الإهمال الذي حصل في إيران ألحق الضرر بدول الجوار فالحالات التي سٌجلت بالعراق ولبنان والكويت والبحرين وعمان وقطر جميعها قادمة من إيران.
أوجد فيروس كورونا المستجد (COVID - 19)، الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية، حالة من الخوف والهلع في العالم لم نشهد مثيلاً لها. خوف في المطارات والقطارات والسفن، وخوف في المدارس والجامعات والمستشفيات.
وأُغلقت مدن، وألغيت رحلات الطيران، ومنعت دول مواطنيها من السفر إلى الدول التي وصلها الفيروس، وألغيت مباريات، أو تقرر إجراؤها في غياب الجمهور.
وصل الفيروس إلى أكثر من 65 دولة حول العالم. وأعلنت بعض دول الخليج العربي عن حالات معظمها مستقرة، ثم كانت مدينة قم الإيرانية بؤرة تفشي الفيروس؛ حيث بلغت الإصابات بالمئات والوفيات بالعشرات وسط تكتم شديد وفشل النظام الإيراني في التعامل مع المرض.
الإهمال الذي حصل في إيران ألحق الضرر بدول الجوار، فالحالات التي سٌجلت في العراق ولبنان والكويت والبحرين وعمان وقطر جميعها كانت لأشخاص قدموا من إيران.
في السعودية، ونظراً لبدء موسم العمرة، وبعد التحذيرات التي أطلقتها الصحة العالمية بأن التجمعات البشرية الكثيفة هي بيئة مثالية لانتشار الفيروس القاتل، وبعد التشاور مع هيئة كبار العلماء ومنظمة التعاون الإسلامي، أعلنت الخارجية السعودية تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف "مؤقتاً"، وإيقاف الوزارة الدخول للمملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا الجديد منها خطراً.
الإهمال الذي حصل في إيران ألحق الضرر بدول الجوار، فالحالات التي سٌجّلت في العراق ولبنان والكويت والبحرين وعمان وقطر جميعها كانت لأشخاص قدموا من إيران.
الخارجية السعودية نوهت بأن إجراءاتها الأخيرة هي لتوفير أقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين وكل من ينوي أن يفد إلى أراضي المملكة لأداء مناسك العمرة أو زيارة المسجد النبوي أو لغرض السياحة.
وباركت معظم دول العالم الإسلامي الإجراء السعودي، الذي هو بالتأكيد في سبيل الصالح العام، وامتثالاً لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام عن الوباء: "إِذا سمعْتم به بأَرض فلا تقدَموا عليه، وإِذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منْه»، كما امتثل عمر بن الخطاب، ورجع عن الدخول إلى الشام بعدما حل بها الطاعون.
مثل هذه الإجراءات الاستباقية والوقائية مشروعة تماماً، ولها سند قوي، فالسعودية هي الراعية للحرمين الشريفين، وهي المسؤولة عنهما، وأيضا هي مسؤولة عن حماية مواطنيها.
وهذا الإجراء مرشح للاستمرار لفترة قد لا تقل عن نصف العام خاصة في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا الجديد، وعدم وجود أي مؤشرات تدل على إمكانية الحد من انتشار الفيروس عالمياً، وحين يطمئن العالم إلى زوال الكورونا والسيطرة عليه، فإن فتح باب العمرة والزيارة مجدداً يتم فور ذلك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة