نجاح السعودية هذه المرة كان بمثابة الحجر الذي ألقم هذا وذاك، وألقم كل من تابع بعيونه وكل حواسه أداء المعنيين عن تنظيم الحج
المؤسف في موسم حج هذا العام بالنسبة للذين يريدون الإساءة للمملكة العربية السعودية هو أنهم لم يجدوا ما يعينهم على انتقادها، فقد بصم الجميع بالعشر على نجاحها في تنظيم الحج وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن منذ الساعة التي وصلوا فيها إلى أراضيها وحتى ساعة مغادرتهم لها، لم يجد مريدو السوء أي ثغرة يطعنون بها المملكة، ومع هذا لن يقروا بتميزها في خدمة الحجيج.
نجاح السعودية هذه المرة كان بمثابة الحجر الذي ألقم هذا وذاك، وألقم كل من تابع بعيونه وكل حواسه أداء المعنيين عن تنظيم الحج، أملاً في الحصول على متسع يسيئون به للمملكة
في كل الأحوال يكفي سكوتهم ليعرف العالم أن المملكة وقيادتها الحكيمة نجحت في تنظيم موسم حج هذا العام، وأن هذا النجاح ليس نجاحاً عادياً ولكنه نجاح باهر، فلو أن مريدي السوء وجدوا قصة صغيرة واحدة يمكنهم بها الإساءة للمملكة لألفوا فيها كتباً ولقادوا ضدها حملة ليس لها نهاية.
كل الأمور سارت كما ينبغي أن تسير، وكل شيء ورد في الخطط التي تم اعتمادها من قبل قيادة المملكة تمت ترجمته بدقة إلى واقع ملموس، هذا ملخص ما قاله المسؤولون عن الحج وما قاله الحجاج من مختلف الجنسيات والشرائح، وهو ما سيدونه تاريخ تنظيم حج بيت الله الحرام بحروف مذهبة.
ليست المرة الأولى التي تنجح فيها السعودية في تنظيم الحج، لكنها المرة الأولى التي يعدم فيها مريدو السوء للسعودية سبباً للإساءة إليها، فقد عمد المعنيون بشؤون الحج إلى سد كل الثغرات، وحرصوا على عدم تمكين هؤلاء من الطعن في قدرات المملكة وتوجهاتها. حتى الحكم في قطر لم يجد فرصة لطعن المملكة كما حصل في السنتين الماضيتين، حيث تمكنت المملكة من سد باب الادعاء القطري بأنها تمنع الحجاج القطريين من الوصول وأداء المناسك كغيرهم من حجاج بيت الله الحرام، ووصلت إلى حد توفير موقع إلكتروني للراغبين في الحج من أهلنا في قطر، لذا لم يجد الحكم هناك سوى الاعتراف بأنه هو الذي يمنع المواطنين القطريين من التوجه إلى السعودية، وأن هذا كان قراره وليس قرار السلطات في السعودية، وأنه هو الذي يخلط الدين بالسياسة، فالسعودية ظلت ترحب بالحجاج القطريين ولم تتوقف عن دعوتهم إلى القدوم إلى لأداء المناسك وتركت الباب مفتوحاً أمامهم حتى يوم التروية.
من تابع تنظيم حج بيت الله الحرام هذه المرة يسهل عليه الجزم بأن كل من كتب الله له حج بيته هذا العام خرج بذكرى طيبة وانطباع غير عادي عن قدرة السعودية على التنظيم وعلى خدمة الحجيج، فليس بينهم من لم يلمس التسهيلات التي تم توفيرها، وليس بينهم من يمكن أن يوافق على أي كلام ناقص يصدر عن مريدي السوء ويتهم به السعودية بالتقصير أو الإخفاق.
نجاح المملكة العربية السعودية في تنظيم الحج هذا العام هو بمثابة رسالة قوية لمريدي السوء تؤكد قدرتها على التنظيم وعلى خدمة الحجيج، وتؤكد قدرتها على وضع إصبعها في عيون كل من كان يصفق لهؤلاء وتمنى أن يكرر التصفيق هذا العام، فليس بعد هذا التنظيم تنظيم، وليس بعد سكوت هؤلاء وأولئك شهادة تؤكد نجاح المملكة في أداء هذا الشرف العظيم.
ليس الحكم في قطر وحده الذي اضطر للسكوت ولم يجد ما يرمي به السعودية وقيادتها في تنظيم حج هذا العام، فالحكم في إيران أيضاً لم يجد غير هذا السبيل، نجاح السعودية هذه المرة كان بمثابة الحجر الذي ألقم هذا وذاك، وألقم كل من تابع بعيونه وكل حواسه أداء المعنيين عن تنظيم الحج، أملاً في الحصول على متسع يسيئون به للمملكة.
نجاح السعودية في تنظيم موسم حج هذا العام أربك خطط مريدي السوء، والأكيد أنهم سيبذلون جهوداً أفضل في العام المقبل لعلهم «يربحون»!
نقلاً عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة