السعودية وسوريا.. دفء مايو يعيد العلاقات لمجاريها (تسلسل زمني)
خطوة جديدة خطتها السعودية باتجاه إعادة العلاقات مع سوريا إلى مجاريها، وطي صفحة الماضي، تتويجا لدبلوماسيتها الجديدة التي ترتكز على الانفتاح على الجميع.
فبعد أيام من قمة استضافتها على أراضيها، أعلنت المملكة العربية السعودية أن وفدا فنيا معنيا بإعادة فتح سفارتها في سوريا يجري حاليا زيارة إلى العاصمة دمشق، إنفاذاً لقرار استئناف العمل في بعثتها الدبلوماسية بالأراضي السورية.
وكانت السعوديّة قررت في التاسع من مايو/أيار الجاري استئناف عمل بعثتها الدبلوماسيّة في سوريا بعد أكثر من عقد على إغلاق سفارتها في دمشق، في أعقاب الأحداث التي اندلعت هناك.
وبعد أيام من ذلك القرار، قالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان صادر عنها، إن فريقها الفني برئاسة الوزير المفوض غازي بن رافع العنزي، التقى معاون وزير الخارجية السورية الدكتور أيمن سوسان، ورئيس المراسم في وزارة الخارجية السورية عنفوان نائب، في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة دمشق.
وخلال اللقاء، عبّر رئيس الفريق السعودي عن شكره لمعاون وزير الخارجية على ما لقيه الفريق من ترحيب وحفاوة في الاستقبال وتسهيل إجراءات الوصول، فيما أعرب الدكتور سوسان عن ترحيبهم واستعدادهم وجاهزيتهم لتقديم كافة التسهيلات والدعم لتسهيل مهمة الفريق السعودي.
خطوات على الطريق
في مارس/آذار الماضي أعلنت السعودية أنها تجري مع سوريا محادثات تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، بعد القطيعة التي بدأت بإغلاق السفارة في 2012.
وأعقبت المحادثات اتفاق بين الرياض وطهران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات بين القوتين الإقليميتين.
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الرئيس السوري بشار الأسد، خلال أول زيارة رسمية سعودية لدمشق منذ القطيعة.
وفي 12 أبريل/نيسان الماضي، أجرى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد جولة شملت دولا عربية بينها مصر وتونس والأردن والجزائر والسعودية.
وفي 7 مايو/أيار الجاري، تبنى وزراء الخارجية العرب قرارا بعودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، بعد غياب دام 12 عاما.
ونص القرار على استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 7 مايو/أيار 2023.
وفي 9 مايو/أيار الجاري، قرّرت السعوديّة استئناف عمل بعثتها الدبلوماسيّة في سوريا، قائلة في بيان نشرته وكالة الأنباء الحكوميّة "واس" إنّ الخطوة هذه أخذت "في الاعتبار" قرار مجلس وزراء خارجيّة الدول العربيّة القاضي باستئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربيّة.
وأوضحت الرياض أنّه "انطلاقا من روابط الأخوّة التي تجمع شعبَي المملكة العربيّة السعوديّة والجمهوريّة العربيّة السوريّة، وحرصا على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة (...) فقد قرّرت المملكة العربيّة السعوديّة استئناف عمل بعثتها الدبلوماسيّة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة".
وفي اليوم نفسه (9 مايو/أيار الجاري) نقلت وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة سانا عن مصدر رسمي في وزارة الخارجيّة والمغتربين قوله "قرّرت الجمهوريّة العربيّة السوريّة استئناف عمل بعثتها الدبلوماسيّة في المملكة العربيّة السعوديّة".
وفي 19 مايو/أيار الجاري، اتفق القادة العرب في القمة التي استضافتها مدينة جدة السعودية، فيما يتعلّق بسوريا على "تعزيز التعاون العربي المشترك لمعالجة الآثار والتداعيات المرتبطة باللجوء والإرهاب وتهريب المخدرات".
وفي مقررات قمة جدّة، أكّد القادة العرب "ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرّج نحو حل الأزمة" السورية التي أتمّت عامها الثاني عشر.
ورحبوا بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، الذي تضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها، معبرين عن آمالهم في أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية، ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.
ماذا يعني ذلك؟
المحلّل السعودي سليمان العقيلي رأى في الخطوات السعودية استمرارا لنهج "الدبلوماسيّة السعوديّة الجديدة"، قائلا في تصريحات سابقة إنّ الرياض تعمل على مشروع دبلوماسي يقوم على "الانفتاح على الجميع وتصفير المشكلات وإعادة هيكلة المنطقة" استعدادا "للتعاون الاقتصادي والأمني".
وأوضح أنّ السعوديّة تنكبّ على "مشروع اقتصادي ضخم يحتاج إلى تثبيت دعائم الاستقرار في المنطقة وغطاء أمني وتعاون مع الجيران" وبينهم سوريا بالتأكيد.