دون أن تلعب.. السعودية تحلق بالعرب في سماء كأس العالم
نجح المنتخب السعودي في التأهل لكأس العالم 2022 التي ستقام في قطر نهاية العام الحالي، وذلك للمرة السادسة في تاريخه.
واستغل الأخضر فوز اليابان على أستراليا، في الجولة التاسعة من تصفيات كأس العالم، الخميس، ليضمن الحصول على أحد المركزين الأول والثاني المؤهلين مباشرة لكأس العالم.
وفازت اليابان بهدفين دون رد على مضفيتها أستراليا لتصل إلى 21 نقطة في صدارة المجموعة الثانية للتصفيات الآسيوية، وبفارق نقطتين عن السعودية التي هبطت للوصافة، قبل مواجهة الصين مساء الخميس في ملعب الشارقة.
الفوز الياباني أوقف رصيد أستراليا عند 15 نقطة، ومن ثم سيستحيل عليها الوصول لرقم نقاط اليابان والسعودية اللذين ضمنا معاً التأهل للمونديال.
وباتت تلك هي المرة السادسة التي تتأهل فيها السعودية لكأس العالم والثانية توالياً، وذلك بعد نسخ 1994 و1998 و2002 و2006 و2018.
مشوار الأخضر
المنتخب السعودي بدأت التصفيات بشكل مذهل بتحقيق 4 انتصارات ثم تعادل ثم انتصارين ثم تلقى خسارة في الجولة الماضية أمام اليابان بثنائية نظيفة.
وكانت البداية للرحلة السعودية في شهر سبتمبر/أيلول 2021 بتحقيق فوزين مهمين 3-1 و1-0 على فيتنام وعمان، الأول بأهداف سالم الدوسري وياسر الشهراني ويحيى الشهري، والثاني بهدف الشهري أيضا.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي تواصلت الرحلة الخضراء بنجاح، ففاز الأخضر 1-0 على اليابان في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة بتوقيع فراس البريكان، ثم 3-2 على الصين على نفس الملعب بأهداف سامي النجعي "هدفين" والبريكان.
الحادي عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني شهد تعثر الأخضر بتعادل سلبي مع أستراليا، قبل أن يعود المنتخب السعودي للانتصارات بفوز 1-0 على فيتنام في هانوي بتوقيع الشهري أيضاً.
آخر فترة توقف في يناير/كانون الثاني الماضي، شهدت فوز السعودية 1-0 على عمان بهدف البريكان، ثم الخسارة 0-2 من اليابان في 1 فبراير/شباط الفائت.
ولا يزال "الأخضر" قادرا على استعادة صدارة المجموعة حال الفوز مساء الخميس على الصين ثم أستراليا الثلاثاء المقبل.
دفعة عربية
باتت السعودية ثاني منتخب عربي يتأهل للمونديال المقبل بعد صاحبة الأرض قطر، ولكن هناك إمكانية لمشاركة قياسية للعرب تصل إلى 7 منتخبات لأول مرة في التاريخ.
ضمن التصفيات الآسيوية يدور صراع عربي ثلاثي بين الإمارات ولبنان والعراق على المركز الثالث في ترتيب المجموعة الأولى بالتصفيات الآسيوية الذي يلعب صاحبه في الملحق مع ثالث ترتيب المجموعة الثانية، لتحديد ممثل آسيا الذي سيخوض الملحق العالمي مع صاحب المركز الخامس في ترتيب تصفيات اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) في يونيو/حزيران المقبل.
ومع صعود السعودية ونجاح أي من منتخبات الإمارات والعراق ولبنان في استكمال مشواره بالتصفيات بنجاح سيرتفع عدد المنتخبات العربية المشاركة في المونديال إلى 3 منتخبات.
وبالنظر إلى التصفيات الأفريقية، التي تجرى مرحلتها النهائية والفاصلة خلال فترة التوقف الدولي الحالية، لتحديد الممثلين الخمسة للقارة السمراء في كأس العالم، فإن الفرصة مواتية لتأهل 4 منتخبات عربية أخرى للمونديال من خلالها.
ويشارك في المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية 10 منتخبات من بينها 4 فرق عربية، حيث تم توزيع المنتخبات العشرة إلى مستويين بواقع 5 منتخبات في كل مستوى، وفقا للتصنيف العالمي للمنتخبات الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وبعدما جنبت القرعة المنتخبات العربية مواجهة بعضها البعض، بعدما تواجدت 3 منها في المستوى الأول، مقابل منتخب مصر الوحيد الذي حل في المستوى الثاني، فإن الحظوظ أصبحت كبيرة لتواجد 4 منتخبات أخرى من الوطن العربي في كأس العالم، ليصبح إجمالي المنتخبات العربية المشاركة في كأس العالم القادمة 7 منتخبات.
ويلتقي منتخب مصر مع نظيره السنغالي مرة أخرى، وذلك بعد ما يقرب من شهر ونصف الشهر على لقائهما في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، والتي انتهت بتتويج منتخب (أسود التيرانجا) باللقب عقب فوزه على منتخب (الفراعنة) بركلات الترجيح.
ويسعى منتخب مصر للثأر من نظيره السنغالي والمشاركة بكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي، بعدما شارك في النسخة الماضية للمونديال التي أقيمت بروسيا عام 2018.
كما يصطدم منتخب الجزائر بنظيره الكاميروني في مواجهة صعبة لمنتخب (الخضر)، الذي يسعى لبلوغ المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، بعدما غاب عنها في النسخة الماضية.
في المقابل، يلعب منتخب تونس مع المنتخب المالي، في لقاء ليس بالسهل على منتخب (نسور قرطاج)، الذي يأمل في الصعود للمونديال للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي.
أما منتخب المغرب، الساعي للصعود للمونديال للمرة السادسة أيضا والثانية على التوالي، فتبدو مهمته أسهل نسبيا، حيث يلتقي مع منتخب الكونغو الديمقراطية.
وكانت النسخة الماضية للمونديال شهدت أكبر مشاركة للمنتخبات العربية في تاريخ كأس العالم، بعدما تأهلت إليها منتخبات السعودية ومصر وتونس والمغرب، لكن جميعها لم يتمكن من اجتياز مرحلة المجموعات وبلوغ الأدوار الإقصائية.
تاريخ العرب في كأس العالم
وبصفة عامة، شاركت 8 منتخبات عربية في كأس العالم منذ انطلاق البطولة لأول مرة عام 1930 بأوروجواي، حيث كانت منتخبات السعودية والمغرب وتونس الأكثر مشاركة، بعدما تواجدت في 5 نسخ، تليها الجزائر بأربع مشاركات، ثم مصر بثلاث مشاركات، وأخيرا الكويت والعراق والإمارات بمشاركة وحيدة.
ويعتبر منتخبا السعودية والمغرب أكثر منتخبين عربيين خوضا للمباريات في كأس العالم بواقع 16 لقاء لكل منهما، بينما يعد منتخبا السعودية والجزائر أكثر منتخبين عربيين تحقيقا للانتصارات في المونديال بواقع 3 انتصارات لكل منهما، في حين يمتلك منتخب المغرب أعلى رصيد من الأهداف للمنتخبات العربية في المونديال، بعدما أحرز لاعبوه 14 هدفا بالبطولة.
وكان المنتخب المصري صاحب الظهور العربي الأول في المونديال، بعدما شارك في نسخة البطولة التي أقيمت في إيطاليا عام 1934، حيث كان مهاجمه الراحل عبدالرحمن فوزي، صاحب أول هدف للعرب في كأس العالم، عندما هز شباك منتخب المجر مرتين خلال خسارة منتخب (الفراعنة) 2 / 4.
وانتظر العرب 36 عاما للظهور مجددا في كأس العالم عبر منتخب المغرب، الذي شارك في نسخة المسابقة عام 1970 بالمكسيك، حيث منح منتخب (أسود الأطلس) أول نقطة للمنتخبات العربية في المونديال خلال تلك النسخة، بعدما تعادل 1 / 1 مع نظيره البلغاري في مرحلة المجموعات.
وبعد الإخفاق في التأهل لمونديال 1974 بألمانيا الغربية، حملت النسخة التالية لكأس العالم التي أقيمت بالأرجنتين عام 1978 البشرى للكرة العربية، بعدما شهدت أول فوز عربي في العرس العالمي الكبير من خلال المنتخب التونسي، الذي تغلب 3-1 على منتخب المكسيك بدور المجموعات.
ومازالت الجماهير العربية تتذكر المشاركة الرائعة للمنتخب الجزائري في المونديال التالي بإسبانيا عام 1982، حيث شهد تغلبه على منتخبي ألمانيا الغربية وتشيلي، لكنه لم يتمكن من الصعود للدور الثاني، بينما اكتفى منتخب الكويت، الممثل الثاني للعرب في تلك النسخة، بحصد نقطة وحيدة في مجموعته، بالتعادل 1-1 مع منتخب تشيكوسلوفاكيا.
وكان مونديال المكسيك عام 1986 على موعد مع مشاركة عربية أسطورية من خلال المنتخب المغربي، الذي كان أول منتخب من العرب يصعد للأدوار الإقصائية في كأس العالم، بعدما تصدر مجموعته في مرحلة المجموعات، عقب فوزه على البرتغال وتعادله مع إنجلترا وبولندا، لكنه خسر في الوقت القاتل أمام ألمانيا الغربية في دور الـ16.
وشهد المونديال المكسيكي أيضا مشاركة منتخبي الجزائر والعراق، لكنهما ودعا المسابقة مبكرا من مرحلة المجموعات.
ومثل المنتخبان المصري والإماراتي العرب في مونديال 1990 بإيطاليا، لكنهما لم يعبرا دور المجموعات، في حين شهدت النسخة التالية بالولايات المتحدة عام 1994 تأهل المغرب وكذلك السعودية، التي صعدت للأدوار الإقصائية في مشاركتها الأولى بكأس العالم، قبل أن تخسر أمام السويد في دور الـ16.
وحافظ منتخبا المغرب والسعودية على تواجدهما في مونديال 1998 في فرنسا برفقة المنتخب التونسي، لكن المشاركة العربية لم تتخط مرحلة المجموعات، وهو ما انطبق أيضا على مشاركة منتخبي تونس والسعودية، اللذين مثلا العرب في نسختي 2002 في كوريا الجنوبية واليابان و2006 بألمانيا.
واقتصرت المشاركة العربية في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا على منتخب الجزائر، الذي حصل على نقطة وحيدة في مجموعته، قبل أن يكشر عن أنيابه في مشاركته بالنسخة التالية التي أقيمت في البرازيل عام 2014 وشهدت صعوده لدور الـ16.
وتغلبت الجزائر على كوريا الجنوبية وتعادلت مع روسيا وخسرت من بلجيكا بدور المجموعات، قبل أن تخسر 1-2 في الوقت الإضافي أمام المنتخب الألماني في دور الـ16، قبل أن يشق منتخب الماكينات طريقه نحو التتويج باللقب.