زيارة محمد بن سلمان للكنيسة المصرية.. رسائل للداخل والخارج
سياسيون قالوا لـ"العين الإخبارية" إن الأمير محمد بن سلمان يقدم عدة دلالات للداخل والخارج عبر زيارة الكنيسة المصرية.
قال عدد من القيادات الكنسية المصرية ومراقبون سياسيون إن الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى مقر الكاتدرائية القبطية بالقاهرة، ولقاءه البابا تواضروس الثاني، حدثاً فارقاً وتقدم دلالة لافتة على صعيد التشاور الإسلامي المسيحي.
وأكدوا فى تصريحات خاصة لـ" العين الإخبارية" أن الأمير محمد بن سلمان يقدم عدة دلالات للداخل والخارج عبر تلك الزيارة، أبرزها تأكيد الانفتاح السعودي ومواجهة التطرف والإرهاب.
- أول أيام زيارة محمد بن سلمان للقاهرة.. مباحثات و4 اتفاقيات
- الإسماعيلية تتزين لاستقبال السيسي ومحمد بن سلمان
وبدأ ولي العهد السعودي زيارة إلى مصر، الأحد، تستغرق 3 أيام، التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشيخ الأزهر وعدد من المسؤولين المصريين، كما تفقد عدد من المشروعات الاقتصادية بمحافظة الإسماعيلية ، شمالي شرق القاهرة.
ومن المقرر أن يستقبل البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الأرثوذكسية، ولي العهد السعودي، في وقت لاحق من اليوم الإثنين، بالمقر البابوي بالقاهرة، ليكون الأمير محمد بن سلمان أول ولي عهد في تاريخ المملكة، يزور الكاتدرائية.
وسبق أن التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز البابا تواضروس في مقر إقامته بالقاهرة أثناء زيارته مصر العام قبل الماضي.
إعلاء قيم التسامح والمحبة
وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكاتدرائية لـ"العين الإخبارية"، إن اللقاء يؤكد متانة العلاقات الأخوية بين السعودية والكنيسة القبطية، ويشير إلى قيم التسامح الديني والمحبة التي تجمع الأشقاء في البلدين، منوهاً إلى أهمية مثل تلك اللقاءات التي تتم في إطار الحوار بين قيادات الديانات المختلفة، لإعلاء التفاهم بين أتباعها ومواجهة التطرف في المنطقة.
الكنيسة جزء أصيل من الأمةالعربية
ووصفت ميرفت ميشيل، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب المصري، زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الكاتدرائية بالأمر الإيجابي، مشيرة إلى أنها تؤكد عمق وقوة العلاقات بين مصر والسعودية البلدين المحوريين في المنطقة من جهة، وبين السعودية كدولة قائدة للعالم الإسلامي والكنيسة المصرية العريقة من جهة أخرى.
وأوضحت ميشيل لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة تؤكد أن الكنيسة هي جزء أصيل من الأمة المصرية العربية وأنها تدعم جهود القيادة السياسية في مصر والسعودية، لبث الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
وتابعت: "ولي العهد يوجه من خلال تلك الزيارة عدة رسائل أبرزها تأكيد الانفتاح السعودي على جميع الثقافات وأتباع الديانات المختلفة، وهو الانفتاح البارز في عدة مجالات مؤخراً، والذي يساعد بدوره على مواجهة التطرف.
رسائل للداخل والخارج
من جانبه قال الدكتور حسن أبوطالب، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن الزيارة البارزة لولي العهد السعودي لها مردود واسع على جميع الأصعدة السعودية والعربية والدولية، مشيراً إلى أنها تقدم عدة رسائل "إيجابية" للداخل والخارج.
وأوضح أبوطالب أن القيادة السعودية تؤكد عبر تلك اللقاءات النادرة أنها منفتحة على أتباع الديانات الأخرى، وأنها بعيدة كل البعد عن منطق رفض ومعاداة الآخر، مشيراً إلى أن هذا الانفتاح له مدلول فكري وأسس دينية كبيرة، فالزيارة تنوه إلى معنى التسامح مع الآخرين ورفض الدخول في حالة عداء.
وأضاف أن الرسالة للعالم الخارجي، هي أن السعودية تشهد تغيرا ملحوظاً مبني على التسامح وقبول الآخر، والاستعداد للتعاون مع قادة وأتباع جميع الدينات لمواجهة التطرف والإرهاب المنتشر في منطقة الشرق الأوسط، والذي لا يرتبط فقط بالمسلمين، بل إنه يشمل جميع الديانات الأخرى، الأمر الذي يستلزم تعاون الجميع لمحاصرة هذا الفكر.
وقالت الناشطة القبطية جيهان حلمي إسكندر، مؤسس مبادرة "معاً"، لـ"العين الإخبارية"، إن "زيارة الأمير محمد بن سلمان للكنيسة بمصر مبعث فرحة للمصريين الأقباط، وتزيد من أواصر المحبة والإخاء بين شعبي البلدين".
وناشدت إسكندر الأمير السعودي بعمل مؤتمرات، ليست ذات طابع ديني فقط، وإنما تتضمن كل مجالات الثقافة والفنون، من أجل مزيد من الانفتاح وتبادل الثقافات.
ضربة موجهة للجماعات الإرهابية
من جهته، وصف مصطفى الجندي، عضو البرلمان المصري، والمستشار السياسي لرئيس البرلمان الأفريقي، زيارة الأمير محمد بن سلمان للكاتدرائية بـ"التاريخية وغير المسبوقة".
وقال، في بيان، إن الزيارة تؤكد "وسطية الدين الإسلامي الحنيف، وترد بكل قوة وحسم على الجماعات الإرهابية والتكفيرية والمتشددة"، واعتبرها "صفحة جديدة من العلاقات مع بابا الكنيسة المسيحية الأكبر في الشرق الأوسط".
وتابع عضو مجلس النواب أن "لقاء الأمير محمد بن سلمان بالبابا تواضروس الثاني، ضربة موجعة في قلب جماعة الإخوان الإرهابية، وجميع التنظيمات والجماعات الإرهابية التي خرجت من رحمها".
وبدوره، أصدر عادل عصمت، المتحدث الرسمي لحملة المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية، موسى مصطفى موسى، بياناً، قال فيه إن "زيارة الكاتدرائية المرقسية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حرص ولي عهد السعودية على إرسال رسائل مهمة لكل الإرهابيين والمتشددين كما تؤكد أنه يمضي قدماً ببلاده نحو مستقبل أكثر انفتاحاً وإنسانية وحداثة.