#الخوارج شرار الخلق.. حملة سعودية ضد إرهاب الإخوان
حرب دعوية متواصلة تشهدها السعودية هذه الأيام لمحاربة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان.
في أحدث مستجدات تلك المواجهة، أطلقت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حملة توعوية تحمل اسم "الخوارج شرار الخلق".
وتستهدف الحملة التي انطلقت في جميع مناطق المملكة التحذير من خطر الخوارج الجدد مثل جماعة الإخوان وتنظيمات داعش والقاعدة والنُصرة، وغيرها ممن سلك دربها.
وأشارت الحملة إلى أن تلك الجماعات مهما تغيرت أسماؤها فهم على عقيدة الخوارج الذين "سفكوا الدماء وانتهكوا الأعراض وسَبَوا الأموال ونشروا الفوضى".
وعقب إطلاقها، قوبلت الحملة بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ترحيب بالحملة وأهدافها.
الخوارج شرار الخلق
وحول حملة (الخوارج شرار الخلق) وأهدافها، قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند: "إن من أعظم الواجبات المتحتمات على جميع المكلفين اجتماع الكلمة ووحدة الصف، والسمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف، فإن ذلك من أعظم أصول أهل السنة والجماعة، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته قال عليه الصلاة والسلام: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة)".
وأوضح أن "من أعظم ما أُحدث من بدع في معتقد المسلمين وأخطرها وشرِّها؛ بدعة الخوارج الذين أحدثوا في دين الله ما ليس منه، وخرجوا على جماعة المسلمين وعلى أئمتهم، فسفكوا الدماء وانتهكوا الأعراض وسَبَوا الأموال ونشروا الفوضى، وتسلط بسببهم الأعداء، وأدخلوا الضعف والوهن على كثير من بلاد المسلمين بتفريق الكلمة والدعوة إلى الخلاف والفتنة؛ فضلاً عما أحدثوه من استباحة الدماء وتكفير المسلمين".
وأوضح الدكتور السند أنه "في هذا الوقت الذي ابتليت الدول الإسلامية بجماعات وأحزاب على عقيدة الخوارج، وعلى أصول هذه الطائفة وقواعدهم التي خالفوا بها منهج أهل السنة والجماعة، ولو تسموا بأسماء أخرى، لكنهم هم الخوارج في توصيفهم الشرعي لا يخرجون عمن كانوا عليه في زمن الصحابة".
وتابع: "حيث خرجوا عليهم وقتلوا خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصرهم، قتلوا عثمان وعلياً رضي الله عنهما، وغيرهم من الصحابة، ولا يزالون يخرجون على المسلمين في هذا العصر بما يتسمون به من جماعة الإخوان المسلمين، وجماعة داعش، والقاعدة، والنُصرة، وغيرها ممن سلك دربهم".
ولفت إلى أن الرئاسة العامة قياماً بواجباتها ومسؤولياتها واختصاصاتها وتحقيقاً لرسالتها؛ ترى أن من أوجب الواجبات عليها التحذير من هذه الجماعات والأحزاب التي هي على معتقد الخوارج.
وأشار إلى أنه تم إطلاق هذه الحملة التي تهدف إلى "تحصين المجتمع من خطر فرق الخوارج، وتعزيز وعي منسوبي الرئاسة العامة والمجتمع بخطرها، كما تهدف للتعريف بالجماعات والأحزاب المعاصرة التي تمثل معتقد الخوارج، مع التأكيد على إبراز جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة فرق الخوارج".
وستنطلق حملة "الخوارج شرار الخلق" في جميع مناطق المملكة، وتستهدف جميع شرائح المجتمع عبر منصات التواصل الاجتماعي، واللوحات الإلكترونية، والمعارض الذكية، ووسائل النشر الحديثة.
تفاعل واسع
وقد قوبلت الحملة بتفاعل واسع وترحيب وتأييد كبير عقب إطلاقها.وفي هذا الصدد غرد الدكتور عمر بن عبدالرحمن العمر، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قائلا: "#الخوارج_شرار_الخلق
حملة مباركة تطلقها رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأضاف: "فإن من النهي عن المنكر النهي عن البدع في الدين، ومن ذلك بدعة الخوارج ومن يحمل معتقدهم كجماعة الإخوان الإرهابية ومن خرج من رحمها كداعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة".
في السياق نفسه، غرد الداعية السعودي الدكتور عبدالعزيز الريس، قائلا: "ليس الخوارج قوماً كانوا فبادوا بل هم الآن أشر مما كانوا، فهم منظمون في جماعات سياسية وغيرها، خفية وظاهرة كجماعة الإخوان وما انشق منها من سرورية وقطبية وداعشية، وهم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا فاحذروهم".
متفقا مع الآراء السابقة، قال محمد بن عمر السائح التميمي، خطيب بأحد المساجد: "تواترت النصوص الشرعية وأقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وأهل العلم من المتقدمين والمتأخرين على أن #الخوارج_شرار_الخلق وأخبثهم في هذا الزمان وأشدهم ومكراً وكيداً وضراراً الحزب الباطني الإرهابي #الإخوان_المسلمين أم الجماعات الإرهابية بفروعها".
بدوره، رحب خالد قاسم الردادي بالحملة، قائلا: "نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين وأن يجنب بلادنا وبلاد المسلمين شر وكيد الخوارج المارقين، وأن يجعل كيدهم في نحورهم".
حرب دعوية
وتشهد السعودية هذه الأيام جهودا دعوية بارزة مكثفة وتقوم بها مختلف المؤسسات الدينية في المملكة ممثلة في هيئة كبار العلماء، و الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في إطار حرب دعوية شاملة تستهدف كشف أساليب جماعة الإخوان الإرهابية وخطرهم على المجتمع، وحماية المنبر الدعوي من فكرها المنحرف ونشر الوسطية والاعتدال.وكان المفتي العام للسعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، قد أصدر فتوى في منتصف الشهر الجاري بأن جماعة الإخوان المسلمين "ضالة ولا تمت للإسلام بصلة".
وأكد آل الشيخ، ردا على سؤال حول جماعات الإرهاب التي تدعي الانتساب للإسلام وعلى رأسها جماعة الإخوان وداعش وجبهة النصرة، أن "جميع الفرق التي ظهرت مؤخرا (داعش أو النصرة أو الإخوان) كلها ضلال سخروا الإسلام لأهوائهم".
وأضاف الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن هذه الجماعات الضالة "استباحوا الدماء وانتهكوا الأعراض ونهبوا الأموال وأفسدوا في الأمر".
وشدد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي يتولى منصب الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، على ضرورة دعوة الشباب لعدم الانضمام لهذه الجماعات الضالة.
واستبق الفتوى بيان لهيئة كبار العلماء في السعودية، بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أكدت فيه أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي لا يمثل منهج الإسلام، ودعت الجميع إلى "الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها".
وتأتي تلك الجهود الدعوية التي تنظم في مختلف مناطق السعودية ضمن استراتيجية شاملة، تستهدف توجيه ضربة قاضية لفلول تلك الجماعة الإرهابية، واجتثاث جذورها.
كما تأتي تلك الجهود في الوقت الذي نوه فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريحات له قبل أيام بجهود المملكة في مكافحة آفة الإرهاب والتطرف، مبرزا النجاحات التي حققتها في هذا الصدد، مؤكدا في الوقت نفسه، أن المملكة "ستستمر في مواجهة أي مظاهر وتصرفات وأفكار متطرفة".