في ظل غابة مليئة بالصراعات والتحالفات الأنانية خرج الدب الروسي ليعقد صداقة ودية مع أمريكا تحت شعار التنسيق المشترك
ليس الفلكيون وحدهم من يطلقون توقعاتهم لبداية عقد جديد مقبلون عليه، بل كذلك يفعل الأفراد وتفعل الحكومات لتراجع ما تحقق وتقف على معوقات النجاح وثغرات السقوط ومؤشرات التصحيح. دعونا نمر سريعاً على أحداثٍ كتبت بالخط العريض على صفحة ٢٠١٩.. ما الذي تصدر المشهد؟!
نبدأ من الدول الكبرى التي اختارت أن تكون المهيمنة فنجد استمرار اللعبة بين الخصوم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين مع توجه إدارة ترامب لمحاولة خلق حرب باردة نتيجة صعود نجم الصين على الصعيد التجاري والتكنولوجي، ويقابلها صراعها القديم الجديد مع إيران والملفات واضحة في هذا الشأن رغم أن المصالح تبقى أقوى مع تغير الخطاب الهجومي مؤخرا لتتجه نحو التهدئة.
على ماذا نحن مقبلون؟ وما هي خبايا علم ٢٠٢٠؟! المثير أنه ليس هناك حلول! فغياب الرؤى واضح، وجميعها مراهنة على الوقت، واللعبة طرفاها الشعوب والسلطات، حيث تكتفي الأخيرة بتكتيف أيديها متفرجة ومنتظرة متى ما تمل الجموع الجماهيرية لتنسحب وحدها.
وفي ظل غابة مليئة بالصراعات والتحالفات الأنانية خرج الدب الروسي ليعقد صداقة ودية مع أمريكا تحت شعار التنسيق المشترك بعد أن مرت بمراحل الصراع فالتنافس فالشراكة..كيف لا وهي وريثة الاتحاد السوفيتي؟
عربيًّا، ترتفع نبرة التفاؤل رغم المخاض الصعب الذي مرت به الشعوب مع طرد أنظمة الحكم الإخونجي في السودان وليبيا تحديداً، لتكون الجماهير هي من تملك حق تقرير مصيرها.
وفي المقابل، هناك ما وراء البحر المتوسط تفوح رائحة النفط والغاز لتتبعها أذناب تركيا وقطر التي يسيل لعابها من أجل نبش ثروات اختبأت تحت سطح البحار، وتُفاجأ بتكتل قوي مصري يوناني قبرصي يكون لها بالمرصاد مع استفزاز أمريكا والاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على أنقرة.
أما جنة العرب منطقة الخليج فرغم استمرار الأزمة القطرية التي تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين تتفاءل بقوى التحالف السعودي الإماراتي الذي حوّل موازين الثقل نحوهما ليستمرا في ردع المطامع الحوثية والإيرانية في اليمن لتتوج المملكة المشهد باتفاق الرياض، حيث وقّعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاقا دعا إلى تشكيل حكومة جديدة يحظى فيه الجنوبيون والشماليون بتمثيل متساوٍ.
واليوم تتجه الأنظار صوب لبنان الجمال وبغداد السلام.. إذ خرجت الشعوب الجائعة الهائجة إلى الشوارع محتجة على فساد الحكومات التي صبروا عليها سنين وسنين.. وظهر معها الغول الإيراني المهيمن بمليشياته وجواسيسه ومواليه ليمارس لعبته المفضلة في نشر مزيد من الفوضى والتوتر في المنطقة.
على ماذا نحن مقبلون؟ وما هي خبايا علم ٢٠٢٠؟!
المثير أنه ليس هناك حلول؛ فغياب الرؤى واضح، وجميعها مراهنة على الوقت، واللعبة طرفاها الشعوب والسلطات، حيث تكتفي الأخيرة بتكتيف أيديها متفرجة ومنتظرة متى ما تمل الجموع الجماهيرية لتنسحب وحدها.
وكما أن الحرب في ليبيا هي حرب استنزاف واضح تأتي أنقرة لتكون هي الخاسر الأكبر ومراهنتها أنها ستجني مالاً من البترول لن تجدي نفعاً.. أما أمريكا والصين وبعد أربعين عاماً فإن تسوية خلافاتهما ودفع العلاقات بينهما تطرح جديا على طاولات النقاش لتكف الولايات المتحدة عن إلقاء اللوم على الآخرين وسط جدية الصين في إنهاء الخلاف.
المظاهرات داخل إيران قد تنجلي وقد تنجح، وتذكرنا بالربيع الأخضر ٢٠٠٩، ولكن هذه المرة المعادلة مختلفة نتيجة دخول التأثير الخارجي في اللعبة، وبينما هي كذلك تسير هونج كونج باحتجاجات؛ تضامناً مع أقلية الأويغور المسلمة، بسبب انتهاكات بكين ضدها في إقليم تركستان الشرقية.
كل هذه المظاهرات ماذا ستفرز مع الأيديولوجيا التي تغلفها؟!.. هل نحن على وشك أن نسمع عن جماعات إرهابية جديدة تتغذى على ذلك؟!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة