ملفات صعبة ومعقدة تواجه العالم المضطرب، والمنطقة العربية المجنونة، والتحديات المباشرة التي تواجه الوطن الذي يمر بمرحلة تحول جذرية.
شرفني سعادة السفير سلطان السلطان مدير إدارة الموارد البشرية في الخارجية السعودية بدعوتي لإلقاء محاضرة للمتدربين من الدبلوماسيين في معهد الأمير سعود الفيصل الدبلوماسي.
شعور هؤلاء بقدسية المهمة التي يحملونها على عاتقهم يعطي آمالاً عظيمة بأن هناك جيلاً في العالم العربي يبحث عن أداء مهمة وطنية أكثر من البحث عن وظيفة للارتزاق منها
هذا المعهد، من ناحية الفكرة والإدارة والمعلمين والدارسين، والمبنى الحديث للغاية، المزود بأحدث التقنيات، يعد نموذجاً متميزاً لمثل هذه المعاهد ذات المستوى الرفيع في بناء الشباب والشابات في المجتمع الدبلوماسي.
ولا بد لي أن أعترف بأنني فوجئت وانبهرت بما شاهدت.
لن أحدثكم عن «الحجر»، لكن سوف أحدثكم عن «البشر».
الشباب والشابات كان عددهم نحو المائة على مستوى الملحقين الجدد، نحو 4٪ منهم من الشابات.
كلهم في المرحلة السنية من أوائل العشرينيات إلى أوائل الثلاثينيات، يجيدون لغات أجنبية، وعيهم السياسي مبهر للغاية، أسئلتهم شجاعة وذكية، رغبتهم في الفهم والتعامل لا حدود لها.
شعور هؤلاء بقدسية المهمة التي يحملونها على عاتقهم يعطي آمالاً عظيمة بأن هناك جيلاً في العالم العربي يبحث عن أداء مهمة وطنية أكثر من البحث عن وظيفة للارتزاق منها.
يدخل هؤلاء الحياة العملية، وهناك ملفات صعبة ومعقدة تواجه العالم المضطرب، والمنطقة العربية المجنونة، والتحديات المباشرة التي تواجه الوطن الذي يمر بمرحلة تحول جذرية.
هؤلاء الشباب والشابات الذين أمضيت معهم أكثر من 3 ساعات في الرياض، سوف يحملون مهمة التسويق السياسي الشامل للسعودية الجديدة، التي تقوم الآن بأخطر عملية انتقال لها منذ 35 عاماً! السعودية أكبر من مخزن نفط!
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة