الملك سلمان.. مسيرة وطن وصانع "السعودية الجديدة"
مسار من الإنجازات ومسيرة عطاء يختزلها خادم الحرمين الشريفين، النابض بقلوب السعوديين وهم يحتفلون بعيدهم الوطني الـ90.
يلخص مسيرة وطن، ويختزل العطاء في أرقى معانيه، وعنده تتقاطع جميع المفاهيم فتصنع ملامح الحاضر والمستقبل.
مسار من الإنجازات، ومسيرة عطاء يختزلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الشخصية النابضة بقلوب السعوديين وهم يحتفلون بعيدهم الوطني الـ90.
احتفاء يوافق 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، ويسلط الضوء على الإنجازات التنموية والإصلاحات التاريخية والنجاحات التي تشهدها المملكة، داخليا وخارجيا، على مختلف الأصعدة، في تتويج لجهود مرتبطة بشكل وثيق بمسيرة الملك.
مسيرة وطن
ولد الملك سلمان في 31 ديسمبر/كانون الأول 1935، أي بعد 3 أعوام فقط من قيام والده بتوحيد الدولة وتحويل اسمها من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، يوم 23 سبتمبر/أيلول 1932.
- بالصور.. الملك سلمان ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد يشهدون مسيرة الاتحاد
- قرقاش : الملك سلمان يقود مسيرة السعودية برؤية إيجابية
عاصر جميع ملوك المملكة منذ تأسيسها على يد والده، وعمل معهم منذ أن دخل العمل السياسي في الـ19 من عمره أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة عام 1954، ليكتب سيرة زاخرة بالعطاء والخبرات.
خبرات وظفها لإحداث نقلة نوعية ونهضة تنموية في المملكة عقب توليه مقاليد الحكم في 23 يناير/كانون الثاني 2015، ليقود المملكة في سنوات معدودة إلى ما بات يوصف بـ"السعودية الجديدة" .
ولم يكتف الملك سلمان بتطوير الحاضر، بل رسم ملامح مستقبل مشرق للمملكة، عبر خارطة طريق أطلقها بعد عام واحد من توليه الحكم تحمل اسم "رؤية 2030"، تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات.
وبناء على ذلك، يحتفل السعوديون بعيدهم الوطني، وهم يستذكرون مشاعر الفخر والاعتزاز والتقدير والامتنان والوفاء لسيرة مليكهم التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمسار مملكتهم.
النشأة والسياسة
هو الابن الخامس والعشرون للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، نشأ مع إخوته في القصر الملكي بالرياض، حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم.
تلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالعاصمة، حيث درس العلوم الدينية والعلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله خياط، وأبدى منذ الصغر اهتماماً بالعلم، وحصل على العديد من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية.
دخل العمل السياسي في الـ19 من عمره بتعيينه، في 16 مارس/آذار 1954، أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف.
وبالعام التالي، عين أميراً لمنطقة الرياض، إحدى أكبر مناطق السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة، وذلك بالفترة من 18 أبريل/نيسان 1955 حتى استقالته في 25 ديسمبر/كانون الأول 1960، لكن في 4 فبراير/شباط 1963 أعيد تعيينه أميراً للمنطقة نفسها.
واستمر أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من 5 عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها نحو 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً بالعالم العربي.
ولاية العهد والمبايعة
في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، صدر قرار من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آنذاك وزيراً للدفاع، وشهدت الوزارة في عهده تطويراً شاملاً لجميع القطاعات.
وفي 18 يونيو/حزيران 2012، أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً باختياره ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.
وعقب وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في 23 يناير/كانون الثاني 2015، تمت مبايعته ملكاً، ليصبح الملك سلمان بن عبدالعزيز سابع ملوك السعودية.
ومنذ مبايعته، شهدت المملكة المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة، في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية.
وعقب توليه الحكم، أعاد العاهل السعودي تشكيل مفاصل الدولة على مختلف الأصعدة، حيث أصدر أمرا ملكيا في 29 يناير/كانون الثاني 2015، تضمن إلغاء 12 لجنة ومجلسا.
واستبدل الملك سلمان ذلك بمجلسين يرتبطان تنظيميا بمجلس الوزراء، هما "مجلس الشؤون السياسية والأمنية" و"مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية"، ويترأسهما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويقومان برسم سياسات المملكة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وسعى خادم الحرمين الشريفين، بكل قوة وعزم وحزم، إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادله الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الشعب حول قائد مسيرة التنمية.
اقتصاديا، ولمواجهة تحدي انخفاض أسعار النفط، أعلنت السعودية في 25 أبريل/نيسان 2016، رؤية اقتصادية لعام 2030، تهدف إلى خفض اعتمادها على النفط، المصدر الرئيسي للدخل.
السعودية الجديدة
ضمن إصلاحات واسعة في عهده، قادت الدولة إلى ما بات يطلق عليه العالم "السعودية الجديدة"، تم خلال العام الأول من حكم العاهل السعودي إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة،
وتوج الاقتراع المقام يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
وتوالت الإصلاحات، حيث بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذا لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط 2018، تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.
وفي العام الخامس من حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز، حصلت المرأة السعودية على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل جرت في 2 أغسطس/آب 2019.
وشهد عام 2019 تبوأ المرأة السعودية لأول مرة منصب "سفير"، حيث تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة في 23 فبراير/ شباط من العام نفسه، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
أيضا شهد عام 2020 تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي، وتعيين الدكتورة ليلك بنت أحمد الصفدي رئيساً للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية يضم طلابها الجنسين من الذكور والإناث.
وفي إطار الثقة الملكية الكاملة بالمرأة وأنها على قدر المسؤولية للقيام بجهود نوعية في مختلف المجالات، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، القاضي بإعادة تشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان، في دورته الرابعة لمدة 4 سنوات، وتعيين 13 امرأة في مجلس الهيئة، بما يمثل نصف عدد أعضاء المجلس.
الإمارات في القلب
حظيت دولة الإمارات العربية المتحدة بمكانة خاصة لدى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية في عهده.
وخلال العام الثاني من حكمه، تم تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في مايو/أيار 2016، بحضور العاهل السعودي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ومع ختام العام الثاني لتوليه الحكم، قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بجولة خليجية هي الأولى له منذ توليه الحكم استهلها بزيارة الإمارات في 3 ديسمبر/كانون الثاني 2016.
وخلال تلك الزيارة، منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الملك سلمان بن عبدالعزيز "وسام زايد"، تقديرا وعرفانا بدوره المحوري في تعزيز التعاون الأخوي بين البلدين ودعم العمل الخليجي والعربي المشترك.
ومضت مسيرة التعاون بين البلدين نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يسهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات بالمنطقة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
جوائز وأوسمة
نال خادم الحرمين الشريفين عن جهوده الإنسانية العديد من الأوسمة والميداليات من دول عدة، أبرزها قلادة الشريف الحسين بن علي وهي أرفع وسام في الأردن، وقلادة مبارك الكبير أرفع وسام في الكويت، وقلادة النيل وهي أرفع وسام في مصر.
كما تقلد وسام "كنت" من أكاديمية برلين - براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية، ووسام الكفاءة الفكرية المغربي في الدار البيضاء، ووسام البوسنة والهرسك الذهبي.
أيضا تقلد وسام نجمة القدس، ووسام نسر الإستيك من درجة القلادة أرفع وسام في الولايات المتحدة المكسيكية، ووسام القلادة الكبرى وهو أعلى وسام في دولة فلسطين، ودرع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم.
فيما أصبح العاهل السعودي يلقب داخليا بـ"ملك الحزم"، على خلفية قراراته الحازمة داخليا وخارجيا، اختارته مجلة "فوربس" الأمريكية ضمن أوائل الشخصيات الأكثر نفوذا في العالم لعام 2015.
وتصدر الملك سلمان قائمة أقوى الشخصيات في العالم العربي والرابع عشر عالميا، في القائمة التي نشرتها المجلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وشملت رؤساء وملوكا ورجال أعمال وشخصيات اقتصادية وسياسية شهيرة.
كما فاز بجائزة "الملك فيصل" العالمية لخدمة الإسلام لعام 2017، وقالت لجنة الاختيار للجائزة إنها قررت منحها للملك سلمان بن عبدالعزيز لمبررات عدة، منها "عنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما".
وأشارت اللجنة أيضا لـ"سعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، ومنها إنشاؤه التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب".
هذا فضلا عن "مواقفه العربية والإسلامية عبر عقود من الزمن تجاه قضية فلسطين المتمثلة في الدعم السياسي والمعنوي والإغاثي"، بجانب "إنشائه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ودعمه بسخاء ليقدم العون للشعوب العربية والإسلامية المحتاجة".