شهدت المملكة العربية السعودية الكثير من التحديات خلال السنوات الأخيرة الماضية، وتغلبت عليها بحكمة مليكها وولي عهده الأمين.
سأل أحد الصحفيين سمو الأمير الملكي خالد الفيصل: هل هناك خلاف سعودي إماراتي؟ فردَّ عليه ردًّا أصبح شعارا للعلاقة المميزة بين السعودية والإمارات بعبارة خالدة: "السعودي إماراتي والإماراتي سعودي".. جواب من قامة كبيرة وأمير سعودي كبير يترجم للصحفي، ولكل من يتصيد في الماء العكر أن العلاقة أصبحت عصية على هؤلاء المارقين!.
شهدت المملكة العربية السعودية الكثير من التحديات خلال السنوات الأخيرة الماضية، وتغلبت عليها بحكمة مليكها وولي عهده الأمين، وبوعي وولاء الشعب السعودي الشجاع، والدول الشقيقة للمملكة، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تربطها مع السعودية علاقة مميزة توجت بمجلس تنسيق استراتيجي على أعلى المستويات، ولكن دعونا نستعرض بعضا من مواقف الإمارات تجاه التحديات التي مرت على السعودية حتى لا ينسى المتابع العربي عمق العلاقة ومتانتها في أحلك الظروف:
هذه بعض المواقف التي لا تعد ولا تحصى من المواقف المشرفة لدولة الإمارات؛ دعما للشقيقة العربية السعودية في تحدياتها وتطلعاتها، ناهيك عن الموقف المتماهي في مصر والسودان وليبيا وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان، والتنسيق المستمر فيما يخص مواجهة العداء الإيراني بأذرعه المليشياوية
في جمهورية اليمن انقلبت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الحكومة اليمنية، وسيطرت على معظم المحافظات اليمنية، وبدأت في تهديد المملكة العربية السعودية، وإطلاق الصواريخ التي استولت عليها من الدولة أو التي زودت بها من قبل الحرس الثوري الإيراني، مما اضطر السعودية لإعلان الحرب باسم عاصفة الحزم، وبدأت المشاورات مع الدول الشقيقة والصديقة لتشكيل تحالف لإنهاء التمرد الحوثي الذي يهدد بلاد الحرمين ويهدد الشعب اليمني نفسه.
في أثناء المفاوضات لتشكيل هذا التحالف ترددت الكثير من الدول، والتي كانت تدعمها السعودية، في الذود عن أرض الحرمين، وبعضها شارك رمزيا لتجنب توتر العلاقات الثنائية بين بلاده وبين السعودية، وفي النهاية اتضح من هم أصدقاء السعودية الحقيقيون؛ فقد كانت الإمارات والبحرين في مقدمة الدول التي لبت النداء السعودي وأرسلت أبناءها وعتادها تحت تصرف بلاد الحرمين، واستشهد الكثير من أبنائها في هذه الحرب، واختلط الدم الإماراتي والسعودي والبحريني في ميادين القتال، وما زالت التضحيات مستمرة ليومنا هذا.
واجهت المملكة العربية السعودية أزمة دولية كبيرة، وذلك بسبب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا، وكان المتسبب مجموعة من أفراد المخابرات السعودية اتخذوا قرارا طائشا منفردا دون الرجوع للقيادة، مما استغلته بعض الدول مثل تركيا وقطر للتشهير بالسعودية، بل محاولة تدميرها وتلطيخ سمعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولم يفلحوا بسبب الموقف الصادق والواضح من القيادة السعودية مقروناً بالأدلة والقرائن المنطقية، وأيضاً للموقف الشجاع من الرئيس الأمريكي ترامب، وأيضاً الموقف الإماراتي الذي لازم الأزمة، وقدَّم كل خدماته الدبلوماسية والمخابراتية والإعلامية لدعم الموقف السعودي الرسمي ضد الحملة الدولية والإقليمية التي واجهت السعودية.
شككت دول كثيرة في قرار السعودية في طرح اكتتاب شركة أرامكو السعودية من إعلام قطري ودولي ممول وغيرهم، ونجح الاكتتاب بشكل رائع بسبب قوة الشركة وثقة الشعب السعودي بالشركة وبالموقف الإماراتي المخلص بشراء جهاز أبوظبي للاستثمار لكمية كبيرة من الأسهم لثقتهم بتوجهات الحكومة السعودية.
هذه بعض المواقف التي لا تعد ولا تحصى من المواقف المشرفة لدولة الإمارات؛ دعما للشقيقة العربية السعودية في تحدياتها وتطلعاتها، ناهيك عن الموقف المتماهي في مصر والسودان وليبيا وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان، والتنسيق المستمر فيما يخص مواجهة العداء الإيراني بأذرعه المليشياوية، مثل الحوثي وحزب الله وغيرهما، وأيضا المجابهة الدبلوماسية ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين، وغيرها من المواقف والتضحيات للذود عن مصالح الأمة العربية والإسلامية في كل مكان، وآخرها موقف الإمارات من قمة الضرار في كوالالمبور للإضرار بالقيادة الإسلامية للسعودية، فكان هناك موقف بطولي وواضح من الإمارات في رفض هذه القمة وتخوينها والمساعدة على إبطال مفعولها، بالأدوات الدبلوماسية التي تمتلكها.
أختم مقالي كما بدأته مقتبسا عبارة سمو الأمير الملكي خالد الفيصل: " السعودي إماراتي والإماراتي سعودي".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة