"ما يجمعنا معاً أكبر مما تكتبونه في تقاريركم للأسف"، بهذه الكلمات القاطعة رد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على التقارير الصحفية.
تلك التقارير، التي روّجت وتروّج لمزاعم عن توترات وخلافات في العلاقات السعودية-الإماراتية، قبل أن يؤكد وزير النفط الإماراتي، سهيل المزروعي، صحة كلمات نظيره السعودي قائلا: "100%، أنت محق سمو الأمير".
هذه الكلمات الحاسمة جاءت لتوقف المزاعم والشائعات التي يروّج لها البعض عن وجود خلافات وتوترات بين البلدين، وهي مزاعم نعرف جيداً مَن يحركها ويقف خلفها، لا سيما تلك العناصر والمؤسسات الإعلامية المحسوبة على الجماعات والقوى التي يسوؤها رؤية العلاقات الإماراتية-السعودية قوية وراسخة.
فرغم أن النقاشات بين الحلفاء وتباين وجهات النظر أحياناً بشأن بعض القضايا هي من الأمور الطبيعية، بل والصحية أحياناً، خاصة إذا كانت تتم في أجواء من التفاهم والعلاقات الودية والحرص على تحقيق المصالح المشتركة، فقد كان لافتاً كيف سارعت هذه العناصر والوسائل الإعلامية ذات الأجندات المشبوهة لتضخيم الأمور، وهي تحليلات بالتمني بطبيعة الحال ولا تستند إلى أي أساس واقعي، ومن هنا جاءت كلمات الوزيرين لتصدم وتخيّب ظن هؤلاء الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر، مع التحفظ على استخدام مصطلح "الماء العكر" لأن المياه بين الرياض وأبوظبي دائماً صافية وعذبة ولا يوجد ما يعكرها.
تشكل العلاقات الاستراتيجية القوية بين الإمارات والسعودية عامل توتر وقلق لأولئك الذين يرون في هذه العلاقات تهديداً لمصالحهم أو مخططاتهم، لا سيما المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين وإيران ودول إقليمية، وغيرهم من القوى المتربصة التي تكسرت جميع مخططاتها في المنطقة على صخرة هذا التحالف القوي والمتين بين البلدين، لذا يحاولون باستمرار ضرب هذا التحالف عبر الترويج للمزاعم والشائعات التي تستهدف إثارة الحساسيات بين البلدين، ولكن هيهات هيهات، فالتحالف بين البلدين راسخ ومتين، وهو الأساس الصلب الذي يحافظ على أمن واستقرار المنطقة كلها، وليس فقط مصالح البلدين.
وفي كل مرة يحاول فيها هذا الإعلام الموالي لتلك الأطراف وأذرعها الإضرار بالتحالف الإماراتي-السعودي يعود يائساً خالي الوفاض، ولكن ما يلبث أن يعاود الكرّة من جديد، من خلال محاولة تفسير كل الأمور من هذا المنظور الذي يروج لفكرة التوتر والخلاف بين البلدين.
ولا تتوقف المزاعم والشائعات التي يطلقها هذا الإعلام الموجه والمشبوه، ولكن محورها واحد، هو محاولة استهداف التحالف الإماراتي-السعودي، هو هدف مركزي للقوى التي لديها مخططات مشبوهة في المنطقة، لأن هذا التحالف هو العقبة الأساسية أمام تنفيذ هذه المخططات.
ما يجمع الإمارات والسعودية بالتأكيد أكبر بكثير مما يتم الترويج له في تقارير هذا الإعلام المشبوه، أو حتى بعض وسائل الإعلام الدولية التي لا تفهم طبيعة العلاقات الأخوية والتحالفية الراسخة بين البلدين وشعبيهما، وأقوى من أن تنال منها الشائعات أو التقارير المشبوهة، وستظل تشكل الحصن الحصين لأمن المنطقة كلها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة