التاريخ، والمكون الفكري، والمعتقد الديني، والاتجاه المذهبي في المنطقة.
يجب أن يدرك الجميع من واشنطن إلى أنقرة، ومن الدوحة إلى صنعاء، ومن جماعة الإخوان إلى تنظيم داعش، ومن بغداد إلى طهران، أن السعودية تمتلك 4 مناعات تحصّنها ضد الضعف أو التفكك مهما كانت طبيعة الأزمات:
أولا: مكانة رعاية وخدمة الحرمين الشريفين، مما يجعلها ذات أهمية روحية خاصة لدى العالم الإسلامي.
ثانيا: أن نظام الحكم فيها عاصر 3 دول منذ الدولة السعودية الأولى التي تأسست 1733، وظلت الدولتان حتى يومنا هذا.
ثالثا: أنها صاحبة أكبر احتياطي نفطي، وصاحبة واحد من أكبر مخزونات عملة الذهب، ولديها واحد من أكبر الصناديق السيادية.
رابعا: أنها تمتلك تركيبة ديموغرافية مكونة من 70٪ من السكان، البالغ عددهم 31 مليونا، تحت سن الثلاثين، أي أن الجيل الجديد من الشباب هو صاحب المصلحة في البلاد، وأنه يدعم حركة الإصلاح الحالية التي يؤمن بها الملك سلمان ويقوم على دفعها وتنفيذها بقوة وليّ عهده محمد بن سلمان.
قد تتعرض الأوطان في أي وقت إلى ظروف صعبة أو هزات، لكن الأنظمة القوية مثل السعودية قادرة على احتواء الأزمات وامتصاص الصدمة وتعديل المسار والاستمرار في الإصلاح بقوة.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة