جاءت قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة بأديس أبابا، والتي عقدت تحت شعار "تسريع تنفيذ المنطقة الحرة للتجارة الأفريقية"، بعيدة عن أعين التغطية الإعلامية الكافية.
ورغم أهمية القمة رقم 36 ببحثها عددا من القضايا المدرجة ضمن جدول أعمالها، كتحدي الغذاء والإرهاب، الذي يأكل جسد القارة السمراء، فضلا عن هجرة الشباب الأفريقي برا وبحرا، فإن تغطية وسائل الإعلام العالمية لها جاءت في مرتبة متدنية، وربما حدث ذلك مصادفة بتزامن أحداث كبرى وقعت في توقيت القمة الأفريقية، وكان أهمها بالطبع الزلزال المدمر، الذي ضرب مناطق بدولتي تركيا وسوريا، وراح ضحيته الآلاف من البشر.
من بين ملفات عديدة أخرى أدت لانقسام كبير بين قادة الدول الأفريقية مسألة قبول إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، فقد ظلت هذه النقطة من النقاط، التي ظلت عالقة منذ القمة الماضية في فبراير من عام 2022، وكانت وما زالت أهم النقاط، التي انتظر الجميع كيفية التعامل معها، وانتهت بطرد الوفد الإسرائيلي المشارك في القمة، إذ كان ذلك أهم حادث طغى على ملفات القمة، وما زال حديث الأفارقة حتى الآن.
إسرائيل، التي طردت مندوبتها من قمة الاتحاد الأفريقي، رغم تمتعها بصفة مراقب، ألقت باللوم على جنوب أفريقيا والجزائر، فيما نظرت للحادث نظرة بالغة الخطورة.
على الهامش من ذلك، لم تحظ ملفات وقضايا القمة بتغطية كافية، رغم أهميتها، وبعد إقامتها عقب عملية سلام بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، أدت لخلق استقرار وأجواء من التفاؤل، بسبب قدرة الاتحاد الأفريقي لحلحلة قضايا القارة داخل البيت الأفريقي، كما رسخ الرواد الأفارقة على مدار سنوات مضت.
وبالعودة إلى اتفاق التجارة الحرة، الذي أطلقه القادة الأفارقة قبل ثلاثة أعوام، بعد 17 عاما من المفاوضات والتفاؤل، يبدو تنفيذ الاتفاق تحديا كبيرا أمام دول القارة، بسبب خلافات حول الرسوم وإغلاق الحدود، ليظل هذا الاتفاق رهن محاولات التنفيذ في وقت يعاني فيه العالم ككل من أزمة غذاء تضرب سلاسل التوريد عموما، وليست في أفريقيا وحدها، فيما يطرح هذا التنفيذ على وقع تداعيات الحرب في أوكرانيا واستمرار حركات التمرد المسلح في القارة السمراء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة