ماهية العلاقات السعودية-الإيرانية مهمة لذاتها، وهذا لا يختلف عليه اثنان.. لكن هل لا بد ينعكس أي تقارب بين بلدين على ملفات المنطقة؟
في اليمن مثلا، يتطلع كثيرون لمرحلة جديدة ربما تُدشن من خلال توقيع الاتفاق الجديد بين الرياض وطهران في بكين برعاية الصين، والاتجاه نحو إنهاء الأزمة في اليمن، حال عرف "الحوثي" حجمه الحقيقي.
ما حدث حتى اللحظة بين السعودية وإيران هو إعادة فتح قنوات الاتصال الدبلوماسية بين الدولتين كخطوة أساسية، وهذا أمر طبيعي بين أي بلدين، وما حدث هو نتاج عمل تراكمي ولم يكن انعطافة غير متوقعة، بل هو نهج عام للمملكة العربية السعودية.. لكن من المهم الفصل بين المسارات، بمعنى أن العلاقات الدبلوماسية شيء، والاشتباك القائم في المنطقة شيء آخر، والهدف هو جسر بين الاثنين حتى تنعكس هذه الانفراجة على اليمن وغيره من المناطق والملفات، وهذا بالتأكيد ليس أمرًا سهلا.
وبالمرور قليلا على أحوال دولة مثل لبنان، فقد عبّر وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن مصيرها بعد الاتفاق السعودي الإيراني، حين قال:
"لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني-لبناني وليس تقاربا إيرانيا-سعوديا، وعلى لبنان أن ينظر إلى مصلحته، وعلى السياسيين فيه أن يقدموا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى".
المسؤول السعودي قال إن اتفاق المملكة مع إيران "لا يعني التوصل إلى حل جميع الخلافات العالقة"، لافتا إلى أنه "يؤكد الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار".
هذا بالضبط ما أعلنته المملكة، لكن مَن قال إن السعودية -أو غيرها من دول الخليج العربي- ملزمة بحل مشكلات العالم؟، إنها فقط تسهم في حلحلة الأمور العالقة إذا ما استطاعت إلى ذلك سبيلا نظرا لثقلها الدولي الكبير، لكن في الوقت نفسه على الساسة في البُلدان المختلفة أن يقفوا مع مصالح أوطانهم وأن يسعوا إلى إنجاز كل ما يدعمها دون اتكال على جهود الآخرين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة