السعودية.. مساعدات إزمير إنسانية ومقاطعة تركيا مستمرة
أكد مغردون سعوديون أن الحملة الشعبية لمقاطعة المنتجات التركية مستمرة للشهر الثاني على التوالي، بعيدا عن المساعدات بسبب زلزال إزمير.
وشددوا على أنه لا تعارض بين حملة المقاطعة وبين المساعدات الإنسانية التي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإرسالها للمتضررين من الزلزال الذي ضرب ولاية أزمير التركية.
وأوضحوا أن المساعدات نابعة من المسؤولية الإسلامية والإنسانية للمملكة وموجهة للشعب التركي، بينما حملة المقاطعة هي رسالة شعبية ضد سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يناصب المملكة العداء، ويتدخل في شؤون دول المنطقة.
مساعدات إنسانية
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قد وجه، الجمعة، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإرسال المساعدات الطبية والإنسانية والإيوائية العاجلة للمتضررين في تركيا جراء الزلزال الذي ضرب بحر إيجه مؤخرا مخلفًا أضرارا مادية بالغة بولاية إزمير التركية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ذلك يأتي انطلاقًا من حرصه على الوقوف إلى جانب الشعب التركي الشقيق والتخفيف من آثار الزلزال الذي تسبب في خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات، وامتدادا للدور الإنساني للمملكة بالوقوف مع المتضررين، في مختلف الأزمات والمحن.
مستمرون بمقاطعة تركيا
وأطلق مغردون عدة هاشتاقات تشيد بملك الإنسانية، وتؤكد في الوقت نفسه استمرارهم بالمقاطعة عقابا لأردوغان على سياساته، من بينها #مستمرون_بمقاطعه_تركيا.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب السعودي ماهر محمد البواردي: "عزيزي المواطن.. فزعة ملكنا مع الشعب التركي المنكوب بسبب الزلزال نابعة من المسؤولية الإسلامية للمملكة.. وهذا ديدن ملوكنا طوال ثلاثة قرون من عمر المملكة".
وأردف: "وهذا لا يعني أن نتوقف عن #الحملة_الشعبية_لمقاطعة_تركيا فهي قرارنا كشعب ضد نظام إرهابي".
في السياق نفسه، غرد جهاد العبيد قائلا: "مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة لتركيا بشأن زلزال أزمير هي مساعدات عينية لمساعدة منكوبين مثلها مثل المساعدات التي قُدمت أثناء انفجار بيروت، أما الموقف لم يتغيّر".
وحذر من "محاولة ربط مقاطعة المنتجات التركية بها فهي محاولة يائسة من أذناب الإخونج".
وأردف: "نحن #مستمرون_بمقاطعه_تركيا".
بدوره، قام رسام الكاريكاتير السعودي المعروف فهد الجبيري بإعادة نشر رابط خبر توجيهات الملك سلمان بشأن المساعدات الإنسانية، وأعاد التأكيد على أن مقاطعة المنتجات التركية موقف شعبي، وكلا الموقفين الرسمي والشعبي يعبر عن الحرية التي تتوفر في المملكة.
وغرد الجبيري قائلا: "حتى تعرفوا مدى حرية التعبير لدينا كمجتمع سعودي ومن يصف المقاطعة التركية بأنها حكومية، هذا ملك الإنسانية يقدم المساعدات لتركيا الدوله برعاية خادم الحرمين وولي عهده حفظهم الله لها نهجها والشعب له حريته فيما يختار وفيما يريد مقاطعته".
في السياق نفسه، قال المغرد علي الحصّان: "المساعدات الانسانيه ليست لها علاقه بالمقاطعه المساعدات للشعب التركي المتضرر من الزلزال، وهذا واجب ديني وإنساني وقد سبق أن دولتنا عزها الله أرسلت مساعدات لإيران بعد زلزال حدث لها ولكثير من الدول و علينا إكمال #مقاطعه_المنتجات_التركية".
متفقا معه قال المغرد يوسف: "مركز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للإغاثة يغيث جميع المنكوبين من شرق الأرض لغربها، وإغاثة #الشعب_التركي لا تميزهم عن غيرهم من الشعوب التي تتعرض لنكبات".
وأردف: "فالملك سلمان هو ملك الإنسانية وأعظم ملوك الأرض شاء من شاء وأبى من أبى و#مقاطعه_المنتجات_التركيه مستمرة ومتمددة".
المعنى ذاته أكد عليه المغرد سامي العنزي، قائلا: "الشعب السعودي يقولونها بصوت #مستمرون_بمقاطعة_تركيا ومكملون، وطننا خط أحمر ولايمكن المساس به" .
الشهر الثاني
ويتصاعد لهيب الغضب في السعودية تنديدا بالسياسات العدائية للرئيس رجب طيب أردوغان، بتنامي الدعوات لمقاطعة شعبية للمنتجات التركية للشهر الثاني على التوالي. وأكد مغردون سعوديون أن هدفهم تصفير التعاملات مع تركيا خلال العام المقبل.
وتصدرت هاشتاقات تدعو للمقاطعة تريندات الأعلى تغريدا في السعودية، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وجدد إعلاميون واقتصاديون دعواتهم لمقاطعة شاملة للمنتجات التركية، محذرين من أن كل ريال يدفع لشرائها يستخدم في سفك دماء الأشقاء في سوريا وليبيا والعراق، والتآمر على المملكة ودول المنطقة.
وعلى مدار الأعوام الماضية، تتجدد الدعوات للمقاطعة، رفضا لسياسات أردوغان، فيما بدأت المقاطعة الشعبية تأخذ منحى أكثر تصعيدا وتنظيما مع بداية الشهر الماضي.
جاء ذلك في أعقاب دعوة عجلان العجلان رئيس مجلس الغرف السعودية، رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى "المقاطعة لكل ما هو تركي، سواء على مستوى الاستيراد أو الاستثمار أو السياحة".
وجدد عجلان دعوته للمقاطعة، أكثر من مرة، كان آخرها في تغريدة له قبل يومين،
قال فيها "في حملة #مقاطعه_المنتجات_التركيه كل السعوديين رأس حربه ضد كل من يمس قيادتنا وبلدنا.."
وتوقع عجلان العجلان في تصريحات سابقة تحقيق صفر تعاملات مع تركيا خلال وقت قريب، نافيا وجود أي أضرار على الاقتصاد السعودي جراء مقاطعة المنتجات التركية.
ووفقا للأرقام التي نقلتها وكالة بلومبرج عن هيئة الإحصاء السعودية، فقد هوت قيمة الواردات السعودية من المنتجات التركية إلى 9.47 مليار دولار في 2019، مقارنة بنحو 12.74 مليار دولار في 2015.
وتراجعت واردات السعودية خلال أول 8 أشهر من 2020 بشكل حاد إلى 1.91 مليار دولار وفقا لبلومبرج، وهو ما يؤكد بوار المنتج التركي في الأسواق السعودية.
وأكدت السلطات السعودية أنها لم تضع أي قيود على المنتجات التركية وأن حملة المقاطعة يقودها مواطنون.
وفي أنقرة، قدر اتحاد المقاولين الأتراك أن "الانطباع السلبي عن تركيا أدى إلى (خسائر) بقيمة 3 مليارات دولار في الشرق الأوسط لمقاولينا العام الماضي".
وأضاف الاتحاد أن السعودية التي كانت في المركز الثاني "في قائمة البلدان التي لديها أكبر قدر من الأعمال في 2016-2018 (مع تركيا) تراجعت إلى أدنى المستويات".