حفتر في الرياض.. دور مهم للسعودية لانتشال ليبيا من أزماتها
خبراء قالوا إن للمملكة العربية السعودية دور مهم في حل الأزمة الليبية بالتعاون في مكافحة الإرهاب ورفضها أي تدخل أجنبي في هذا البلد
أجمع خبراء متابعون للشأن الليبي أن المملكة العربية السعودية تلعب دوراً مهماً في حل الأزمة بهذا البلد، إذ يتضح ذلك بقوة من خلال تعاون الرياض في مكافحة الإرهاب ورفضها أي تدخل أجنبي يؤدي إلى عرقلة الحل هناك.
وتحظى السعودية بثقل دولي وإقليمي كبيرين في منطقة الشرق الأوسط، ما ينعكس بدوره على الملف الليبي، خاصة أن رؤية المملكة تقوم على دعم وحدة وسيادة هذا البلد العربي ودفع عملية السلام فيه، وفقاً لما أكد عليه الخبراء لـ"العين الإخبارية".
زيارة حفتر للسعودية
العربي الورفلي، الباحث السياسي الليبي، تحدث عن أن موقف المملكة العربية السعودية واضح ويتمثل في دعم وحدة وسيادة ليبيا، مشيراً إلى رفض الرياض للتدخلات الأجنبية في ليبيا، والتي أدت إلى كل الجهود في إطار التسوية السياسية.
واعتبر الورفلي أن زيارة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر إلى المملكة، الأربعاء، ولقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تأتي في إطار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والتنسيق فيما يخص بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن خادم الحرمين الشريفين بحث مع حفتر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية؛ حيث أكد الملك سلمان حرص الرياض على أمن واستقرار ليبيا، متمنيا لشعبها التقدم والازدهار.
ووصف الباحث السياسي الليبي الدعم السعودي للاتفاق الأخير بين المشير حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بأنه "مهم جدا" للجانب الليبي، خاصة فيما يتعلق بتفكيك المليشيات وإجراء انتخابات عامة ودعم التوجه نحو توحيد المؤسسة العسكرية.
وقالت البعثة الأممية إلى ليبيا إن حفتر والسراج اتفقا في 27 فبراير/شباط الماضي، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، على دعم إجراء الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية.
4 لقاءات للم الشمل
ولا يخفي المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان قناعته بدور المملكة العربية السعودية، وتأثيرها الاعتباري والسياسي في منطقة الشرق الأوسط وثقلها الدولي.
وحسب ما أكده رشوان لـ"العين الإخبارية" فإن السعودية تتفق مع من يدفع عملية السلام وأمن واستقرار الدولة الليبية إلى مراحل متقدمة، موضحاً أن الرياض تدرك مدى خطورة المد الإخواني العالمي والأجندة الخفية له، والتي تسعى إلى خلق فوضى بالشرق الأوسط، وبيئة مناسبة لتجمع ودعم انتشار الإرهاب والتطرف في شمال أفريقيا.
وتأكيدا للدور السعودي، التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض، الأربعاء، بالمشير خليفة حفتر، حيث أكدت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأحداث على الساحة الليبية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار فيها.
وما يعكس الدعم السياسي واللوجيستي لليبيا حضور شخصيات مهمة من الجانب السعودي، مثل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان، ومساعد وزير الدفاع محمد العايش، ووزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان.
ويتوقع مراقبون أن تتجه المملكة إلى لعب دور أكثر حيوية في ليبيا، للمساهمة في إيجاد الحل المناسب وإنهاء حالة الانقسام السياسي فيها القائم مند سنوات، وفق تحولات جديدة ودور سعودي مرتقب لجمع الفرقاء الليبيين.
ويأتي استقبال الملك سلمان للمشير حفتر تزامنا مع أعمال القمة العربية في دورتها الـ30 بتونس، ما يعكس أهمية الزيارة التي تبحث إمكانية البحث عن دور بارز للجيش الوطني والعمل على مخرج آمن للأزمة الليبية.
وعمل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر على محاربة الإرهاب والعصابات الإجرامية، وهو ما اتضح عبر عمليات عسكرية قام بها الجيش في مدينة درنة وبنغازي ومنطقة الهلال النفطي، فضلا عن الجنوب الليبي.