"وثيقة مكة".. ترسيخ لحقوق الإنسان ورفض الظلم
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تسلم "وثيقة مكة المكرمة"، الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال.
جاءت "وثيقة مكة"، الصادرة الأربعاء، لتحمل بنودها ترسيخًا لقيم حقوق الإنسان والعيش المشترك والاعتراف بحق الاختلاف.
وتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "وثيقة مكة المكرمة" الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي.
وقال خادم الحرمين عقب تسلمه الوثيقة: "يسعدني الترحيب بكم، وأنتم تجتمعون في هذه الرحاب الطاهرة والأيام والليالي المباركة حول موضوع مهم، يتناول قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة، التي جاءت بالرحمة والخير للإنسانية جمعاء، ودعت إلى مكارم الأخلاق، وأوضحت منهج الإسلام المعتدل، فنحن أمة وسط، فلا تشدد ولا غلو، قال الله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً".
رفض القهر والظلم
وجاءت أبرز بنود الوثيقة، والتي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، أن مكافحة الإرهاب والظلم والقهر ورفض استغلال مقدرات الشعوب وانتهاك حقوق الإنسان واجب على الجميع، كما حثت الوثيقة على الاقتداء بتجارب التنمية الناجحة عالمياً في ردع أشكال الفساد وإعمال مبدأ المحاسبة.
واستعرضت الوثيقة أيضاً طريق الخلاص من التطرف عبر تحصين المجتمعات المسلمة، في مسؤولية ملقاة على عاتق مؤسسات التربية والتعليم والمجتمع المدني، ومنصات التأثير خاصة منابر الجمعة.
جاء ذلك في البيان الختامي لمؤتمر "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة"، الوارد تحت اسم "وثيقة مكة" ضمنه المجتمعون عصارة 3 أيام من الاجتماعات المكوكية في 29 بنداً.
وشددت على أن تحقيق معادلة العيش المشترك الآمن بين جميع المكونات الدينية والإثنية والثقافية، يستدعي تعاون القيادات العالمية والمؤسسات الدولية.
ووصفت الاعتداء على دور العبادة بعمل إجرامي يتطلب التصدي له بحزم تشريعي، وضمانات سياسية وأمنية قوية.
الشباب ركيزة المجتمع
ونظراً للدور المحوري الذي يمثله الشباب، سواء باعتباره الفئة المستهدفة من التطرف، أو كونه قاعدة المجتمعات، حثت الوثيقة على تعزيز هوية الشباب المسلم بركائزها الخمس: الدين والوطن والثقافة والتاريخ واللغة، وحمايته من محاولات الإقصاء.
وأكدت أهمية حماية الشباب من أفكار الصدام الحضاري والتطرف الفكري، وتعزيز تواصله مع الآخرين بوعي يعتمد أفق الإسلام الواسع.
كما أكدت أهمية إيجاد منتدى عالمي بمبادرة إسلامية، يعني بشؤون الشباب ويعتمد ضمن برامجه التواصل عبر الحوار البنّاء، علاوة على تعزيز مبادرات وبرامج مكافحة الجوع والفقر والمرض والجهل والتمييز العنصري والتدهور البيئي.
وأقرت "وثيقة مكة المكرمة" مبادئ التمكين المشروع للمرأة ورفض تهميش دورها، أو امتهان كرامتها، ودعت إلى العناية بالطفل صحياً وتربوياً وتعليمياً، وتعزيز هوية الشباب المسلم وحمايته من أفكار الصدام الحضاري والتعبئة السلبية ضد المخالف، والتطرف الفكري بتشدده أو عنفه أو إرهابه، وتسليحه بقيم التسامح والتعايش بسلام ووئام.
وأوصت الوثيقة بأهمية إيجاد منتدى عالمي (بمبادرة إسلامية) يعني بشؤون الشباب بعامة، يعتمد ضمن برامجه التواصل بالحوار الشبابي البناء مع الجميع في الداخل الإسلامي وخارجه؛ تلافياً لغياب مضى أحدث فراغاً، وعاد بنتائج سالبة.
ودعت الوثيقة إلى تجاوز المقررات والمبادرات والبرامج كافة طرحها النظري، وبخاصة ما يتعلق بإرساء السلم والأمن الدوليين، وإدانة أساليب الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتهجير القسري، والاتجار بالبشر، والإجهاض غير المشروع.
وأكدت أنه لا يبرم شأن الأمة الإسلامية، ويتحدث باسمها في أمرها الديني، وكل ذي صلة به إلا علماؤها الراسخون في جمع كجمع مؤتمر هذه الوثيقة، وما امتازت به من بركة رحاب قبلتهم الجامعة.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز