في مواجهة تصعيد مليشيا الحوثي ومخططاتها، يكثّف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ضرباته لمواقع تخزين أسلحة المليشيا الإرهابية من صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.
الأمر الذي نتج عنه تدمير مخازن الأسلحة الحوثية بمعسكر "التشريفات" في صنعاء، بعدما كان التحالف قد طالب المدنيين في العاصمة اليمنية بعدم الاقتراب من هذا المعسكر.
وتأتي ضربات التحالف العربي لتؤكد وحدة أمن دوله في مواجهة التهديد الإرهابي للحوثي، والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين في جنوب المملكة العربية السعودية الشقيقة من المواطنين والمقيمين الآمنين، ولتشير إلى عمق أزمة مليشيات "الحوثي" في عجزها عن تحقيق أي تقدّم على الأرض تجاه مدينة مأرب، القلعة الصامدة العصية على أوهام "الحوثي" التوسعية.
ولا يتعارض هذا القصف المكثف مع جهود التهدئة الإقليمية للتفرغ للتنمية الاقتصادية المشتركة لدول المنطقة في مواجهة الانتشار المستجد لمتحور أوميكرون، فبإمكانك أن تصنع بالقوة سلاماً وتفرضه على من يرفضه.
كما لا يناقض هذا الاستهداف لمخازن السلاح التزام التحالف بحماية المدنيين اليمنيين والسعي المخلص لإيجاد حلول سياسية للأزمة المستمرة في اليمن منذ استيلاء مليشيات "الحوثي" على السلطة في صنعاء بالانقلاب على الشرعية، وسماح التحالف مرارا بالاستخدام السلمي لمطار العاصمة اليمنية بإشراف الأمم المتحدة، والذي يتبين كل مرة أنه يُستخدم لتهريب الأسلحة وخبراء الحرب من "حزب الله" اللبناني ونقل القدرات الإيرانية لتصنيع الصواريخ الباليستية والمسيّرات عبره.
المسألة في حقيقة الأمر تتعلق بقدرة الردع العسكري للتحالف الذي تقوده المملكة، فهذه المليشيا تتحرك اليوم في الربع ساعة الأخيرة من موعد اقتراب الحلول الملزمة للأطراف الإقليمية، مدركة تماما انتفاء الحاجة إليها وإلى حليفها المقرب حسن نصر الله، في مرحلة التفاهمات الإقليمية الكبرى، التي يُمهّد لها دبلوماسيا لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى أرضيات مشتركة لحوار يستهدف مصالح شعوب المنطقة في السلام والأمن والرفاه، ويضعها فوق كل اعتبار.
وفي هذه المرحلة بالذات، ستشهد منطقتنا تجاذب أصحاب المصالح المتضاربة، بين من يدعو للسلام والحوار، ومن يقتات على النزاعات الإقليمية والصراعات المذهبية والطائفية، ولا يخفى على أحد الدولة الظل التي تتحكم باليمن كما بلبنان، وتستميت لتفكيك أجهزة الدولة الشرعية في كل من العراق وسوريا، بل تحكم في إيران نفسها من خلال أجهزة "الحرس الثوري" وأذرعه المتعددة.
في هذه المرحلة بالذات يتحالف المتضررون من السلام والحوار.. يصعّدون حروبهم ويفتحون كل جبهاتهم.. لعلهم يستطيعون إيقاف زخْم التوافق الإقليمي على تهدئة النزاع وإطفاء النيران، متسلحين بكل ما في ترساناتهم، مصوّبين صواريخهم ومسيّراتهم على المدنيين الآمنين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة