لماذا يخشى الملالي المجاهرة رسميا بتسليح الحوثيين؟
رغم اعتراف وسائل إعلام إيرانية بتقديم دعم لمليشيا الحوثي، إلا أن القيادات العليا في دولة الملالي ما زالت تتحفظ في الحديث
يقينا، كان الصاروخ البالستي الذي أطلقه الحوثيون ناحية الرياض، في 4 نوفمبر/تشرين الأول الماضي، نقطة مفصلية في سير المعارك؛ لأنه مثل أكبر الشواهد على الدعم الإيراني للانقلابيين باليمن.
المفارقة أن طهران -رغم اعتراف بعض قيادييها العسكريين ووسائل إعلامها بدعم الحوثيين خاصة بتكنولوجيا صواريخ "زلزال"- إلا أنها لا تزال تخادع العالم بأنها لا تقدم صواريخ للحوثيين، خلافا لمجاهرتها بدعم مليشيات مماثلة بالسلاح، من حزب الله في لبنان إلى الحشد الشعبي في العراق، مرورا بالخليط الذي يساند النظام السوري.
وبالطبع فإن تضليلات الملالي، وهم ينفون دعمهم الصاروخي للحوثيين، يعود إلى أن المجاهرة الرسمية بذلك تضعهم في مواجهة مفتوحة مع السعودية.
لكن هل يحتاج أحد اليوم لإثبات أن الانقلابيين اليمنيين ليسوا سوى آخر أذرع طهران التي أدمنت تقويض الاستقرار في المنطقة؟ فمقابل آلاف الأدلة الناصعة بطرف التحالف العربي، استعصى على إيران إيراد شاهد واحد ولو كان من باب الزور.
وأمس الجمعة، أذاع أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إحصائية تفيد بأن الحوثيين استهدفوا الحدود السعودية بـ80 صاروخا، بعضها بالستي و66 ألف مقذوف، منذ بدء عمليات التحالف في 2015.
وبالتأكيد، فإن هذه الترسانة، بما تضمه من صواريخ بالستية، لا يمكن أن تعود بأية حال إلى القدرات المحلية المتواضعة للحوثيين وبقية الوحدات التي انشقت من الجيش اليمني تحت زعامة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
تجدر الإشارة إلى أن صالح نفسه طالما اشتكى من دعم طهران للحوثيين قبل طرده شعبيا وقبل التحالف مع أعداء الأمس ضد الحكومة المعترف بها دوليا.
وتأخذ تصريحات قرقاش رمزية أكبر من تزامنها مع تسريب تقرير سري، أعده مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة، ويفيد بأن بقايا 4 صواريخ بالستية أطلقها الحوثيون على السعودية هذا العام، من صنع إيران.
وتزامنت تصريحات الرجل أيضا مع إعلان وزارة الداخلية السعودية أنها ضبطت ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2016 وسبتمبر/أيلول 2017 أكثر 3 آلاف و500 قطعة سلاح وذخائر مهربة من اليمن.
ومعظم هذه الأسلحة، حرزت عند الحدود السعودية اليمينة، خلال محاولة "عملاء أجانب" تدبير هجمات إرهابية في المملكة، وفقا لوزارة الداخلية.
وبالنسبة إلى الوزير الإماراتي، فإن "استهداف الحوثي الفاشل للرياض بصواريخ بالستية إيرانية تطور خطير، يضع الأولويات في نصابها الصحيح، وأهمها أن خطر التمدد الإيراني هو التحدي الأول".
وبالنظر إلى التكليف الذي تلقته المجموعة العربية في الأمم المتحدة لمخاطبة مجلس الأمن حول التدخلات الإيرانية في المنطقة، بجانب التقرير الأممي، تكون طهران قد فقدت مساحة المرواغة التي كانت تعتمد عليها.
ووسط هذه المعلومات الموثقة والمدعومة أمميا، لم يعد متاحا أمام إيران الكذب بأن دعمها للحوثيين "معنوي فقط"، لكن هل تملك جرأة المجاهرة وتحمل ما يترتب عليها من مواجهة مفتوحة مع المملكة السعودية وحلفائها؟
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز