السفير السعودي في لبنان.. ماراثون دبلوماسي يطوي صفحة الخلافات
أيام معدودة منذ عودة السفير السعودي وليد بخاري إلى لبنان، بعد غياب 5 أشهر، كانت كافية لعودة حراك قوي في أواسط شهر رمضان.
صال بخاري وجال بين فرقاء لبنان، والتقى السياسيين ورجال الدين، والزعامات الروحية، وأصحاب القرار، في نشاط دبلوماسي غير مسبوق، منذ قررت الرياض إعادة سفيرها إلى هذا البلد، وتجاوز صفحة الخلاف، والعمل المشترك لمستقبل الشعب اللبناني.
لقاء رجال الدين
أول نشاط للسفير وليد بخاري، كان لقاءه القيادات الدينية؛ فزار دار الفتوى والتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، الذي أبدى ارتياحه لعودة الدبلوماسية الخليجية إلى لبنان، وفي مقدمتها سفيرا المملكة العربية السعودية ودولة الكويت.
والتقى بخاري نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ علي الخطيب، وجرى خلال اللقاء مناقشة المستجدات الراهنة على الساحتين المحلية والإقليمية، وفق ما ذكرت السفارة السعودية.
كما التقى السفير السعودي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، الذي قدم التهنئة لبخاري على "عودته إلى لبنان ومتابعة نشاطه الدبلوماسي في سبيل تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين وتوطيد الروابط الأخوية العريقة بين طائفة الموّحدين الدروز والمملكة العربية السعودية على مر التاريخ".
السفير السعودية زار أيضا البطريرك الماروني الكاردينال / مار بشارة الراعي في بكركي، وجرى خلال اللقاء مناقشة المستجدات الراهنة على الساحتين المحلية والإقليمية.
ساسة لبنان على مائدة بخاري
ثم نظم السفير السعودي إفطاراً جامعاً لشخصيات سياسية، بينهم رؤساء الحكومة السابقين، ورئيسا الجمهورية السابقان أمين الجميل وميشال سليمان، ورؤساء عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية.
وعقب اللقاء أكد الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان، أن عودة العلاقات بين لبنان ودول الخليج يجب أن تستكمل بمواقف سياسية من قبل الدولة اللبنانية، فالسياسة الخارجية هي الأساس فلا يمكن للبنان أن يبتعد عن جامعة الدول العربية والحضن العربي، مشيرًا إلى أن "الدول العربية طلبت تحييد لبنان عن أزمات المنطقة ووقوف لبنان بمحور غير مناسب لمصلحة لبنان أدى لهذه القطيعة".
بدوره، عد الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، عودة سفير السعودية لبيروت، رسالة مهمة جدًا لكل اللبنانيين مفادها بأن هذه العودة هي عودة لبنان إلى ذاته، معربًا عن أمله بأن تكون المرحلة المقبلة جديدة وإيجابية وبناءة، وأن يعود لبنان إلى سابق عهده وينفتح على كل الدول الشقيقة وفي طليعتها السعودية.
وليد بخاري أشار إلى أنه "لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان إنما إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئا للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي".
أما رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، فتوجه لقاءه بالسفير السعودي، بالإعلان عن زيارة قريبة إلى الرياض، حدد موعدها في شهر رمضان المبارك، وقال ملخصا ما دار من حديث مع وليد البخاري: "لم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة لأن العلاقات تمر أحيانا بمطبات، ونحن لا نريد أن نذكرها، بل ذكرنا سويا العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان".
أحدث نشاط واللقاء المتوج
آخر لقاءات بخاري كانت لقاء وزير الداخلية بسام مولوي، وأسلافه في الوزارة.
وعلى إثر اللقاء، الذي طبعه الاحتفاء المتبادل، قال مولوي إن "على لبنان واللبنانيين الالتزام بضميرهم ومصلحة بلدهم وعروبتهم وأمن وأمان مجتمعات أشقائهم وأمن السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي التي لم تفرّق بين اللبنانيين”.
وأضاف: "مملكة الخير أعطت لبنان كل ما يمكن أن يعطيه الشقيق الأكبر للشقيق الأصغر ونشكر السفير بخاري على جمعه لإخوته في هذه الدار العامرة.... ملتزمون بمنع أي أذى لفظي أو عملي بحقّ دول الخليج...".
واعتبر وزير الداخلية السابق، النائب نهاد المشنوق، أن "عودة السفير السعودي تعني عودة العروبة إلى لبنان وهي لا تدعم التطرّف لأن تاريخ الطائفة السنية قائم على الاعتدال وقرار (رئيس تيار المستقبل، رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري بالانكفاء عن العمل السياسي لا يسبب التطرف الذي لا جذور له".
وتقول تقارير صحفية لبنانية، إن وليد بخاري سيتوج لقاءاته باللبنانيين، مع الرئيس ميشال عون، ظهر اليوم الأربعاء، في قصر بعبدا، في استقبال سيشهد بحث العلاقات الثنائية، والتطورات السياسية في المنطقة.
وكانت السعودية أعلنت، الخميس الماضي، عودة سفيرها إلى لبنان، بعد أكثر من خمسة أشهر على استدعائه على خلفية تصريحات وزير لبناني سابق حول حرب اليمن، اعتبرت مسيئة للرياض، وللدول الخليجية.