تحقق الإمارات إنجازاً تلو إنجاز في مسيرتها المظفرة لصناعة التاريخ الحديث للمنطقة والعالم.
وهي لا ترضى بغير المركز الأول والرقم واحد، وإن تعلّق الأمر بمجالات تنافس فيها كبريات الدول وأكثرها تقدّما وتطوراً وغنًى.
فبالرغم من جائحة كورونا وتفشيها عالميا، وتسببها في الخسائر المريعة لأهم اقتصادات العالم، ها هي الإمارات تنظّم الدورة الـ١٥ لمعرضي الدفاع الدولي "آيدكس" والدفاع البحري "نافدكس" لتعلن للعالم جهوزيتها العالية في مواجهة الجائحة وكل التوقعات السيئة الأخرى، وما أكثرها، في منطقة تقف على صفيح ساخن، وتتنازعها الأطماع الإقليمية والدولية، والنزعات التوسعية لأخطر فكرين إقصائيين عرفهما التاريخ المعاصر، وهما فكر الولي الفقيه الإيراني بامتداداته عبر مليشياته في لبنان والعراق واليمن وسوريا، وفكر الإخوان باعتداءاتهم السافرة في ليبيا وشمال سوريا والعراق وشرق المتوسط.
وبلغة الأرقام تستطيع الإمارات أن تتباهى في ظل الجائحة باستقبال أكثر من 900 عارض و110 وفود من 60 دولة في 35 جناحاً، واستضافة أهم الأجنحة الدولية التي تستعرض أحدث ما توصلت إليه الصناعات العسكرية في الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا خاصةً.
أما بلغة المستقبل واستشرافه، فلا تكفي مفردات اللا مستحيل لوصف ما تحققه الدولة من اقتدار عسكري تقني يضمن لها موقعاً متقدماً عالمياً، وقدراتٍ عسكرية تتيح لها الدفاع عن مصالحها وحدودها ووجودها. فالإمارات ترسم المستقبل بصناعتها العسكرية وشركاتها القادرة على الحرب الإلكترونية والاستخبارات وتصنيع الطائرات والسفن والعربات والمركبات والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي وقذائف المدفعية وقذائف الهاون، ويكفي أن نشير إلى أن الشركة الإماراتية الكبرى للصناعات الدفاعية والتكنولوجيا المتقدمة "إيدج" تحولت خلال أقل من عامين إلى واحدة من أكبر 25 شركة للتوريدات العسكرية على مستوى العالم، بمجموع 25 شركة تعمل تحت مظلتها في مجالات التصنيع وتقديم الخدمات والتدريب وبناء القدرات في القطاع الدفاعي وغيره من المجالات، بإيرادات سنوية تبلغ خمسة مليارات دولار.
هي خطوات حثيثة تسير بالإمارات إلى ريادة عالمية في مجال الصناعات العسكرية، وتصنع منها منصة ابتكارية متقدمة للتكنولوجيا الحديثة بأيادٍ إماراتية وشباب يصنع المستقبل، بكفاءات وطنية تمنح الدولة خاصية تنافسية عالية وقدرات دفاعية وطنية تصنع السلام وتشارك في تحقيق الأمن العالمي وصون الاستقرار الإقليمي.
طائرات "بدر" وعربات "العجبان" وصواريخ "هالكن" أسماء واعدة في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية الإماراتية، ومفردات فخر واعتزاز بمنجز التقنية والصناعة الوطنية التي تمتاز بالتنافسية العالمية، فإمارات السلام والتسامح تعلم يقيناً أن قراراتها السيادية وحدودها الوطنية تحتاج حزماً في مواجهة التحديات، وعزماً على السير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر أمناً وطمأنينة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة