إنفوجراف..اتفاق سعودي أمريكي على رسم مسار للشراكة الاستراتيجية بين البلدين
وفق بيان مشترك صادر عن البلدين أكدا فيه أن التدخلات الإيرانية تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم
صدر مساء اليوم الإثنين، بيان مشترك بين السعودية والولايات المتحدة، إثر انعقاد القمة السعودية الأمريكية في العاصمة الرياض، بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس دونالد ترامب.
وجاء في البيان اتفاق القائدين على شراكة استراتيجية جديدة للقرن الـ 21 بما يحقق مصلحة البلدين، من خلال الإعلان الرسمي عن الرؤية الاستراتيجية المشتركة للسعودية والولايات المتحدة، التي ترسم مساراً مجدداً نحو شرق أوسط ينعم بالسلام حيث التنمية الاقتصادية والتجارة والدبلوماسية سمات العمل الإقليمي والدولي .
كما اتفقا على أن تجتمع المجموعة الاستراتيجية التشاورية المشتركة مرة واحدة على الأقل سنوياً، بالتناوب بين البلدين، لمراجعة مجالات التعاون.
ولفت البيان إلى تشارك البلدان في الرغبة بمواجهة تهديدات مصالح أمنهما المشتركة، وقد عزما- لهذا الغرض - العمل على مبادرات جديدة لمواجهة خطاب التطرف العنيف، وتعطيل تمويل الإرهاب، وتعزيز التعاون الدفاعي.
كذلك أعلنا رغبتهما في توسيع التعاون، وأملهما في أن تقوم الحكومات المسؤولة التي ترغب في الالتزام بالسلام بالبنّاء على هذه الجهود تحقيقاً لهذه الأهداف.
وتوقع البلدان أن يجد من ينتهجون التطرف العنيف ويهددون السلام في الشرق الأوسط عدداً متزايداً من الشركاء الإقليميين وقد اصطفوا ضدهم يتصدون لعدوانهم ويزرعون بذور السلام.
السعودية والولايات المتحدة، نوهتا أيضاً، بأن إيجاد هيكل أمني إقليمي موحد وقوي أمر بالغ الضرورة لتعاونهما، وتنويان توسيع رقعة عملهما مع بلدان أخرى في المنطقة خلال الأعوام القادمة لتحديد مجالات جديدة للتعاون.
وذكر البيان أن الدولتين رحبتا بما تحقق خلال زيارة ترامب من توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستعود على شعبي البلدين بالخير والنماء ، وعلى مستقبل الأجيال القادمة بالنفع والفائدة ، وعلى المنطقة بالأمن والاستقرار .
ونوه العاهل السعودي والرئيس الأمريكي، بحجم التبادل التجاري المتنامي بين البلدين وما وصل إليه من مستوى متقدم ، والاستثمارات المشتركة في المشاريع الاقتصادية والبنية التحتية، وتقديم التسهيلات والحوافز لهذه الاستثمارات.
كما نوها بما ستحققه شراكتهما الاستراتيجية بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والاستثماري من توليد للعديد من الوظائف النوعية في كلا البلدين. وأكدا أهمية الاستثمار في مجال الطاقة من قبل الشركات في الدولتين، وأهمية تنسيق السياسات التي تضمن استقرار الأسواق ووفرة الإمدادات.
وبحث الجانبان، بحسب البيان، التعاون الوثيق القائم بين البلدين لضمان المحافظة على الأمن البحري بما في ذلك حماية سلامة الملاحة في الممرات المائية الدولية المهمة وخاصة باب المندب ومضيق هرمز .
وأكدا عزمهما القضاء على تنظيمي داعش والقاعدة، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، ومحاربة الإرهاب بكل الأدوات ، معربين عن التزام بلديهما بالتصدي بقوة لمحاولات تلك التنظيمات لإضفاء شرعية زائفة على إجرامها، والتصدي لجذور الفكر الإرهابي .
وجددا التزامهما بالتعاون الأمني الواسع وتبادل المعلومات بما يخدم مصالحهما ويحفظ أمنهما، إضافة إلى الحد من تدفق المقاتلين الأجانب، وقطع إمدادات التمويل عن التنظيمات الإرهابية.
ولفتا إلى ما حققته السعودية في الكشف عن 276 عملية إرهابية وإحباطها قبل تنفيذها، بما في ذلك عمليات كانت موجهة ضد الولايات المتحدة ودول صديقة .
وعلى صعيد التدخلات الإيرانية، اتفقا على ضرورة احتواء تدخلات طهران الشريرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشعالها الفتن الطائفية، ودعمها للإرهاب والوسطاء المسلحين، وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول المنطقة .
وشددا على أن التدخلات الإيرانية تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم، وأن الاتفاق النووي المبرم مع طهران يحتاج إلى إعادة نظر في بعض بنوده، وأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية لا يشكل تهديداً على دول الجوار فحسب ؛ بل يشكل تهديداً مباشراً لأمن جميع دول المنطقة والأمن الدولي .
فلسطينياً، أكد الجانبان أهمية الوصول إلى سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعهدا ببذل كل ما في وسعهما لتشجيع إيجاد مناخ يساعد على تحقيق هذا الأمر.
يمنياً، أكدا أيضاً، ضرورة العمل على حل الأزمة، وفي هذا الصدد، نوه ترامب بما تقدمه السعودية من مساعدات إغاثية وإنسانية للشعب اليمني.
أما الأزمة السورية، فأشارت المملكة إلى دعمها للقرار الذي اتخذه ترامب بإطلاق صواريخ على قاعدة الشعيرات التي شن النظام السوري هجومه الكيميائي منها على منطقة خان شيخون، وعبر الجانبان عن أهمية التزام النظام السوري بالاتفاقية التي أبرمها عام 2013 مع المجتمع الدولي بالتخلص من جميع الأسلحة الكيميائية.
وشدد الجانبان على أهمية الوصول إلى حل دائم للصراع في سوريا على أساس إعلان جنيف ، وقرار مجلس الأمن رقم (2254) ، للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ولتكون دولة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري وخالية من التفرقة الطائفية.
عراقياً، أبدى القائدان دعمهما لجهود الحكومة للقضاء على داعش ، وتوحيد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذي يمثل تهديداً لكل العراقيين، والحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها ، وأهمية وقف التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي، منوهين بأهمية العلاقات بين المملكة والعراق والسعي لتطويرها .
وفي الشأن اللبناني، أكدت الرياض وواشنطن أهمية دعم الدولة اللبنانية لبسط سيادتها على جميع أراضيها ، ونزع سلاح التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله ، وجعل كافة الأسلحة تحت الإشراف الشرعي للجيش اللبناني.