جولة محمد بن سلمان.. زيارات تضرب الأطماع الإيرانية
رؤى الرياض وواشنطن تلتقي في أهمية التصدي للتهديد الذي تشكله إيران لاستقرار المنطقة، وفي ضرورة التصدي لأطماعها التوسعية.
بخوف واستياء بالغين، تترقب إيران جولة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، التي استهلها بمصر ثم بريطانيا ليصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
جولةٌ تدرك طهران أنها ستحدد معالم ارتكاز التحالف الأمريكي السعودي في التصدي لما تعتبره إيران "مصالح"، ويعتبره العالم "أطماعا"، ما من شأنه أن يكون له تداعيات سلبية على مخططات طهران التوسعية في أكثر من جبهة.
- واشنطن: ترامب وولي العهد السعودي بحثا الخطر الحوثي والإيراني باليمن
- قمة محمد بن سلمان وترامب.. لقاء ضد مؤامرات الملالي
صحيفة "آفتاب یزد" الإيرانية، ترجمت حيرة ومخاوف سلطات بلادها من جولة الأمير محمد بن سلمان، وخصوصا من محطته الأخيرة التي قادته إلى واشنطن وعدد من الولايات الأمريكية، وكتبت تقول: "مساعي ولي العهد الطموح خلال زيارته إلى بريطانيا وأمريكا.. إلى ماذا يصبو؟".
واعترفت الصحيفة بأن جولة ولي العهد السعودي الخارجية، قد تكون لها عواقب ضد ما أسمته بـ"المصالح الإيرانية".
المساس بالاتفاق النووي.. "عقدة" طهران
قبل أن يستهل ولي العهد السعودي جولته التي تواكبها العين الإخبارية، تواترت تحذيرات المسؤولين الإيرانيين من إلغاء الاتفاق النووي أو المساس به، في موجة غضب ترجمت هشاشة السياسة الاتصالية لمؤسسات البلاد.
حمى من التصريحات التي فضحت، في معظمها كم المخاوف الكامنة في باطن نظام يرتعد خوفا من تسونامي الغضب المرتد داخليا وخارجيا.
الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حذّر خلال لقائه، مطلع الشهر الجاري، وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، من "تقويض" الاتفاق النووي.
ومع أنّ روحاني أكّد أن بلاده مستعدة لجميع الاحتمالات، إلا أنه استدرك، في تناقض لافت، أن المساس بالاتفاق النووي، "سيجلب الندم للجميع".
واعتبر أنّ "بقاء الاتفاق النووي سيبرهن للعالم أن المفاوضات والدبلوماسية هي أفضل الخيارات لتسوية المشاكل، وأن انهياره يعني أن المفاوضات السياسية ليست سوى مضيعة للوقت".
المرشد الإيراني، علي خامنئي، لم يفوّت بدوره فرصة التلميح إلى التأثيرات المحتملة لجولة سلمان، مشيرا إلى أنّ "الاتفاق النووي أثبت أنه لا يمكن الوثوق بالأجنبي، وكشف خبث الأمريكيين وازدواجية الأوروبيين".
تحذيرات وغضب وتناقض سبقتها تهديدات بأن أي مساس بأنظمة طهران الصاروخية، سيدفعها نحو زيادة مدى صواريخها الباليستية، واتهامات ترشق بها السعودية بتأجيج المجتمع الدولي ضدها، حتى بدا لوهلة أن إيران لخصت اهتماماتها الخارجية في جولة الأمير محمد بن سلمان الخارجية، وخصوصا زيارته لواشنطن.
توافق سعودي أمريكي
تلتقي رؤى الرياض وواشنطن في أهمية التصدي للتهديد الذي تشكله إيران لاستقرار المنطقة، وفي ضرورة التصدي لأطماعها التوسعية.
أطماع توسعية تجسدت من خلال أذرع مسلحة، في شكل مليشيات، تزرعها طهران في أكثر من جبهة قتال في أي مكان تخطط لتقسيمه تمهيدا للانقضاض عليه والسيطرة على مفاصله.
وبانكشاف مخططاتها، تأكد للعالم أن شكاوى السعودية من إيران كانت مسنودة بحيثيات حقيقية بعيدة عن نظرية المؤامرة التي تسعى طهران لاستحضارها كلما عجزت عن رد تهمة أدانتها ممارساتها على أرض الواقع.
وقبل أشهر، رحبت السعودية بتقرير أممي أكد أن تدخلات إيران العدائية، ودعمها لمليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، بصواريخ متقدمة وخطيرة، تهدد أمن المملكة والمنطقة.
موقف أمريكي تلته تصريحات من رئيسها دونالد ترامب، قال فيها إن "النظام الإيراني هو الرائد في العالم في رعاية الإرهاب، فهو يسهل لحزب الله وحماس وللكثير من الإرهابيين الآخرين، زرع الفوضى وقتل الأبرياء، كما أنه مول وسلح ودرب أكثر من 100 ألف مسلح لنشر الدمار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
مواقف أظهرت في مجملها أن صبر واشنطن على طهران قد نفد، في تطابق مع موقف الرياض بهذا الخصوص، وخصوصا مع تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال فيه إن "آية الله خامنئي هو هتلر الجديد في الشرق الأوسط، فهو يريد التمدد في المنطقة ونشر مشروعه وأفكاره على العالم تماما كما فعل هتلر، وأنا لا أريد أن يحدث هذا الأمر في الشرق الأوسط".
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز