تحتفل المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس، الذي تحدد في 22 فبراير من كل عام، كذكرى للاحتفاء بواحد من أهم أيام الدولة السعودية.
هذا الاحتفال بالحدث التاريخي الكبير يعبر عن اهتمام الدولة السعودية بعمقها وعراقتها وبحاضرها ومستقبلها، وأهمية تأصيل الماضي التليد لوطننا، ونقله من جيل إلى جيل، كأحد أهم ركائز "رؤية المملكة 2030"، التي تمثل هويتنا اليوم.
يأتي يوم التأسيس لوضع التاريخ السياسي لتأسيس الدولة السعودية بشكل أقرب للدقة والموضوعية، بدايةً عندما أعلن الإمام محمد بن سعود تأسيس الدولة بتوليه مقاليد الحكم في الدرعية، فبراير 1727م، التي تعد رمزا للدولة، وبداية لقوتها الحقيقية.. ليجددها في الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبد الله عام 1824م، ثم الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1902م.
إذًا، عمر الدولة السعودية أكثر من 300 عام، وتعتبر من أقدم دول العالم في التاريخ الحديث، وهذا التعاقب في تكوين هذا الكيان السياسي والإرث التاريخي يثبت أن السعودية دولة راسخة ذات إنجاز فريد بقوة نظامها السياسي وصمود شعبها.
السعودية دولة قائدة ورائدة إقليميا، ومؤثرة بشكل بالغ دوليا، وهي مع "رؤية 2030" وعرّابها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، تقدّم نماذج باهرة في التعامل مع جميع الملفات والقضايا، ويوم التأسيس وأبعاده المتعددة يأتي ضمن هذه الرؤية الثاقبة، التي تهدف لتعزيز هذا الإرث التاريخي العريق، وربط اللحظة الأولى بأحدث اللحظات، لتصبح تلك الملاحم والإنجازات نقاط قوة تلهم الشعب السعودي، وتحفزه لصناعة حاضر متوازن، وتحديد اتجاه المستقبل وملامح هويته.
22 فبراير 1727م تاريخ مجيد نعيد إليه مَن يسأل: "مَن هي المملكة العربية السعودية؟"، وهو فرصة لنعلِّم الأجيال أنهم في وطن تأسس بعيدًا عن الثورات والاستعمار والفوضى، وهذا بحد ذاته سبب نقاء تاريخ المملكة، وصفاء مسيرتها السياسية، وتلاحم أبنائها مع مؤسسة الحكم فيها عبر 3 قرون مضت، صنعت مساره وشكلت قدراته على التكيُّف، ومواجهة التحديات مهما كانت.
السعودية الجديدة، وإن كانت اليوم تبهر العالم بتطورها ومشاريعها الضخمة من نيوم إلى البحر الأحمر والقدية وغيرها من المشاريع التي تشمل جميع مناحي الحياة والمستقبل، فإنها في الوقت ذاته تستند إلى تاريخ عريق انطلق من الدرعية، وهوية ثابتة، وعمق سياسي وثقافي وحضاري.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة