ماذا فعل وقود السعودية باليمن؟.. سفن الحياة تواجه مراكب الموت
في الوقت الذي يُصدر فيه النظام الإيراني مراكب الموت لقتل الأبرياء في اليمن، تبعث السعودية بسفن الحياة.
تباين الأهداف والغايات بين طهران والرياض، تجلى واضحًا في التزامن بين ضبط سفينة أسلحة إيرانية في بحر العرب، حاول الإيرانيون تهريبها إلى المليشيات الحوثية، وبين وصول شحنة المشتقات النفطية إلى موانئ عدن، لتضئ حياة اليمنيين.
- حصاد الحوثي في اليمن.. النهب باسم الزكاة
- وقود السعودية يضيء اليمن.. وصول أول دفعة من المنحة المليونية
وهو ما أكده وزير الإعلام والثقافة اليمني، معمر الإرياني، الذي وصف سفينة المنحة السعودية بأنها "هدية" للشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر المبارك؛ لتشغيل الكهرباء وإنعاش الاقتصاد الوطني.
هدية النظام الإيراني
وقال الوزير اليمني في تغريدة رصدتها "العين الإخبارية": إن هدية النظام الإيراني للشعب اليمني كانت عبارة عن سفينة أسلحة مقدمة لمليشيا الحوثي الإرهابية، لقتل اليمنيين وتشريدهم وتوسيع معاناتهم.
وأكد الوزير اليمني في تدوينة على موقع تويتر "أن الشعب اليمني لن ينسى كل ذلك"، في إشارةٍ إلى التفاوت في الأهداف والغايات، بين من يريد الخير، وبين من يغذي الشر والقتل والدمار في بلاده.
وتقدر منحة الوقود السعودية بنحو 422 مليون دولار، حيث تشغل أكثر من 80 محطة يمنية بأكثر من 351 ألف طن متري من المازوت، وقرابة 910 آلاف طن متري من الديزل.
كما توفر في الميزانية التشغيلية للحكومة المعترف بها دوليا، وسترفع من على كاهلها عبئا ماليا والتزامات كبيرة، بحسب تصريحات رسمية سابقة لرئيس الوزراء اليمني، الدكتور معين عبدالملك.
ردود أفعال واسعة
ورحبت الحكومة اليمنية والأمم المتحدة بمنحة الوقود السعودية، مؤكدين أنها سوف تحفز المشاريع التنموية وتخفف المعاناة على المواطنين وسوف تساعد في تخفيف الضغط على احتياط اليمن من العملات الأجنبية.
كما لاقت المنحة الأخوية من السعودية لمحطات التوليد في اليمن، ترحيبًا كبيرًا من المواطنين بمدينة عدن تحديدًا والذين عانوا من انطفاء متكرر للكهرباء والتي كانت سوف تتفاقم مع دخول فصل الصيف.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء الشارع في العاصمة المؤقتة عدن، الذي عبر عن تقديره وامتنانه الكبير لتدخلات الأشقاء في التحالف العربي، ومد يد العون لليمنيين في مواجهة التخريب والتدمير الذي انتهجته المليشيات الحوثية بحق البنى التحتية للبلاد.
وهو ما أكده العامل في محطة الحسوة الكهروحرارية، والمهندس في قسم الصيانة، مكرم إسماعيل، الذي اعتبر أن دعم دول التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لليمن، لم يقتصر على الجانب العسكري ووقف تهديدات الانقلابيين الحوثيين، بل تعداها ليشمل كافة القطاعات الخدمية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية.
أضاف لـ "العين الإخبارية" أن المنحة منقذة للحياة وهي نابعة من الاعتبارات الأخوية التي تربط اليمن بجواره الخليجي، والمصير المشترك بين شعوب المنطقة.
صيف بلا معاناة
من جانبه، قالت اليمنية رؤى عبدالصمد، وهي معلمة ثانوية في مدينة عدن: إن الأشقاء في السعودية نجدهم يقفون إلى جانب كل اليمن واليمنيين في أحلك الظروف والأزمات.
وأشارت في تصريح لـ "العين الإخبارية" إلى أن المدد القادم من الدول المحيطة باليمن أمر ملموس وواقعي، ونشاهده جليًا وواضحًا في الملمات والأزمات الكبرى.
وأكدت المعلمة رؤى أن مشكلة الكهرباء في اليمن من أكثر المشاكل التي أقضت مضاجع اليمنيين منذ أعوام، خاصة في المدن اليمنية الساحلية التي ترتفع فيها درجات الحرارة، ويزيد خلالها الطلب على الطاقة وخدمة الكهرباء.
وأعربت رؤى في ختام تصريحها لـ "العين الإخبارية" عن أمنياتها أن تشهد عدن وبقية المدن "صيفًا بلا معاناة"، وأن تستقر خدمة الكهرباء فيها، وفي باقي المحافظات المحررة؛ عطفًا على منحة الوقود الكريمة المقدمة من السعودية.
يشار إلى أن هذه المنحة الحالية، ليست الأولى التي تقدمها الرياض إلى اليمن؛ لمواجهة العجز في توليد الكهرباء، حيث سبقتها منحة وقود مماثلة في سبتمبر/أيلول 2018، واستمرت لمدة عام كامل، وكانت مجانية، رغم أن قيمتها بلغت نحو 200 مليون دولار.
وساهمت في تحقيق استقرار الطاقة وخدمات التيار الكهربائي، وتوفير في الميزانية الحكومية للدولة، وتوجيه الفائض منها في مجالات حيوية أخرى.
ومنذ حرب الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014 خرجت معظم محطات التوليد الكهربائي في مختلف محافظات اليمن عن الخدمة بشكل كامل، نتيجة حرب حوثية ممنهجة استهدفت البنية التحتية للبلاد.