خالد بن سلمان.. "السفير الطيار" نائبا لوزير الدفاع السعودي
يأتي تعيين الأمير خالد في هذا المنصب المهم بعد نجاحه الكبير في عمله كسفير لبلاده في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين
أصدر الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نائب ملك المملكة العربية السعودية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مساء السبت، 3 أوامر ملكية تضمن أحدها تعيين شقيقه الأمير خالد (31 عاما) نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير.
- الأمير خالد بن سلمان.. نائب وزير الدفاع السعودي الجديد
- أوامر ملكية سعودية بينها تعيين الأمير خالد بن سلمان نائبا لوزير الدفاع
تعيين الأمير خالد في هذا المنصب المهم أتى بعد نجاحه الكبير في عمله كسفير لبلاده في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين من (22 أبريل/نيسان 2017 حتى أمس السبت)، نجح فيهما في تعزيز علاقة بلاده بواشنطن في مرحلة مهمة من تاريخ العلاقات بين البلدين.
كما نجح خلال توليه قيادة دبلوماسية بلاده في واشنطن في إبراز جهود التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات في دعم الشرعية في اليمن، ودور الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب في وقف تدخلات تنظيم الحمدين المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، وإبراز الخطر المتنامي لإيران على المنطقة والعالم بسبب دعمها الإرهاب.
وكان الأمير خالد ملاصقاً لولي العهد منذ فترة طويلة، واستطاع خلال هذه الفترة أن يستوعب رؤية ولي العهد لتطوير وزارة الدفاع، لذا يعول عليه كثيرا في أن يكون عضدا وعونا لولي العهد السعودي في تحقيق هذا الهدف.
نشأته وتعليمه
ولد الأمير خالد بمدينة الرياض عام ١٩٨٨م، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس الرياض، وتخرج في الثانوية العامة عام ٢٠٠٦م.
حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية بالرياض.
وبعد تخرجه تم ابتعاثه للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الطيران في قاعدة كولومبوس بولاية مسيسيبي الأمريكية.
وفي 13 مارس ٢٠٠٩ تخرج برتبة ملازم طيار، بعد أن أتم بنجاح برنامج الطيران الحربي من قاعدة كولومبوس.
وحضر حفل تخرجه آنذاك الملك سلمان -وكان وقتها أميرا لمنطقة الرياض- وشقيقه الأمير محمد (ولي العهد السعودي).
وكان للأسرة دور مهم في تكوين الأمير خالد، يقول الأمير خالد في تصريحات سابقة له عن ظروف انخراطه في العمل العسكري كطيار وموقف والده من هذه الرغبة "سيدي الوالد ترك لنا، نحن أبناؤه، حرية اختيار المجال الذي نرغب في الاتجاه إليه بعد تخرجي وإخوتي من الثانوية العامة، ولم يحاول أن يكون له تأثير علينا في تحديد اختياراتنا".
وتابع "وأبديت لسموه رغبتي في الدخول لكلية الملك فيصل الجوية بعد إتمام الثانوية، فكان خير مشجع ومحفز".
وبيّن أن الدافع الرئيسي وراء انخراطه في الخدمة العسكرية عبر القوات الجوية الملكية السعودية كان أخاه الأكبر الأمير سلطان بن سلمان (أول رائد فضاء عربي، ويشغل منصب رئيس الهيئة السعودية للفضاء التي تم استحداثها مؤخرا).
وبيّن أن أخاه شجعه على المضي قدماً من خلال اصطحابه في رحلات طيران في بعض أيام الجمع من كل أسبوع في سماء منطقة الثمامة بطائرة «البلايدر".
وتابع "هذا فضلا عن أن العمل العسكري كان يستهويني منذ الصغر، وزاد تعلقي بالمجال العسكري عندما كنت أشاهد صوراً لسيدي الوالد وهو مرتد الزي العسكري قديماً".
طيار يقتل الدواعش والحوثيين
عقب تخرجه، انضم الأمير خالد إلى القوات الجوية الملكية السعودية، وقد بدأت مسيرته المهنية في الطيران على طائرتي (تيكسان6) و(تي-38) في قاعدة كولومبوس الجوية في ميسيسبي.
ثم بدأ بعد ذلك برنامج طيران على طائرة (إف-15 إس)، وعين ضابط استخبارات تكتيكيا إلى جانب مهنته كطيار لطائرة (إف-15 إس) في السرب الثاني والتسعين التابع للجناح الثالث في قاعدة الملك عبدالعزيز في الظهران.
وتدرب الأمير خالد بشكل مكثف مع الجيش الأمريكي في الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، بما في ذلك التدرب في قاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا.
وتدرب الأمير خالد كطيار مقاتل بإجمالي يقارب 1000 ساعة طيران.
وعندما تولى والده ولاية العهد في يونيو/حزيران 2012 لم يضعه والده في تصنيف مختلف عن مجموعته، بل كان من أوائل الطيارين السعوديين الذين شاركوا في الطلعات الجوية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
أيضا بعد تولي والده حكم المملكة في 23 يناير 2015 كان الأمير خالد من أوائل من شارك في الضربات الجوية ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، ونتيجة تلك المشاركات لقبه الإعلام السعودي بـ"الأمير الجريء".
كما ظهرت العلاقة القوية التي تربطه بشقيقه الأمير محمد بن سلمان في الصورة الشهيرة التي تم تدوالها بعد انطلاق عملية عاصفة الحزم في اليمن مارس/آذار 2015، وظهر في الصورة الأمير خالد وهو يرتدي زيه العسكري الخاص بالقوات الجوية، بينما يقبل يد شقيقه الأمير محمد.
ونظراً لكفاءته في سلاح الجو السعودي تم تكريم الأمير خالد، حيث تم منحه نوط درع الجنوب ونوط المعركة ونوط الإتقان ونوط سيف عبدالله.
وبالتوازي مع عمل كطيار ورغبة منه في صقل خبراته واصل تعليمه في الولايات المتحدة لينال من جامعة هارفارد شهادة (كبار التنفيذيين في الأمن الوطني والدولي)، كما درس الحرب الإلكترونية المتقدمة في باريس.
وبدأ العمل على دراساته العليا في جامعة جورجتاون للحصول على درجة الماجستير في الآداب في تخصص الدراسات الأمنية، ولكن تم تعليق دراسته لمهام عمله المختلفة.
نجل الملك سفيرا
عين الأمير خالد في مكتب وزير الدفاع بعد انتهاء مهام الطيران، وأصبح بعد ذلك مستشاراً مدنياً رفيع المستوى في وزارة الدفاع السعودية عند انتهاء خدمته العسكرية.
وخلال فترة عمله كمستشار في مكتب وزير الدفاع تم تكليفه من قبل ولي العهد بملفات ومسؤوليات عدة.
قرب الأمير خالد بن سلمان من ولي العهد ووزير الدفاع وعمله معه في مكتب وزير الدفاع ساعده على الإلمام بتفاصيلها أكثر ومعرفة خطط تطويره الاستراتيجية التي أعلن عنها مؤخراً.
وفي أواخر عام 2016، انتقل الأمير خالد إلى الولايات المتحدة وعمل مستشاراً في سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، إلى أن صدر أمراً ملكياً في 22 أبريل/نيسان 2017 بتعيينه سفيراً لدى الولايات المتحدة، وقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتولى رسمياً منصبه في 21 يوليو من عام 2017، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى أمس السبت.
وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ المملكة التي يصدر فيها ملك سعودي أمراً بتولي أحد أبنائه منصب سفير بلاده في أمريكا، الأمر الذي يعكس ثقته في قدرات نجله.
وبهذا القرار أصبح خالد عاشر سفير سعودي لبلاده في أمريكا، ورابع أمير يتولى هذا المنصب، وأول ابن ملك يشغل منصب سفير السعودية في أمريكا في حياه أبيه، كما كان أحد أصغر سفراء المملكة سنا.
مهام جديدة
وبتعيين الأمير خالد نائباً لوزير الدفاع فإن مهاماً جديدة تنتظره، ليكون عضداً ومساعداً لولي العهد وزير الدفاع في المضي قدماً في تنفيذ خطة برنامج تطوير وزارة الدفاع المعدة على ضوء استراتيجية الدفاع الوطني، والذي وافق عليها العاهل السعودي قبل عام.
وتستهدف الخطة "تحقيق التفوق والتميز العملياتي المشترك"، و"تطوير الأداء التنظيمي لوزارة الدفاع"، و"تطوير الأداء الفردي ورفع المعنويات"، و"تحسين كفاءة الإنفاق ودعم توطين التصنيع العسكري"، و"تحديث منظومة الأسلحة".
وما يتمتع به الأمير خالد من خبرات ومؤهلات تؤهله للقيام بهذا الدور على أكمل وجه، حيث يتمتع بخلفية دبلوماسية خلال عمله سفيراً لبلاده في واشنطن، وخلفية عسكرية كمقاتل للدواعش والحوثيين.
كما أن عمله ملاصقاً لولي العهد خلال فترة طويلة جعله يستوعب رؤية ولي العهد لتطوير وزارة الدفاع لتكون في مصاف الدول المتقدمة عسكرياً.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg
جزيرة ام اند امز