"مَن شبَّ على شيء شاب عليه".. مقولة تتجسد حرفيا على مقاس جماعة الإخوان الإرهابية.
فالتنظيم، الذي أبصر النور قبل مئة عام تقريبا، انتهج منذ قيامه نهج الغدر والتخريب، وحياكة المؤمرات على الأنظمة، التي يعيشون في كنفها، والتاريخ المصري شاهد على هذه الممارسات الانقلابية والعنفية، التي نظّر لها سيد قطب، الأب الروحي لعنف جماعات الإسلام السياسي.
هذا الفكر التخريبي تبنّاه كل مَن تبنَّى فكر الجماعة في الدول العربية، وارتبطت أعمال العنف بجماعة الإخوان الإرهابية أينما حلت، ولم تكن بنسختها التونسية -حركة النهضة- خارج ذاك النهج التخريبي والانقلابي، فقد انتقل إخوان تونس كالعادة من فكرة الدعوة إلى الفوضى وإثارة الفتنة، فكان السقوط والخذلان حليف حركة النهضة، كما كان حليف التنظيم في بلد المنشأ، مصر، حيث سقط التنظيم عندما أدرك الشعبان المصري والتونسي حقيقة التنظيم، عندما بدأ يطل بأفكاره التخريبية الهدامة للمجتمع، واكتشفا أن الجماعة لا تمتلك أي مشروع، بل تحولت إلى جسم غريب غير مقبول داخليا، ما زاد في حقدها على المجتمعات التي انغمست فيها.
و"حركة النهضة" في تونس عانت، كما الجماعة الأم في مصر، وتحولت إلى مصدر أساسي للفوضى، ورافعة لشعارات شعوبية، كان الإخوان أول من خالفها وعمل بعكسها، وهنا يحضرني ما ذهب إليه زعيم "حركة النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، الذي رفع شعارا ضد ما سمّاه الاستبداد والدكتاتورية، وهو أول من مارسهما على الأرض بكل عنف.
إن الرابط بين جماعة الإخوان الإرهابية والعنف رابط وثيق، وهذا ما كشفته التطورات الأخيرة في تونس، من فشل حركة النهضة في جلب أي محتجين مع صفوفهم الهزيلة في مظاهرات نظموها ضد الرئيس قيس سعيد، إذ كشفهم الشعب التونسي مرارا وتكرارا، وحفاظا على استقرار البلاد فقد ألقت قوات الأمن التونسية على قيادات في الحركة، وذلك بعد أن بث نائب رئيس الحركة النهضة رسالة تحرك سرية إلى إخوان لإحداث فوضى بالشوارع، لتعطيل أي تقدم تسعى إليه السلطة الشرعية في تونس.
هذا الشكل من التحرك السري الانقلابي لدى الإخوان أكد مرة أخرى أنهم لا يمكنهم العيش دون مؤامرات، وكيف لا يكون ذلك وعلاقة حركة النهضة، منذ نشأتها في أواخر ستينيات القرن العشرين، بأنظمة الحكم في تونس حتى الآن، مرت في عدة تقلبات، وهيمن الصراع والصدام على أغلب مراحلها، وحاليا سقطت أقنعة إخوان تونس وحديثهم عن الديمقراطية، حيث انكشف للعيان أن حركة النهضة الإخوانية لا يمكنها العيش في النور، بل في سراديب المؤامرات، ومخططات زعزعة الأمن والاستقرار، وإن كان على حساب الشعب التونسي، الذي فاض به الكيل من خطط الحركة السوداء.
ما يجري في تونس على يد حركة النهضة الإخوانية من تخريب وفوضى تأكيد أن مواجهة الإسلام السياسي، وتحديدًا جماعة الإخوان الإرهابية، ضرورة أساسية للحفاظ على أمن واستقرار الدول، وحماية المجتمعات من تلك التخرصات الفكرية، التي تطرحها الجماعة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة