السعودية تبدأ أولى خطواتها لتصبح أكبر مركز إقليمي للحبوب
سيبدأ المشروع بقدرة تبلغ نحو (3 ملايين) طن سنوياً بحلول عام 2022، تزداد تدريجياً إلى (5 ملايين) طن سنوياً
أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، تأسيس الشركة الوطنية للحبوب من خلال شراكة استراتيجية بين الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك) والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري)، ضمن استراتيجيتها لبناء أكبر مركز إقليمي للحبوب.
وتُقدَّر التكلفة الإجمالية لهذه الشراكة في مرحلتها الأولى حوالي 412 مليون ريال سعودي، وتسعى إلى تلبية الاحتياجات المستقبلية للمملكة من الحبوب الرئيسية، إضافة إلى العناية بتجارة ومناولة وتخزين الحبوب بين مصادرها في كل مناطق البحر الأسود وأوروبا وأمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الأحمر، والإسهام في عملية الاستيراد والنقل والتوزيع والتخزين.
وسيبدأ المشروع بقدرة تبلغ حوالي (3 ملايين) طن سنوياً بحلول عام 2022، تزداد تدريجياً إلى (5 ملايين) طن سنوياً وستتيح المحطة الجديدة، التي سيتم بناؤها وفق أعلى المعايير العالمية، إمكانية المناولة السريعة للحبوب والأعلاف من خلال إتاحة خدمات المحطة اللوجستية لجميع المستوردين لفائدة القطاعين العام الخاص.
ورعى وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي رئيس مجلس إدارة شركة "سالك"، المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، مراسم تأسيس الشركة الوطنية للحبوب، وجرت مراسم التدشين بحضور كل من محافظ المؤسسة العامة للحبوب المهندس أحمد بن عبدالعزيز الفارس ورئيس مجلس إدارة شركة "البحري"محمد بن عبدالعزيز السرحان، والرئيس التنفيذي لشركة "سالك" المهندس سليمان بن عبدالرحمن الرميح، والرئيس التنفيذي لشركة البحري المهندس عبدالله بن علي الدبيخي.
وأكد وزير البيئة والمياه والزراعة أن هذه الشراكة تأتي ضمن مستهدفات رؤية المملكة (2030)، كما ستسهم في توفير المنتجات الغذائية الأساسية واستقرار الأسعار في المملكة، الأمر الذي يرتبط بشكل أساسي بمعدلات الإنتاج والاستهلاك العالمي وحركة الشحن التجاري وصافي المخزونات العالمية من السلع الغذائية الأساسية.
وقال الفضلي "نحن على ثقة بأن هذه الشركة ستلعب دوراً رئيسياً في تعزيز سلاسل الإمداد في المملكة، لكونها تؤسس لبناء أكبر مركز إقليمي للحبوب، بما يسهم في تعزيز حلول توزيع الأغذية في المنطقة من خلال استيراد ومعالجة وتصدير وتخزين الحبوب للمملكة، وذلك بفضل الموقع الاستراتيجي لميناء ينبع التجاري الذي يُعَد البوابة البحرية المهمة لاستقبال واردات المملكة من السلع الإستراتيجية.
ويأتي هذا المشروع تماشياً مع أحد الأهداف الاستراتيجية لشركة "سالك" والمتمثل في تحقيق أكثر من 50% من معدل تغطية الواردات لجميع السلع التي تم تحديدها كسلع استراتيجية، والتي تتوافق مع استراتيجية الأمن الغذائي للمملكة.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة "البحري" محمد بن عبدالعزيز السرحان أن الشركة تبذل جهوداً كبيرة على مر السنين للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني من خلال نقل ما يقارب من ( 1.5) مليون طن من الحبوب سنوياً إلى المملكة، وذلك من خلال أسطول مكون من 5 ناقلات للبضائع السائبة قيد التشغيل.
لافتا أنه بدخول 4 ناقلات جديدة قبل نهاية العام الحالي ستتمكن "البحري" من نقل 5 ملايين طن سنوياً إلى المملكة من الأغذية الجافة من الحبوب بمختلف أنواعها من شعير، وذرة، وقمح، والصويا وغيرها.
وقال السرحان "يسرنا اليوم تحقيق إحدى مبادراتنا الاستراتيجية الأكبر على المستوى الإقليمي، فمشروعنا المشترك مع شركة "سالك" سيربط المملكة بمصادر الحبوب العالمية، مما سيدفع للمضي قدماً في المساهمة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتمثلة في جعلها بوابة عالمية متفرّدة للخدمات اللوجستية تربط بين القارات الثلاث".
يذكر أن ميناء ينبع التجاري البوابة البحرية الأفضل لإنشاء محطة مناولة الحبوب بهذا الحجم والطاقة الاستيعابية، إذ إن غالبية الحبوب المستوردة تأتي من دول البحر الأسود ودول أمريكا الجنوبية وأجزاء من أمريكا الشمالية، وستجد بعض الشحنات القادمة من أستراليا إلى البحر الأحمر في المحطة الجديدة محفزاً بسبب تقنياتها الحديثة في التفريغ والمناولة والتخزين.