تخطو دولة الإمارات العربية المتحدة بكل قوة نحو صناعة عالم متسامح بين جميع الشعوب والأمم بمختلف العقائد والأديان والمذاهب والألوان والأعراق دون أي تمييز بينهم.
وهي خطوة منطقية في تاريخ دولة الإمارات المشرف والمشرق بترسيخ السلام في كل مرحلة من عمرها.
فبرغم كم ما يصدر من أفكار متطرفة وسموم الطائفية في العالم أجمع، وبالأخص منطقة الشرق الأوسط، فإن دولة الإمارات لم تستسلم لذلك الواقع المرير، وذهبت هي إلى الطريق الصحيح لتعدل المسار، ولتؤكد بفضل حكمة قيادتها وسماحة شعبها أن التطرف والتعصب ليس حلا لنهضة الشعوب، وأن المتاجرة بالدين هي تجارة خاسرة دنيا وآخرة.
وهو الأمر، الذي أزعج أصحاب العمائم المتاجرين بالدين، المتخذين من "مسيلمة الكذاب" قدوة، حتى شاهدنا مَن يهاجم دولة الإمارات لعدم اتباعها منهج المغالاة والتطرف وسب الآخرين.
وكانت خطوة تأسيس بيت العائلة الإبراهيمية خطوة شجاعة جريئة تُحسب لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ففي الوقت الذي تسيطر فيه الطائفية والمذهبية على أغلب الصراعات في الإقليم ذهب صاحب العقل الحكيم والرأي السديد والتدين الحق لوضع حجر أساس للم شمل شعوب المنطقة دون أي تمييز.
وهو ما أكده نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وعضو المجلس الأعلى للأمن الوطني، الشيخ سيف بن زايد بن سلطان آل نهيان، عندما غرد، قائلا: "افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي بهندسته المعمارية الرائعة، يأتي تجلّيا حضاريا للرؤية الملهمة لسيدي الشيخ محمد بن زايد في الأخوة الإنسانية، ويجسّد روح التآخي بين أبناء الديانات السماوية الثلاث، ليكون صرحا إنسانيا للتلاقي وإعلاء قيم الوئام في وطن التسامح والسلام".
فدولة الإمارات، التي أسست لقوة اقتصادية ودبلوماسية مؤثرة في منطقة الخليج العربي، اليوم تؤسس لقوة حضارية وثقافية واجتماعية من شأنها صناعة سلام حقيقي بين شعوب الإقليم أجمع، وهي ترغب في أن تمتد مظلة البيت الإبراهيمي لتغطي العالم كله بمظلة التسامح والمحبة والسلام والاستقرار، كي تترجم دولة الإمارات دعمها للاستقرار والسلام العالمي بشكل فعلي وليس بالكلام.
أخيرا، وليس آخرا، تبذل القيادة الإماراتية الحكيمة جهودا ضخمة في تصحيح صورة الإسلام، بعد أن شوَّه المزايدون ديننا الحنيف، وهو ما يثير غضب هؤلاء الذين بثّوا سمومهم في عقول الشباب بعد أن جمعوا ثروات ضخمة للدفع بالمغيبين لتدمير دول المنطقة وهم ينعمون بحياتهم في قصور فارهة، لذلك لا نتعجب من كم السهام المسمومة المصوبة على دولة الإمارات، فمثلها لا يلتفت إلى نباح المُغرضين والمفسدين وكارهي الأخوة الإنسانية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة