جاء تقرير مدير مكتب الاستخبارات الوطنية الأمريكية المتعلق بقضية مقتل جمال خاشقجي مستنداً إلى استنتاجات خاطئة وغير مبررة.
ولا يمكن الجزم بصحتها. ولن تفلح محاولات أعداء المملكة العربية السعودية في تصويرها كحقائق بهدف تسييس القضية.
ولا تنتظر السعودية تبرئة أو إدانة من أحد في هذه القضية، فالوقائع معروفة وقد تم إجراء جميع التحقيقات والإجراءات القضائية لمحاسبة المتورطين في القضية.
وطبقت السعودية القانون وقامت بمحاكمة المتهمين في الجريمة، وحضر جلسات محاكمتهم ممثلون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، كما حضر محاكمتهم ممثل لتركيا، إضافة إلى حضور ممثلي المنظمات الحقوقية السعودية وأبناء المجني عليه، ما يعكس منهج الشفافية التي طبقتها السلطات القضائية السعودية بما يتناسب مع أنظمتها المعتمدة.
وتحدث الأخطاء والتجاوزات في كل دول العالم مهما كانت قوة النظام، ويبقى دور الدولة في معاقبة مرتكبي تلك التجاوزات واتخاذ أشد الإجراءات لضمان عدم تكرارها، وهو ما قامت به حكومة المملكة، ومنها ما حدث في سجن أبو غريب من قِبل عناصر من القوات الأمريكية تجاوزوا الصلاحيات الممنوحة لهم وقاموا بتعذيب السجناء العراقيين، ولم يكن يعلم بفعلهم رئيس الولايات المتحدة ولا نائب الرئيس ولا وزير الخارجية.
وشاهدنا في الماضي كيف أن بعض التقارير الاستخبارية المبنية على استنتاجات خاطئة ترتبت عليها نتائج كارثية في منطقتنا، كالحرب على العراق التي بنيت على معلومات استخبارية خاطئة.
لن يؤثر هذا التقرير المسيّس على العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض، فواقعية المصالح تفرض نفسها على سياسة أي إدارة أمريكية تجاه السعودية الرقم الذي لا يمكن تجاوزه في الكثير من الملفات الدولية كالطاقة والأمن واستقرار المنطقة. وأمريكا تدرك جيداً قيمة وأهمية العلاقة مع السعودية والمصالح الأمريكية في المنطقة والتاريخ الطويل من التعاون الاستراتيجي بين البلدين الذي لا يمكن تجاهله. ولا نبالغ إذا قلنا إن أمريكا تحتاج إلى السعودية بقدر احتياج السعودية لها، فعلاقات الدول تبنى على قواعد المصالح المتبادلة والتعاون المشترك.
تعلم السعودية برؤيتها الإصلاحية الطموحة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنها ستتعرض لهجمات ومؤامرات وأكاذيب ومحاولات تشويه لإضعافها وكسرها عن تحقيق طموحاتها، وما يجب أن يدركه أولئك الواهمون أن السعودية زعيمة عربية وقائدة إسلامية ودولة محورية وواحدة من أكبر اقتصادات العالم، لذلك فهي قادرة على مواجهة التحديات وعرقلة أحلام الطامعين والحاقدين، ولن يؤثر فيها ما يحاك ضدها، بل ستواجهه بكل صلابة، وستستمر في مشاريعها التطويرية والإصلاحات نحو تنمية البلاد وبناء الإنسان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة