قطر تاريخ طويل من الغدر والخيانة
من يغطي عينيه بيديه لا عذر له إن لم ير شيئاً ، ولا يحق له العتب على الجدران إن اصطدم بها وفجت رأسه ، وهذا حالنا مع من يرى غدر قطر وخطرها على الأمة العربية والإسلامية من خلال صرف ثرواتها على الإرهاب وإيواء الإرهابيين ، ودعم كل من يعادي العرب والخليج ، في سبيل تحقيق المشروع الصهيوني الكبير الذي ارتضت على نفسها أن تكون أداةً لتحقيقه في الشرق الأوسط ، والذي تظن قطر عبثاً أن نجاحه يعني بأنها ستصبح الدولة الأقوى ، بحكم أن من حولها من دول أضحت دويلات مقسمة ممزقة لا تقوى على النهوض .
قطر خطر على جيرانها والأدلة واضحةٌ وضوح الشمس التي لا يغطيها غربال ، ولك في استقطاب قيادة طالبان الأفغانية أبسط مثال، وفي إيواء الإخونجية واستضافتهم والتكفل بمعيشتهم مثال آخر ، وفي استقطاب كل مطرود ومنفي من وطنه وتبني قضيته مثال آخر لا يقل عنه في الأمثلة مشاهدة قادة قطر وهم لا يتركون منبراً إلا ويصدحون بعبارات الود التقرب من إيران ، فهم يعتبرونها شريكاً أساسياً في المنطقة وحليفا لا يمكن تجاهله ولا يجوز التحامل عليه ، ناهيك عن الدعم المتبادل والدعوات والزيارات المتبادلة التي ستظل حاضرةً وشاهدة بين الطرفين منذ عام 1992 عندما بعثت الإدارة القطرية رسالة شكر للرئيس الإيراني على وقوف إيران بجانب قطر في خلافها مع المملكة العربية السعودية ، ودعوة قطر لإيران في عام 1999 لحضور قمة الخليج كضيف شرف، ودعمها لمليشيات حزب ﷲ إعلامياً ومادياً ، وحضورها للمناورات الإيرانية أينما انطلقت، ولعل أكثر ما يثير الإشمئزاز والامتعاض من هذه العلاقة المشبوهة هو الاتفاقية الأمنية المشتركة بين قطر وإيران في سنة 2015 تحت مسمى "مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر المخلة بالأمن في المنطقة" !!
وهذا ما يدفعنا عزيزي القارئ للتساؤل، هل إيران مصّدِر للإرهاب وسببه الرئيس كما يعلم ويشاهد الجميع؟، أم أنها قوة متصدية للإرهاب في المنطقة؟ فإن كانت إيران هي من تحارب الإرهاب فمن يصدره ويصنعه في العراق وسوريا واليمن ولبنان ؟
وهل كانت القوات القطرية مشاركة مع قوات التحالف العربي ضد أذناب إيران في اليمن الذين لا يألون جهداً في محاولات يائسة لضرب المملكة العربية السعودية والإخلال بأمنها بتوجيهات من الملالي في طهران ؟
فماذا يعني أن تحمل السلاح جنباً إلى جنب مع أشقائك ضد إيران وفي ذات الوقت تحمل القلم لتوقع اتفاقية مع من توجه السلاح نحوه ؟!
"ألهذه الدرجة تعاني قطر ضعفاً في مؤسستها الأمنية التي لم تستطع اكتشاف الاختراق على الرغم من كبر حجم مؤسساتها الإعلامية؟ "
كيف يمكن عزيزي القارئ لقطر أن تقنع العالم بأن تصريحات أميرها جاءت بعد اختراق لوكالة الأنباء ، أو لهذه الدرجة تعاني قطر ضعفاً في مؤسستها الأمنية التي لم تستطع اكتشاف الاختراق على الرغم من كبر حجم مؤسساتها الإعلامية !! وكيف لم تستطع اكتشاف الاختراق كما يدعون إلا بعد أن نشرت التصريح جميع الصحف والموقع والتفزيونات القطرية قبل الأجنبية!!
وكيف يمكن لقطر أن تقنع العالم بأنها مخترقة وأنها إلى الآن ما زالت تحقق في هذا الأمر ؟! ، وكيف ستقنع العالم وهي لم تنف التصريح بشكل رسمي، والمتابع يشاهد وكالة الأنباء حين كانت تغرد في تويتر تارةً بأنها مخترقة ثم تغرد بخبر سحب السفراء ثم تليها تغريدة تؤكد أن الموقع مخترق !! أهكذا تُخترق المواقع يا سادة ؟!!
وإذا كان المتحدث مجنوناً فالمستمع عاقل، فالجميع يعلم أن الحسابات الموثقة في مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن اختراقها بسهوله، وإن تم اختراقها فإيقاف الاختراق لا يأخذ أكثر من دقائق معدودة على الأصابع ، وكيف لقطر أن تقنع العالم بأنها مخترقة ولم يصدر عنها أي تصريح إلا بعد وكالة الأناضول التركية !! هل تركيا هي من قامت بتحذير الإدارة القطرية المراهقة إلى خطورة هذه التصريحات مما دفعها للتراجع بهذه الطريقة الملتوية ؟!! وكيف لا تخرج علينا الإدارة القطرية بتصريح رسمي يستنكر الاختراق حتى مرور 48 ساعة وأكثر ، وبعد يومين من غضب الإعلام العربي على هذه التصريحات ؟!
وهل تلاميذ عزمي بشارة أمثال عبدالله العذبة وغيره هم الممثل الرسمي للديوان الأميري لدولة قطر حتى يتم إعلان الاختراق ونفيه عن طريقهم ؟! وهل تكفي تغريدة على تويتر من حساب وزير أو وزارة الخارجية لتدعي الاختراق ؟! وكيف للمتابع أن يصدقها؟! أليس التلفزيون والخروج في مؤتمر صحفي هو الحل الأمثل ؟! أم أن إدراك الإدارة القطرية لضعف ودناءة العذر أمام استطاعة الأجهزة السيادية في العالم وشركة تويتر في معرفة حقيقة مسرحية الاختراق شيء بسيط للغاية ؟! وهل احتاج الموقف القطري الرسمي ليومين من وقت صدور التصريحات كي يعلن عن الاختراق في مؤتمر غير معني بالموضوع وإنما إجابةً على تساؤل أحد الصحفيين !!
"أين هي الأخوة حين تشاهد قطر تُسخّر إمكاناتها المادية والسياسية والاقتصادية لتصوير الإمارات والسعودية ومصر على أنهم سبب الدمار في العالم أجمع وليس في المنطقة؟ "
قطر تاريخ طويل من الغدر والخيانة ، فتسريب المعلومات للحوثي وعفاش عن قوات التحالف ، ودعم حزب الإصلاح وجعله حجر عثره في طريق جهود التحالف العربي ، وتمويل الارهابيين في العراق وليبيا ، والتصريح بأنها نصير للسوريين وهي تقدم الدعم العسكري واللوجيستي لحزب الله الجناح العسكري لإيران في لبنان ، كل هذا تقف خلفه قطر بقادتها وأموالها ، واليوم يخرج علينا من يعتقد أنه حمامة السلام ليقول لنا قطر دولة شقيقة وتربطنا بها علاقات وطيدة ، وعليكم بصوت الحكمة وصدقوا أن التصريحات نتاج اختراق !!
والسؤال هنا : أين هي الأخوة حين تشاهد قطر تُسخر إمكاناتها المادية والسياسية والاقتصادية لتصوير الإمارات والسعودية ومصر على أنهم سبب الدمار في العالم أجمع وليس في المنطقة ؟ أين هي الأخوة حين تشاهد قطر تشتت جهود التحالف العربي بتحالفها مع إيران واعتبارها شريكاً وحليفاً سياسياً وعسكرياً وتدعم ميليشياته في قتلهم للسُنة ونشر الإرهاب ؟.
أين هي الأخوة حين تشاهد قنوات قطر كالجزيرة والعربي 21 وغيرها من القنوات والصحف الممولة والمدعومة منها، تصدر تقاريراً يومية تلصق كل مصيبة تحدث في العالم بدولة الإمارات والسعودية ، وتقذف قادتها وتتهمهم بالإرهاب وإثارة الفوضى ؟ وأين هي الأخوة حين ترى الإدارة القطرية تشتري عبدة المال ذو الأقلام المأجورة من كل أرجاء الوطن العربي وغيرهم ، وتوفر لهم المسكن والمرتع والتأمين الصحي والاجتماعي لهم ولأبنائهم ثم تجمعهم في غرفها الإعلامية التي يديرها الإسرائيلي عزمي بشارة والإخونجي وضاح خنفر ليلقنوهم دروساً في كيفية التلفيق والتزوير وطعن دول الخليج ، أين هي الأخوة ونحن نشاهد قناة الحزيرة تحرض شيعة البحرين على إثارة الفوضى وزعزعة استقرار مملكة البحرين ؟ أين الأخوة حين تشحن وسائل الإعلام القطرية وتوابعها المشاهد العربي وتحرضه ضد مواطني دول الخليج ليجد له أعداءً حيثما حل وارتحل ؟
مصطلحات الأخوة والدم الواحد لا جدوى منها فالضرس الذي أعياك علاجه ، عليك بخلعه قبل أن يلتهب بسببه باقي الجسد ، وعليك عزيزي القارئ أن تقرأ التصريحات وتقارنها بالعلاقة الطويلة بين قطر وإيران وحجم الانبطاح القطري لها بدعوى أنها بحاجة لنصير خوفاً من مطامع جيرانها !!
ولك عزيزي أن تتمعن في كيفية تعامل قطر مع أزمة التصريح الذي كشف حجم السذاجة والمراهقية السياسية التي تعيشها القيادة القطرية ، فهي تتعامل مع من حولها من الدول وكأنهم من عامة الناس ليس لديهم أجهزة أمنية تستطيع تمحيص ماهو حقيقة من عدمه ، والإدارة القطرية لها باع طويل في التمثيليات وتزوير الحقائق فلا زالت مشاهدها حاضرة في الشبكة العنكبوتية إبان الربيع العربي ولعل أبرزها تمثيلية " قناصة المظاهرات " وآخرها كان تمثيلية قطر والعبادي بعد أن دفعت قطر مليار ريال قطري للإرهابيين في سبيل الإفراج عن المختطفين ، ثم هاجمها العالم بأسره لاعتبار هذا الفعل داعم للإرهاب ، وهذا طبيعي فمليار ريال بيد الإرهابيين كفيل بأن يؤمن لهم الدعم اللوجيستي اللازم لاستمرار إرهابهم ، حيث قامت قطر بتنسيق إيراني وسيناريو إخونجي بإخراج تمثيلية يخرج فيها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر صحفي ليقول للعالم إن الأموال القطرية في يد الحكومة العراقية وأنه لن يتم تسليمها لقطر ، ليعطي فرصة لوزير خارجية قطر بأن يبرر الأموال بأنها مقدمة من الحكومة القطرية للحكومة العراقية حال احتاجتها في سبيل توفير ما تحتاجه لإطلاق سراح الرهائن ، وأن قطر لن تتنازل عن حقها في هذه الأموال ، ثم يسدل الستار على هذه التمثيلية بكل هدوء وسكينة !!
وبالأمس خرج علينا من خرج طلاب عزمي بشارة في الإعلام القطري ليبرروا التصريح ويدعون بأنه مفبرك ، ولك أن تلاحظ حجم التلعثم والتخبط في التبرير غير المنسجم وآخره تبرير وزير خارجية قطر ، ولك عزيزي القارئ أن تشاهد حجم الانتقاد واللوم الذي ينهال على قطر من الإعلام وما رافقه من حجب لمعظم وسائل قطر الإعلامية في السعودية والإمارات والبحرين ومصر لأنها تثير الفوضى وتدعم إيران وميليشياتها في المنطقة وتنشر الفكر الإرهابي المتطرف بشكل مباشر وغير مباشر !!
لا يمكن أن نتعامل مع مواقف قطر نحن كشعوب بدعوى "الشيوخ أبخص"، ونختلق الأعذار لها ونستمدها من صحفها ومواقعها التي حظرتها دولنا واعتبرتها خطراً على أمنها الوطني ، ونصدق ما تقوله هذه المواقع المشؤومة بأن قطر تعيش تحت وطأة مؤامرة ، فليس من المعقول أن تكون مجموعة من الدول على خطأ وقطر هي الصواب ، ولا يمكن أن نسمح لسياسة مخاطبة العقل الباطن والتحكم به التي يجيدها الإخونجية ويدعمهم في ذلك المؤسسة الإستخباراتية الإسرائيلية المنتدبة في قطر ، أن تؤثر على مقياسنا للأمور ، وتجعلنا في موقف الحياد ، فلا حياد مع من يهاجم أوطاننا ويطعن في مصداقية قادتنا ويتهم بلداننا بالغدر والخيانة ، ويسخر جل إمكانياته في سبيل تدمير وزعزعة استقرارنا وسلامة أراضينا.
لذلك علينا كشعوب أن نتضامن مع قياداتنا وندرك أن قطر بسياساتها المراهقة هي خطر على حياتنا التي نعيشها في أمنٍ وأمان وعلى مستقبلنا الواعد .
القشة ستحل قريباً على ظهر البعير ، وبعيداً عن العلاقات التي تربط شعوب الخليج ببعضها البعض وبعيداً عن الحب والوفاء بين الأشقاء ، وبعيداً عن شعارات الود والإخاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي لا مقام لها في ظل تعرض سيادة الأوطان واستقرار أمنها وسلامة أراضيها إلى الغدر والخيانة .
نحن قومٌ إذا خيرنا بين وطننا أو دمنا ولحمنا :
سكبنا الدم وحرقنا اللحم ليعيش الوطن .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة