زيارة الملك سلمان لروسيا.. المنطقة تنتظر جني الثمار
زيارة الملك سلمان أعطت زخما للعلاقات بين السعودية وروسيا، ووضعت البلدين على خارطة طريق لحل قضايا المنطقة.
توقع محللون لصحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، أن تسهم زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان التاريخية وغير المسبوقة إلى روسيا، التي اختتمت السبت، في تمهيد الطريق أمام حلول جديدة للقضايا الإقليمية.
- الملك سلمان يختتم زيارته التاريخية لروسيا ويبعث برقية شكر لبوتين
- صُنع في السعودية.. تزين أسلحة روسية متطورة قريبا
وقال إيغور إيلانوي، نائب مدير مركز أبحاث موسكو "أوبسيرفو": "من الجيد أن روسيا والسعودية التقيا أخيرا، كما من الجيد فهم السعوديين أن روسيا ليست جزءا من المشكلة في الشرق الأوسط، بل جزء من الحل".
وأضاف "إذا استمر التعاون العسكري كما يأمل البلدان، النتائج ستكون إيجابية"، مشيرا إلى أن "هذه الزيارة أثبتت أن روسيا ليست حليفا لإيران، وأنها لا تدعم النظام الإيراني، لكنها تُبقي على سياسة متوازنة في الشرق الأوسط".
كما أكد نيكولاي سوخوف، كبير الباحثين بمعهد الدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم، أن الكثير يتوقف على كيفية تحويل الاتفاقية الموقعة بين البلدين إلى خطوات وإجراءات حقيقية.
وقال سوخوف: "زيارة الملك سلمان توضح أن السعودية لديها سياسة خارجية مستقلة لتقرر بنفسها من تتعاون معه".
وتابع: "لا يزال البلدان لديهما بعض الرؤى المتعارضة حول كثير من المسائل، البعض له تاريخ طويل، والبعض الآخر حديث، إلا أن هذه الزيارة مهدت بالفعل الطريق لإيجاد حلول وسط، وتحقيق تقارب بين البلدين فيما يتعلق بالتصورات حول القضايا الإقليمية".
وأوضح فاسيلي كوزنيتسوف، رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية بالأكاديمية، أن مثل هذه الزيارات مهمة في حد ذاتها، بغض النظر عن النتائج.
وأضاف "من خلال خبرتي، لا أتذكر زيارة قائد أجنبي كانت منتظرة بفارغ الصبر مثل زيارة الملك سلمان".
وتابع: "هذه الزيارة ليست فقط مؤشرا على تقارب مستمر بين روسيا والسعودية، بل أيضا دلالة قوية للمجتمع الإسلامي في الشرق الأوسط أن روسيا صديق قريب لهم".
وأكد فاسيلي كوزنيتسوف أن "التقارب بين السعودية وروسيا يشير إلى أن الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها في منطقة الشرق الأوسط، وأن المملكة تتطلع إلى تنويع علاقاتها الإستراتيجية".
وعلى الصعيد السياسي، أعطت زيارة الملك سلمان زخما للعلاقات الثنائية، ووضعت البلدين على خارطة طريق لحل قضايا المنطقة.
وخلال زيارة الملك سلمان إلى روسيا، وقّع البلدان 15 اتفاقا، بينها توقيع المملكة على اتفاق أولي لشراء منظومة الدفاع الجوي "إس-400".
كما وقّع الجانبان السعودي والروسي مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق بقيمة مليار دولار للاستثمار في مجال التكنولوجيا، وصندوق بمثل هذه القيمة للاستثمار في مشاريع الطاقة، بالإضافة إلى خارطة طريق لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأيضا وقّع البلدان عقودا لتوريد أنظمة عسكرية ومذكرة تفاهم لنقل تقنية تلك الأنظمة بالمملكة، إلى جانب اتفاقية لاستثمار نحو 228 مليون دولار في مشاريع البنى التحتية للمواصلات في موسكو وسان بطرسبورج.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA= جزيرة ام اند امز