جاءت بارقة الأمل بإقامة علاقات أخوية مثالية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لعلها تكون قدوة لكل العرب
تمر الأمة العربية هذه الأيام بحالة ضياع وفقدان وزن بعد سنوات من الخلافات والقطيعة والأزمات العربية-العربية والحروب والاضطرابات التي استنزفت الثروات والقدرات العربية، وأدت إلى حالة يأس وقلق بسبب ضياع فرص العمل وانتشار البطالة والفقر، ووقف المشاريع الإنتاجية وزرع قنابل موقوتة زاد من مخاطرها اشتداد موجات النزوح واللجوء، ما رفع عدد اللاجئين العرب الأكثر من 5 ملايين لاجئ.
وفي المقابل، وبشكل موازٍ، شهدنا خلال هذه الفترة هجمات خارجية على امتداد الوطن العربي بدافع الهيمنة على القرار العربي. ونهب الثروات. إلا أن أكبر خطر على الأمة تمثل في الهجمة الشرسة للقوى الإقليمية، تركيا وإيران وإسرائيل، لمصادرة القرار العربي والتعامل مع المنطقة كساحة تنافس وسيطرة وفرض الأجندات والسياسة التوسعية على الأمة والمنطقة.
هناك أمل أخير بأن ينجم عن هذه القمة المهمة موقف متقدم بإعلان مبادرة لإحياء مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز دور الجامعة العربية، وإحياء التضامن والعمل العربي المشترك، ومن هنا تتأكد معاني اعتبار العلاقات بين البلدين الشقيقين قدوة للعرب ومثالاً يحتذى ونوراً يسطع في الليالي العربية الظلماء.
تركيا تصعّد في مختلف الاتجاهات لترجمة مطامعها في الأراضي السورية والعراقية، والتدخل في الشؤون العربية، ودعم المنظمات الإرهابية والمتطرفة بزعم إحياء الخلافة العثمانية.
وإيران تنافس على الهيمنة وتنسق مع تركيا لترجمة مطامعها تحت شعار تصدير الثورة الإسلامية لإخفاء المطامع بإحياء الإمبراطورية الفارسية، وهو ما بدا فعلا وما فضحته تصريحات كبار المسؤولين عن النجاح الكبير في العراق وسوريا ولبنان واليمن والوصول إلى البحرين الأبيض والأحمر، إضافة إلى الهيمنة على الخليج العربي ومضيق هرمز.
في المقابل، استغلت إسرائيل هذه الفرصة الذهبية للتوسع وإقامة المزيد من المستعمرات الاستيطانية وضم القدس وتهديد المسجد الأقصى المبارك والحصول على اعتراف أمريكي بشرعية المستعمرات وضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة، تمهيداً للمرحلة التالية وهي تحقيق الشعار الاستعماري الخبيث: "دولتك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل".
في المقابل، يعيش العرب حالة مأساوية مزرية: خلافات وأزمات وشرذمة وقطيعة وسكوت على الهوان، وإنكار وجود خطر حقيقي على المصير والكيان والأمان، ما يدفعنا إلى البحث عن أي بارقة أمل أو أي عمل يعبر عن التضامن والوحدة وإحياء الآمال بالنهوض وإعادة البناء وإزالة الخلافات.
ومن هنا جاءت بارقة الأمل بإقامة علاقات أخوية مثالية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لعلها تكون قدوة لكل العرب ومثالاً يُحتذى في التعاون وبناء القوة الذاتية ومواجهة الأخطار المقبلة من كل حدب وصوب وإحياء الآمال العربية.
والأمل، كل الأمل، بأن تشكل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للإمارات، ومحادثاته مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حلقة جديدة من حلقات التعاون والتنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والعربية.
ولا شك أن أهمية الزيارة تكتسب أهمية كبرى من حيث التوقيت والتطورات الحالية والمرتقبة، وضرورة التأكيد على التضامن بعد سلسلة أحداث أكدت صوابية الدور المشترك وقدرته على درء الأخطار ووقف الامتداد الإيراني في اليمن والمنطقة، ومحاصرة التمدد التركي ومواجهة المطامع الإسرائيلية التي تمثلت بإصدار موقفين واضحين وحاسمين برفض قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرعنة ضم القدس والجولان واعتبار المستعمرات الإسرائيلية شرعية.
وبانتظار وضوح نتائج محادثات الأمير محمد والشيخ محمد بن زايد يبقى الأمل قائماً بالنجاح في تحقيق الأهداف الاستراتيجية بتأكيد متانة العلاقات الثنائية ودعم القضايا العربية ومواجهة الأخطار والمطامع والحرص على مواصلة هذه السياسة الواضحة. وهناك أمل أخير بأن ينجم عن هذه القمة المهمة موقف متقدم بإعلان مبادرة لإحياء مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز دور الجامعة العربية وإحياء التضامن والعمل العربي المشترك، ومن هنا تتأكد معاني اعتبار العلاقات بين البلدين الشقيقين قدوة للعرب ومثالاً يحتذى ونوراً يسطع في الليالي العربية الظلماء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة